الظاهرة المشينة التي تشكل وصمة عار على جبين السياحة ببلادنا
لم تكن الهيكلة الجديدة للبنية التحتية لميناء طنجة المدينة في الموعد المناسب، كمشروع ذي أهمية قصوى يعول عليه، لإنعاش الحركة الملاحية واستقطاب السياح من كل فج عميق، بمدينة تعتبر جسرا مهما يربط بين أفريقيا وأوروبا! والسبب هو انتشار ظاهرة “الحريك” التي طفت على السطح، بشكل ملحوظ، منذ أشهر! أما أبطالها، فهم مجموعة من القاصرين والمنحرفين، حيث تتزايد أعدادهم، في ظل “الفراغ القانوني”، أو ما يسمى ب:”عدم وضوح التهمة” ليتم إطلاق سراح مجموعة من “الحراكة”، بعد ضبطهم وهم يحاولون التسلل والاختباء، تحت الحافلات في محاولة منهم للعبور نحو الضفة الأخرى، وبالتالي فإن هؤلاءـ بعد إطلاق سراحهم ـ يعاودون الكرّة من جديد.لذا، فلا غرابة أن تتعامل معهم عناصر الشرطة، بنوع من اللامبالاة ـ أحيانا ـ ، وهم يحومون أمام مرآها، وكأن هذه العناصر ملّت من “الحراكة” الذين يفلتون من العقاب، عندما يتم عرضهم على أنظار النيابة العامة.!
أكثر من هذا أن هؤلاء “الحراكة” قد يترصدون عن بعد ضحاياهم من السياح، للاختلاء بهم وسلب ما يكون بحوزتهم، تحت طائلة التهديد بالسيوف والخناجر، إذ كم من مرة تسببوا في تأخير الحافلات عن انطلاقها، وتعطيل مصالح السياح، نتيجة ضبط بعض من “الحراكة” وهم مختبئون تحتها.! والأكثر بشاعة هو لجوء هؤلاء إلى أفخم الفنادق بالمدينة، لتصيد فرصة تسلل ما، تحت الحافلات السياحية، الأمر الذي يقلق راحة السياح الأجانب الذي يستشعرون نوعا من خطر يهددهم، في غياب صرامة حقيقية في التعاطي مع هذه الظاهرة المشينة التي تشكل وصمة عار على جبين السياحة ببلادنا، خاصة وأن الدولة تراهن على مستقبل واعد في المجال السياحي، بالنظر إلى ما تتمتع به بلادنا من عوامل محفزة، كالاستقرار والسلم والأمان.
آن الأوان ـ إذا كانت بلادنا تسعى، فعلا، إلى تسجيل نقط متقدمة في مجال السياحة على المستوى الإقليمي ـ لكي يتم التصدي لهؤلاء “الحراكة” وتطبيق الصرامة والردع في حقهم، ليكونوا عبرة للمتسيبين من أمثالهم.
م.إمغران