طنجة تحتضن الاجتماع التشاوري بين النظراء حول مشروع الهجرة بين المدن المتوسطية
جريدة طنجة – م.الحراق ( مشروع الهجرة بين المُدُن المتوسطية )
الخميس 08 دجنبر 2015 – 11:30:14
الجلسة الافتتاحية لهذا اللّقـاء تَرأسَها عُمدة مدينة طنجة محمد البشير العبدلاوي، بحضور 30 مشارك ومشاركة يمثلون 20 مدينة متوسطية، إلى جانب أعضاء ينتمون إلى المنظمات والإتحادات الدولية الشريكة في المشروع.
اللقاء تميز بالكلمة التي ألقاها عمدة مدينة طنجة، شكرا في بدايتها المنظمين على حسن اختيارهم لهذه المدينة لاحتضان مثل هذه اللقاءات، باعتبار تاريخ الهجرة بها، والذي يرجع إلى أزيد من 3 آلاف سنة، حيث تعاقبت عليها عدة حضارات وأجناس، عاشت فيها بأشكال مختلفة، وساهمت في إغناء الثقافة، والروح التي غدت أبناءها، وساهمت في صياغة شخصية الإنسان المغربي على العموم والطنجاوي على الخصوص، منذ عهد الإغريق، إلى الرُّومان، والبزنطيين والوندال، إلى أن جاء الفتح الإسلامي، وعاش المسلمون أبناء مدينة طنجة مع البرتغاليين، والإنجليز، والفرنسيين والإسبان،والأمريكيين والهولنديين والبلجيكيين ، و أضحت مدينة طنجة مدينة دولية، لها خصوصياتها.

وأبرز العمدة أن هذا اللقاء سيمكن طنجة من الإقتداء بتجارب المدن المشاركة في ميدان الهجرة، وخاصة من المدن الأوروبية التي سبقتنا في معالجة موضوع الهجرة، مشيرا إلى انخراط المغرب في المعالجة الدولية لهذا الموضوع، من خلال مؤتمر المناخ كوب 22 الذي انعقد مؤخرا بمدينة مراكش، والدور الذي تلعبه التغيرات المناخية في مشكل الهجرة الذي أضحى اليوم من المواضيح الحساسة في العالم. لأن موضوع الهجرة موضوع معقد، يتطلب من الجميع التعاون، والبحث عن الحلول الكفيلة للحد من تفاقم هذه الظاهرة، التي أضحت واقعا لايمكن التهرب من مسؤولياتنا فيه، عن طريق الأخد بتجارب المدن والدول التي سبقتنا، وأعاد العمدة إلى الأذهان توجهات جلالة الملك سنة 2014 بهذا الخصوص، مشيرا بأن موضوع الهجرة كان مطروحا أيضا على طاولة الحكومة المغربية، والمتمثل في ضرورة استعاب المهاجرين، وحماية حقوق الإنسان ، وتوفير العيش الكريم، ، وتهييئ ظروف الصحة والتعليم والشغل. مشيرا إلى جولة جلالة الملك في العديد من الدول الإفريقية حاليا، والتي تصب في هذا الإتجاه، والمتمثل في التعاون جنوب جنوب، للحد من البطالة، وكذا من الهجرة.
وخلال يومين ناقش لقاء طنجة عدة مواضيع من بينها، تحديد التحديات المرتبطة بالتمتع بحقوق الإنسان، والوصول إلى الخدمات الأساسية على مستوى المدينة، وتبادل الخبرات عن طريق عرض حالات محددة في المدن المشاركة، والقيام بزيار ميدانية لمدينة طنجة لاستكشاف مبادرات ملموسة وفي عين المكان بخصوص هذا الموضوع.

اللقاء مكن أيضا من اختيار اثنين من المشاركين من المدينة ليكونا نقطة اتصال، فضلا عن خبراء موضوعاتيين مختصين في الخدمات الاجتماعية، والخدمات الأساسية، وحقوق الإنسان.

هذا المشروع الذي يموله الإتحاد الأوروبي، والتعاون السويسري، وبشراكة مع شبكة المدن المتحدة، والحكومات المحلية، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، يهدف إلى المساهمة في تحسين ظروف الهجرة على مستوى المدينة، لا سيما في شبكة من المدن في أوروبا، ومنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط.
وتتألف الشبكة المكلفة بمشروع (الهجرة إلى البحر الأبيض المتوسط مدينة إلى مدينة) من مدن، عمان، بيروت، لشبونة، ليون، مدريد، طنجة، تورينو، تونس وفيينا.

إن حركات الهجرة سواء كانت داخلية أو دولية في المنطقة المتوسطية لها تأثير مباشر وطويل الأمد على تطوير المناطق الحضرية، وهذه غالبا ما تكون الوجهة الفعلية للمهاجرين، من أجل تحقيق أقصى قدر من إمكانيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء السكان، مهاجري المدن، مما يتطلب قدرات فعالة بحكم الهجرة، لاسيما في ضوء توفير الحصول على الحقوق والخدمات….