“النقابة في مجال الإعلام”..!
جريدة طنجة – محمد السدحي ( “النقابة والإعلام )
الجمعة 25 نوفمبر 2016 – 18:04:16
قبل أيام، التأم جمع مبارك من الصحفيين، المهنيين والمنتسبين، (وبعض المتطفلين، أيضاً) في إحدى قاعات غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة، بحضور نوعي، من الأساتذة والطلبة والمتتبعين وثلة من نشطاء المجتمع المدني، في ندوة قيمة اختارت لها “المنظمة المغربية للإعلام الجديد” شعار “العمل النقابي في مجال الإعلام”.
ولأن موضوع الندوة لم يكن مؤطراً مسبقاً بمحاور محددة، فإن جل التدخلات سبحت في الفضاء الواسع لمفهوم (العمل النقابي في مجال الاعلام)…
ونالت المنظمة العتيدة “النقابة الوطنية للصحافة المغربية” حظاً وافراً من النقد والانتقاد، باسم المتدخلين كأفراد بطبيعة الحال وليس من جانب الجهة المنظمة، فيها تصفية حسابات، هذا لا ينكر، وفيها الجانب الموضوعي الذي يسعى أصحابه بإخلاص إلى إيجاد الحلول لبعض الاشكالات الداخلية التي يعرفها أهم جسم نقابي عرفه الاعلام المغربي. وأهم نقطة مسجلة في هذا الباب، حسب تقدير شخصي، هي التي جاءت على لسان واحد من علاماتنا النقابية والاعلامية في مدينة الاعلام هذه، الأمر يتعلق بسيدي عبد السلام الشعباوي، ذلك أن الرجل لم ينف وجود بعض (الغسيل) في البيت النقابي الاعلامي، على غرار باقي (البيوت)، ودعا كل من له غيرة على هذا البيت ورغبة في النظر إليه وهو في أبهى زينته، أن يشمر على ساعد الجد والموضوعية ويدخل إلى الداخل ليساهم مع الجميع في التنظيم والتغيير إلى الأفضل والأحسن، أما الطعن من الخلف وتسديد الضربات عن بعد، يؤكد أبو إيمان، لا ينفع ولا يجدي…
وبعد أن انفض الجمع وتفرق مع السبل المتشعبة في دروب الخاص، علق بدهني الكثير من الأفكار، انضافت إلى ما اكتسبته في ماضي الأيام، اختلطت مع بعضها، وتمخضت عنها الملاحظات التالية:
– لا يمكن اعتبار العمل النقابي في مجال الاعلام، والحال هذه، مجرد تدبير علاقة شغل بين أجراء ورب عمل، تعرف المد والجزر حسب موازين القوى، وتتأسس عموماً على مبدأ الأجر مقابل العمل.
– الصحافي قريب من المفكر والمبدع من حيث الانتاج، المقصود الانتاج الدهني، لذلك فإن شخصيته اعتبارية وأكثر من مجرد أجير وعون في مقاولة.
– لا يستقيم كثيراً القول بأن (صاحب مقاولة اعلامية) ولو كانت خاصة، بأنه بمثابة رب عمل. ذلك أنه، في اعتقادي، مجرد منسق عمل، وأن الأساس والأس هو اسم وصفة الصحافي.
– انتهى زمن النضال في المجال الاعلامي، ولينصرف المحامون إلى مكاتبهم ورجال التعليم إلى فصولهم، وإن دورهم في إرساء دعائم هذا الميدان لن يغفل عنه تاريخ الأمجاد، شكراً لهم. أما الآن فالسياق مختلف والشروط غير سابقتها.
– من اللائق عدم الخلط بين العمل النقابي والعمل الاجتماعي في بوتقة واحدة، الأول يرتكز أحياناً على (الصراع) فيما الثاني أساسه التضامن والتعاون… ومن هذا الباب، وجب التمييز بين مؤسسة “بيت الصحافة” كرافعة للأعمال الاجتماعية لأسرة الاعلام، وبين نقابة الصحافيين التي هي بمثابة هيئة الدفاع عن حقوق منخرطيها المادية والمعنوية.
– لفرط أهمية الصحافة، ولاتساع أبوابها المفتوحة وبدون بواب، تجد كل من هب ودب يدخل بلاط صاحبة الجلالة بسباطه.. وطول حياتي لم أر ولم أسمع عن جزار دخل نقابة المحامين، ولا فلاح انخرط في نقابة الصناع، ولا نقابة رجال التعليم اعتمدت في صفوفها تجاراً ولا حرفيين، وهكذا. وعندما يخلو مجال الصحافة إلا من أهلها، سوف نرى ما لم نر…