دكتورشاب طنجوي يقترح خطة وطنية للتربية على ثقافة السلام واللاتطرف تماشيا مع خطابات جلالة الملك
جريدة طنجة – م.إمغران ( خطة وطنية للتربية على ثقافة السلام )
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 – 11:06:35
“إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مولاي صاحب الجلالة والمهابة أدام الله عزكم وخلد في الصالحات ذكركم، نعم سيدي أعزكم الله ونصركم، يسعدني أن أرسل لكم مقترح خطة وطنية للتربية على ثقافة السلام واللاتطرف، تماشيا مع خطاباتكم السامية الداعية إلى بلورة استراتيجية مندمجة لمحاربة التطرف والإرهاب والمؤكدة على دور التربية والتعليم في تحصين المواطن المغربي من آفة التطرف والانغلاق.
مولاي أمير المؤمنين نصركم الله، أخبركم أنني حاصل على دكتوراه تخصص الدراسات الدولية للسلام والنزاعات والتنمية بدرجة امتياز من جامعة “جومي الأول” بإسبانيا وسفير للجامعة وباحث في كرسي اليونسكو لفلسفة السلام بنفس الجامعة، ومؤطر بولاية المكسيك في برنامج التربية على السلام والتعايش المدرسي، ومدير شبكة DEEP للحوار وبناء السلام في الدول العربية، ورئيس جمعية مبدعون بلا حدود بالمغرب. وأنا رهن اشارتكم للعمل على جعل المغرب بلدا رائدا إقليميا ودوليا في نشر ثقافة السلام ومحاربة التطرف العنيف باستعمال القوة المرنة. وأطلب من العلي القدير أن يبقيكم ذخرا للعلم والعلماء؛ ومنارة شامخة لهذا البلد الأمين. والسلام على المقام العالي بالله. ووقعت الرسالة باسم سعيد بحاجين وأرفقت بمقترح خطة وطنية للتربية على ثقافة السلام واللاتطرف.”
وللإشارة، فإن الشاب سعيد بحاجين توصل، مؤخرا، بدعوى من الأمم المتحدة للمشاركة في مائدة مستديرة في الموضوع، إد أوضح بهدا الخصوص أن “الخطة تقوم على أساس أن المقاربة الأمنية وحدها ليست هي السبيل لمواجهة التطرف، و بـالتـّالي تعطي أولوية قُصوى للتربية داخل المؤسسة التعليمية والمجتمع والأسرة، وتعتبرها الوسيلة الأنجع لمواجهة آفة التطرف والمساهمة في التقدم والتماسك الاجتماعي والتنمية، لأنه “من المستحيل تحقيق التقدم في أي مجتمع يعاني من التطرف والكراهية، لأنهما السبب الرئيسي لانعدام الأمن والاستقرار” كما أكد على ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه الأخير.
وجاء في كلامه: أن الخطة تأخد بعين الاعتبار ما يعيشه العالم، مؤخرا، من أعمال العنف والإرهاب، نتيجة لتنامي التطرف في المستويات السياسية والدينية والاقتصادية والأمنية، وتتماشى مع سياسة المغرب، الذي يتقاسم مع هولندا رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، بانخراطه الدائم في الجهود الدولية من أجل إيجاد حلول ناجعة وسلمية للوقاية من التطرف، ونشر ثقافة السلام، وجعل العالم أكثر أمنا واستقرارا. وهي خطة رائدة يمكن تعميمها في المجتمعات العربية والإسلامية، لتصبح خطة عربية أو إسلامية، أو حتى دولية للتربية على ثقافة السلام واللاتطرف. وبما أن المغرب بلد التمازج الثقافي والديني والعرقي لم يسلم من تأثير بعض المنظمات الإرهابية على فئة قليلة من شبابه، لجهلهم بدينهم وثقافتهم، وكذا بحقيقة هذه المنظمات وأهدافها، فلا سبيل لإنقاذ شبابه من الانزلاق وراء خطاب التحريض على الكراهية والتطرف، سوى تعزيز الكرامة الانسانية ومكافحة قوى التطرف عبر التربية على ثقافة السلام. فالتربية على السلام هي ليست تربية على القيم فقط، بل هي كذلك تربية على التنمية والمواطنة والإبداع والصحة والأخلاق واحترام حقوق الانسان والمحافظة على البيئة واكتساب الحس النقدي وفهم الواقع والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وتعمل على بناء مواطن يحترم القيم الانسانية ويساهم بأفكاره ومبادراته في أمن واستقرار بلاده والعالم.
وعن مدة انجاز الخطة المدكورة، أشار المتحدث إلى أنها تمتد إلى عشر سنوات 2017ـ2027، تخصص السنة الأولى لتشكيل فريق رفيع المستوى، يعمل من خلال الاتصال بالمواطنين، وخصوصا منهم المهتمين والمختصين بدراسات السلام والتربية وثقافة السلام ومحاربة التطرف، على اتخاذ التدابير اللازمة، لتنفيذ الخطة خلال السنوات التسع المتبقية والتي تستدعي مشاركة كل المواطنين، لأن نجاحها رهين بمشاركة كل المغاربة، صغيرهم وكبيرهم، فقيرهم وغنيهم، نساءهم ورجالهم، ويمكن اعتبارها مسيرة خضراء ثانية، لإخراج هذه الآفة من بلادنا.
وأنهى الدكتور الشاب سعيد بحاجين حديثه عن كون هده الخطة لا تعوض الأعمال التي تقوم بها المؤسسات المغربية الحكومية، وغير الحكومية، لتعزيز السلام والأمن بالمغرب، بل تكملها لبناء مجتمع مغربي متماسك من خلال تحسين مناخ التعايش والمشاركة الديمقراطية، والقيام بأنشطة تنمي المعرفة بطرق التحول السلمي للنزاعات، وتحد من استعمال العنف والتطرف، وتشجع البحث في مجال ثقافة السلام واللاعنف. وبالتالي، فإن الخطة تشتغل على عدة مستويات في المؤسسات الحكومية، والدينية، وهيئات المجتمع المدني، وتعمل على تكوين الأئمة، والموظفين، والحرفيين، والآباء، والأمهات، والشباب، والأطفال وأصحاب السوابق، والمتواجدين بالسجون على أهمية استعمال الطرق السلمية، والدفع بالتي هي أحسن، ومجادلة الآخر والقول اللين في حل النزاعات، وعلى الحفاظ على الطبيعة والتراث، واحترام الاختلاف، والانفتاح على العالم، ونبذ العنف والتطرف. لكنها تركز على المؤسسات التعليمية لدورها في تربية المواطن المغربي…