الصفة: محلل سياسي.. ولا فخر!!
جريدة طنجة – محمــد سدحــي ( الصحافة بالمغرب )
الأربعاء 30 نوفمبر 2015 – 11:59:58
الصديق البشير المسري (أستاذ اللغة العربية الكاتب المعتكف على كتابة القصة القصيرة جداً) يصنف هؤلاء ضمن خانة يطلق عليها ( صحافيو “دعى” بألف مقصورة)… القصور قائم، ولكن ليس من طرف الذين يكتبون فقط، ولكن من جانب شريحة واسعة من جمهور القراء، إذ يختلط عليهم الأمر بسهولة ويصعب عليهم الفصل بين الغث والسمين، والتميز بين الجوز المليء من الخاوي…
ومع الانفجار الذي قوّض الجسم الاعلامي وجعل جزءً هاماً منه مجرد عوالق في مدارات العناكب، استفحل الأمر أكثر من ذي قبل، وأصبح الصحافيون أنفسهم يخطؤون في تحديد ملامح بعضهم بعضاً، ويحصل أن يبخس زميل عمل زميله، ويشيد، بالمقابل وبالمفارقة ، بمن يستهلون “خبيراتهم” بكلمة (دعى) بألف مقصورة… وهذه طامة كبرى، الله يعجل برحيلها.
وفي مستوى آخر من انتحال الصفات، يساهم إعلامنا في خلق دمى مطاطية وكراكيز (ليتها عرائس من قصب حر) ويلصق بها صفة “محلل سياسي”… ذلك ان كل من قرأ بعض الافتتاحيات أو طالع عناوين الصحف أو تتبع نشرات أخبار، يجمع (كمشة) جمل في السياسية، ثم يأخذ في تمطيطها، كمن يطوّع عجين الرغيف، ويعطيها شكلاً مشوهاً في الغالب ثم يعلو المنصات ويخوض في التحليلات والتأويلات والتوقعات والتكتيكات وهكذا… ولا أحد يستطيع أن يبزّ عمي قبان في صفته كمحلل سياسي…
شخصياً، وبكل تواضع، تواضع الصغار أعني، لم يثر اهتمامي أحد من هؤلاء (المحللين السياسيين)… وعشت سنوات من العمر المنذور للقراءة الحرة أميل إلى شخصيتين في التحليل السياسي لا مثيل لهما عندي على مستوى طنجة، وهما:
أولا، المحلل السياسي الشعبي “علال الطليانو” على المستوى الوطني.
ثانياً، العياشي الصروخ على الصعيد القومي.
ومن يطعن في ريادتهما ما عليه إلى أن يدلنا على عناوين أخرى.
عندما استقر اختياري، أنا موحا كهرمات ولد بني مكادة القديمة، على ولوج معهد للتكوين في مجال الاعلام، بدعم مالي من شقيقي المغترب، لم يكن بدافع أن أصبح صحافياً لحمل بطاقة بشريطين أحمر وأخضر، وإنما كانت رغبتي ملحة في السفر إلى بلاد الكنانة من أجل مقابلا “شريهان” وإجراء مقابلة معها، فقط.
أما مسألة “محلل سياسي” فإنها لم تخطر على بالي. لذلك اكتفيت من السياسة بأخبارها ومن السياسيين بالتيساع… والله يخرج السرابس على خير.