ليس تَشَفياً يا « سعد !.. »

ليس لنا أن ننكر الواقعة دفاعا عن «لمجرد » لأنه قالها بنفسه.. قال أن الأمر تم برضاها… طبعا هذا صحيح.. فمادامت قد قبلت الصعود إلى حجرته، فماذا كانت تنتظر..؟! كأس كوكتيل؟.. حتى وإن رآها خدم الفندق هاربة بلباسها الداخلي.. يبقى أن الفعل في حد ذاته تم أو لم يتم فهو سلوك مشين لا يليق بفنان ابن فنانين أصيلين..

وعندما نبحث في أرشيف السابقين ومنهم الأحياء حفظهم الله، فإننا نجد الإرث الحسن والذكرى العطرة – والسلوك القويم…

والشخصية الرصينة والفن الراقي الرفيع، فلماذا أنبتت الأرض فجأة هذه الفطريات التي لا تعرف سوى الصراخ وهز الأرداف والتي ملأت أوربا ضجيجا وفضائح، فلمجرد متابع من طرف القضاء الأمريكي وعقوبته الحبسية كانت ستصل إلى 25 سنة لو دخل الأراضي الأمريكية، وهذا ما أكدته صحيفة »لومند » الفرنسية، وبعد مصيبة حادث الاغتصاب بأمريكا يتكرر الأمر في الفندق الذي كان يقيم فيه بفرنسا، والجميع من المقربين إلى سعد يعتقدون أنه يتعرض لمؤامرة، وأنه تعرض لكمين، والدليل هو كيف أخذت له صورة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي فور اعتقاله من قبل الشرطة الفرنسية، متسائلين كيف يعقل أن يتم تصويره في تلك اللحظة بالذات، إلا إذا كان هنا علم مسبق بما سيجري، وأن الجميع كانوا يتوقعون خروج سعد من الفندق مكبل اليدين؟

وقال محامي سعد أن هذا الأخير كان على خلاف مع شخص جزائري، وقد يكون هذا الشخص دخل في خط هذه العملية في إطار تبزنيس الفن، وأن سعد الآن يؤدي الضريبة. ومهما كانت الظروف، فاختلاط فنانينا بأشخاص مشبوهين وتجار مخدرات في أوربا هو الذي يوردهم موارد الهلاك، فسعد لمجرد يملك ثروة كبيرة، وله كل الإمكانيات ليعيش حياة كريمة هنيئة ومنتجة، فلماذا يوصم نفسه بهذه الوصمات ويلحق الأذى باسمه وعائلته ويلج عالما قلما يخرج منه المرء سليما.

نتمنى لسعد لمجرد حلا سريعا يعيده إلى أهله ووطنه وفنه، ويخرجه من ظلمات الفسق والمجون والمخدرات، فهو منفذ إلى الجحيم وقد سبق السابقون.

أملنا أن يتطهر فننا من غلواء المشعوذين والمجانين والزاعقين ليعود الفن المغربي كما كان نقيا طاهرا عاليا بفنه الحديث بكلاسيكياته المحلقة في السماء عبر تموجاته وملحونه، بتراثه وأمداحه وقصائده وموسيقاه الأندلسية الرائدة المعطاء.