نزق وغدر وخيانة
جريدة طنجة – سميّة أمغار ( “الأوباش تجنُبا للفتنة” )
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 – 16:55:26
“ممثلة” الشعب ــ ياحسرة ـ سجلت “للتاريخ” ما يفيد أنها مع الرأي القائل إن سكان الشمال والريف خاصة “أوباش” . والكلمة، لغة، جمع بوش، وهي تعني سفلة الناس، أرذال، أوغاد، رعاع وهمج.
هكذا ترى “السيدة النائبة” أهل الريف، وتصدح برأيها في وجوههم وفي وجه الشعب المغربي قاطبة والعالم أجمع، ما دامت تدوينات الفيسبوك تدور حول الأرض بسرعة الضوء وتمر، بطبيعة الحال، على “ديار” خصومنا وكل من لا يرتاح إلى طبيعة الحياة عندنا، وإلى وحدتنا وتماسكنا كشعب أصيل، وما تتميز به بلادنا من طمأنينة واستقرار قبل أن تتسلل إلى صفوفنا المتراصة، “طفيليات” ضارة، تسعى إلى تخريبنا من الداخل.
ولا أدل على ذلك من التجاوب المنقطع النظير الذي رد به الشعب المغربي من أقصاه إلى أقصاه، على فاجعة الحسيمة التي أودت بحياة شاب في ظروف مشينة ، لم يشهدها المغرب حتى في أحلك الظروف التاريخية التي مر منها ، على يدي سفاحي السياسة و”أبطال” الظلم و العنف والاستبداد.
“نائبة” الاتحاد الدستوري لم تراع حالة الحزن الشديد الذي أرخى سدوله على مدينة الحسيمة وهي تقف عاجزة أمام مشهد مثير لرجل تطحنه شاحنة الأزبال بالشارع العام، تحت أعين رجال السلطة المحلية، إدارية وأمنية وقضائية، ومن يعود إليهم أمر حماية كرامة وشهامة المواطن، ولم تقدر أهمية وخطورة “الحراك” الشعبي الذي دفع بآلاف المواطنين في جهات المغرب الاثنتي عشرة، إلى الاحتجاج والتنديد بــ” الحكرة” المرادفة لـ “المهانة” التي يرفضها إباء وشموخ المغاربة .
أي جنون أصاب هذه “النائبة” التي وصلت إلى قبة البرلمان عن طريق “لائحة النساء” لحزب الحصان. ومن أوحى لها بسب أهل الريف والعودة إلى وصف مشين لا يجوز في حق مواطني هذا البلد، بلد المغاربة الأباة !…
لقد سعيتُ إلى أن أجعل من هذا الركن فضاء يبرز كفاءات المرأة المغربية ونبوغها في شتى الميادين وقدرتها على الإسهام في الدفع بعجلة التنمية الوطنية الشاملة ، بما تختزنه من مهارات ومقدرات ، إلا أني أجدني محبطة بسبب تصرف هذه “الخديجة” التي أرادت، ربما، أن تلفت إليها الأنظار، فسقطت في متاهات التيه السياسي الرخيص، والعبث اللغوي البغيض، وهي “أستاذة” للغة العربية، ياحسرة، تعلم قيمة الكلمة في تهييج العواطف وإثارة المشاعر والدفع إلى الغضب العارم وإلى …..الفتنة !
قبل أسابيع، أطلق عضو في شبيبة العدالة والتنمية، تدوينة دعا فيها إلى قطع رؤوس المعارضين (لحزب الإسلاميين طبعا) وتعليقها بالساحات العمومية . ومنذ أيام، طلع علينا عضو في المجلس الوطني لنفس الحزب ومستشار جماعي بمجلس المحمدية، بتدوينة أخرى لا تقل غرابة ، وظف فيها آية قرآنية بعد تحريفها، في دعوة قيل إنها تخص تذمر العدالة والتنمية من الاتحاد الاشتراكي في إطار البحث عن “طبخة” لحكومة جديدة ، يبدو أن لا خير ينتظر منها، حيث كتب: “اقتلوا “ادريس” أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه “حزبكم” وتكونوا من بعده قوما صالحين” !!!….
والكل فهم المقصود من هذه “التحريفة” المثيرة. والتي يمكن أن تعتبر، قانونا، دعوة إلى االقتل وإشادة بالإرهاب.
أهذه إذن، هي “التربية” الحزبية التي تقدمها بعض الأحزاب السياسية لمناضليها وخاصة الشباب منهم، وللمغاربة المفروض فيها تأطيرهم وتوعيتهم وتربيتهم على حب الوطن والعمل على ترسيخ مبادئ المواطنة الحقة وقيم التضامن والتسامح والتعاضد فيما بينهم ؟ !
من يسعى إذن لإيقاظ الفتنة ؟ !…. .