وتر تطوان الخالد

وُلد الفنان مصطفى مزواق بمدينة طنجة و بالضبط بحي مرشان، ومنه استمدَ علو كعبهِ إحساسا وصـوتــًا، وترعرع في مدينة تطوان التي نَهل منها عُلومها الفنية، فمنذ الطفولة درب أذنه على التقاط الكلمات المؤثرة والملتزمة، ذات الأحاسيس الجياشة والنغمة العذبة، لعباقرة فن الطرب العربي ، قضى طفولته أمام المذياع مرددا روائع الأغاني وأعذب الألحان، فشب معافى الذوق والصوت، مرهف الإحساس، انعكس ذلك إيجابا على سلوكه الذي أضحى مرهفا.

والفنان مصطفى مزواق لم يستسلم للماديات، التي أغرقت العديد من الفنانين في وحلها، ونسوا دورهم في تهذيب الذوق، بل زهده في كل المغريات جعله يلزم عوده ولايزال، الشيء الذي منحه لقب “وتر تطوان الخالد”، وبأنامله فوق أوتارعوده استطاع أن ينسج أعذب الألحان، وبصوته المليء بالإحساس، غمر الساحات أنغاما. استنطق عوده مرارا، فخر له بأعذب الألحان، وأقسم بأن يقتسم تجربته مع المواهب من الأصوات، حيث اهتدى من خلالها إلى اكتشاف العديد منها، نذكر من بينها المطربة المغربية أمال عبد القادر.

الفنان مصطفى مزواق يأخد من الشعر الملتزم أوزانه، ومن اللحن أعذبه، ومن الصوت رخيمه، حتى أضحت لعوده مناعة كبرى ضد البديء من الأغاني. فأصبحنا نستقبل أغانيه عبر الروح بدل الأذن.

هذا هو الفنان مصطفى مزواق، فكلما احتضن عوده الساحر، وأطلق أنامله لاستنطاق الألحان إلا وشعرت بنشوة كبيرة، تأخذك إلى عوالم الطرب الجميل، حيث الكلمة واللحن والأداء. لذا يستحق الفنان مصطفى مزواق وبكل جدارة لقب و”تر تطوان الخالد”.