طنجة مدينة بدون صفيح سنة 2017 هل تصدقون ؟ !
جريدة طنجة – سمية أمغار ( “طنجة مدينة بدون صفيح!!! ” )
الجمعة 25 نوفمبر 2016 – 18:09:59
هل تصدقون ؟ خلال سنة 2017 ….حتى ولو كانت السنة هجرية !!!…..
هل تصدقون أن تكون عملية هدم عشرات الآلاف من البراريك التي تسكنها مئات الآلاف من الأسر، يسيرة إلى هذا الحد، بحيث يسهل دكها بجرة قلم، في بضعة أشهر وترحيل ساكنيها إلى فضاءات أعدت سلفا لاستقبالهم…..
لا أشك في عبقرية الإدارة المغربية ولا في النبوغ المغربي ولكن هذا لا يعفينا من وضع أكثر من سؤال ما دام أن الأمر يتعلق بمشروع عملاق، يخص “مدنا” قصديرية نبتت كالفطر، داخل وفي محيط طنجة، بعيد الاستقلال والوحدة ، انطلاقا من بني مكادة الذي أصبح “مركزا” لأحياء قصديرية مترامية الأطراف، تنتشر يمينا ويسارا وتشكل تجمعات بشرية ضخمة “منظمة” داخل فضاءات هشة، “مرتجلة” غير مهيكلة، بطبيعة الحال وربما غير قابلة للهيكلة، يعيش فيها آلاف المواطنين بدرجات متفاوتة من الفقر والقهر، ولكن في خصاص كبير من الحاجيات الأساس، الضرورة لعيش البشر.
حقيقة إن جهودا بذلت من أجل تقليص فضاءات القصدير المحاصر للمدن، ولكن العجز في هذا المجال لا زال قويا ، ومتسما بالبطؤ ، وربما مفتقدا لرؤية واضحة، حيث إننا نسمع منذ وزارة الدويري عن “طنجة” بدون صفيح، بل إن لافتات سبق وأن علقت على طريق المطار تبشر بنهاية الصفيح بطنجة، ولكن الصفيح “قاوم” ولا زال يقاوم، ولعل من اطلع على تحقيق نشر بهذا الخصوص في العدد 1230 لجريدة الأخبار (الخميس 17 نوفمبر 2016)، أدرك معاناة “مغاربة القصدير” مع الفقر والبؤس وضنك العيش…والقهر ! وما يواجهونه من مشاكل صحية ، هم وأسرهم ، وعجزهم عن الحصول على العلاج، واستحالة تربية أبنائهم وتعليمهم، والحال أنهم يعيشون داخل “أكواخ” سقفها صفحات “بلاستيك” متهالك وجنباتها أغصان أشجار وأخشاب ولوحات إشهار صدئة، وكل ما يطمعون في استعماله، عبثا، لحماية أنفسهم من تقلبات الجو وصروف الدهر. حالات صادمة تعرض لها التحقيق المذكور من فقر ومهانة و”حكرة” وشقاء….. وأكدتها السيدة حسناء أزواغ رئيسة جمعية “القلوب الرحيمة” بطنجة، التي ذكرت بحالات نوعية صادفتها جمعيتها بجهات متعددة، خاصة بنواحي مسنانة حيث تنعدم في البيوت القصديرية أبسط أبسط شروط الحياة، لتشكل بؤرا سوداء في طنجة “تنتج الفقر وتفرخ أطفالا بدون مستقبل”، معرضين للتشرد والضياع، وهي حالة ترى الجمعية أن من الضروري أن يتحمل الجميع مسؤوليته ، إدارة ومجالس منتخبة ومؤسسات عمومية وخصوصية، ومنظمات أهلية، من أجل معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تزداد مع الأيام تفاقما وحدة.
إذ ليس من العدل والإنصاف أن يعيش المغرب بمجتمعين واحد يشقى بالعدم والتعاسة الأبدية، والآخر يعيش حياة نعيم وسعادة سرمدية ، وكأن الأمر قدر مقدر على هذا الشعب ، بينما التغيير ممكن والممكن ليس مستحيلا !…. .