“أوطـم” يا مدرسةً في خاطري.. !!
جريدة طنجة – محمــد سدحــي (الإتّحاد الوطني لطلبة المغرب “أوطم” )
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 – 11:19:06
وفي هذا السياق، يود الداعي لكم بالخير، وهو طالب قديم اختار مدرسة أوطم حباً طواعية، أن يستعيد معك أيها القارء العزيز بعضاً من أجواء الساحة الجامعية في هذا النص المتواضع.
أوطـــم
كانت أمنا (أم الثوار) تزغرد، لأن (أوطم ) حامل بالأحرار… والفجر دم و نار… وكانت الأطيار وشحارير الوادي تغار من زغاريدها.
وكان (حنظلة) يطل من شرفة مدرج (الصمود ) يشتم ويشهر وسطاه في وجه (الأواكس) الجسم الخبيث (اللص) الدخيل على الحرم الجامعي.
وكانت دماء الشهداء عطرة… وكانت ساحة فلسطين عبقة بفوح الزهر ونسيم الياسمين… وكنا نتبضع الخبز والزيت وكتب الحب والنار… و كنا نسترق لحظات الحب في غفلة من عسس (المجتمع)… وكنا…
علمتنا (أوطم) ما لم تعلمنا إياه مقررات الدولة، رغم (الإصلاح الجامعي) ومخططاته الجهنمية التي تفتقت عنها قريحة النظام المخزني الأقوى من غيلان الكوابيس خارج أسوار الحرم، والذي ينكمش مثل حمار جدتي كلما وصله صدى ألحان الجماهير الطلابية…
وسجل التاريخ، عبر مراحل ومحطات كثيرة، الانتصارات الأوطمية، واندحار آلات القمع الاستبدادية أكثر من مرة، و باءت محاولاتها اليائسة في الإجهاز على ما راكمته الحركة الطلابية، وولت الرجعية المخزنية الأدبار…
وكانت فلسطين عروساً متجددة، دوما ترفل في حللها… تجوب ساحة الحرم بخيلاء وكبرياء وعظمة… تجمع حولها وليدات الرضا… وليدات أوطم…
وكانت زينة راية الأمم تخفق في الأعالي… تملأ الأرجاء أبهة: (و الله و شفتك يا علمي…).
وهذه حلقة النقاش، دائرية… والكلمة (دايرة) كنحلة أتاها الربيع، تنتقل بين الزهور، هذه جرأة… هذا حماس… وهذا اندفاع، أيضا…
كانت (الثورة) تبدو لنا أقرب من حبل الوريد (أو حبل المشنقة) وكان الوطن يخرج إلينا من الكتب كما نحبه ونرضاه، وكنا فخورين بالمناضل من أجل التغيير في الوطن المنتظر… إلى أن أتانا (اللايقين) وصرنا لا نشك في ضرورة تأجيل (الثورة) إلى الغد… ثم جاء الغد دون أن ينبئنا بأعظم انتصار…
ساءت أحوال الجامعة، و فعلت الظروف فعلها، وأصبحنا لا نفصل بين الخيط الأبيض من الأسود:
ــ هذا إسلامي يفتقد إلى الشرعية التاريخية…
ــ وهذا إصلاحي يركب صهوة الانتهازية والوصولية أباً عن حزب…
ــ وهذا مستقل عديم الجرأة على التموقف و الانخراط في الدوائر الحمراء للحركة…
ــ وهذا طالب سلبي يشمر على قفاه و أذنيه بدل أن يشمر على ساعد الجد والنضال…
ــ وهذا قاعدي مرق، ولى وجهه شطر موسكو…
ــ وهذا عنصر من التنظيم الشبح (اتحاد طلبة صفر): رجل في الجامعة وأرجله الأخرى
في أماكن أخرى مثل (التشرنوط…).
تبلقنت الساحة واختلط العامر بالخاوي بكلام القهاوي… كثرت الاتهامات والأسهم المتبادلة، وتأجج الصراع داخلياً إلى حد التصفية البيولوجية… الخصم يتفرج من عل، وحقوق الطالب ضائعة، وهو أمامها لا وراءها… ورغم هذه و ذاك:
عاش الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، منظمة جماهيرية، ديمقراطية، تقدمية مستقلة…
و الخزي و العار للذين في بالكم.