دم عمر بنجلون أغلى من مصافحة من اغتالوه (2)
جريدة طنجة – عبد العزيز الحليمي ( عمر بنجلون )
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 – 12:11:33
إنَّ من خُطط لاغتيال الشهيد “عمر بنجلون” أصابَ الكَيـــان الكلي لحزب الاتحاد الاشتراكي، لأنه كان القائد الفذ الذي لا يلين أمام المساومات والإغراءات، بل كانت مواقفه وظلت مسجلة في ذاكرة المناضلين بمشمولها والتي صهرت وصقلت الأداة الحزبية المتقدمة، فكرا ومماسة، طابعها الحوار حتى يتم الحصول على قناعة فردية أو جماعية. وكان الراحل عبد الرحيم بوعبيد لا يستغني عنه، وجل أعضاء المكتب السياسي، آنذاك، إلا واحدا منهم كان ظلمه، وطالما اختلف معه، وكانت مقاصده أن يمتص من إشعاع عمر الشهيد وقد استفاد، بعد رحيل الشهيد، فاستوزر عشر سنوات كوزير بدون حقيبة، وكان يدعي أنه نائب رئيس الحكومة.
إن الشهيد عمر بنجلون كان بذكائه المفرط وثقافته العميقة، يدرك لأول وهلة طبيعة الفرد قبل حديثه، وكان يحسن الخطاب مع الفئات الاجتماعية، كانت عمالية أو طلابية أو فلاحية، وكان الشهيد عمر صحفيا متمرسا، يدرك الفكرة وهو في طريقه إلى منزله، فيعود إلى مقر الجريدة فيصيغها في مقال.
إن جذور الإخوان المسلمين عندنا أخذت كل مواصفتها من إخوان لهم في مصر، بالتكافل، وتأسيس الجمعيات، والعنف المؤدي إلى الاغتيال، والجهل بتسيير شؤون الدولة، مع استعمال المساجد ودور العبادة من أجل الاستقطاب، هدفهم العنف، فاغتالوا عمر بنجلون وفرج فودة في مصر.
قد نلوم نبيل بن عنبد الله الحاج الشيوعي، لأنه زاغ عن مبادئ حزبه العري، ولكن لا نغفرلك ياادريس حتى آن صافحتهم، فارحم نفسك وتنحى بهدوء، واترك الحزب لمناضليه، لأن الوطن في حاجة إلى الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.