البحث عن مشجب للمعاطف البالية.. !!
جريدة طنجة – محمد سدحي ( *)
الخميس 20 أكتوبر 2016 – 13:03:02
وفي باب البحث عن مشجب لمعاطف أحزابنا البالية غب هزيمتها النكراء في تشريعيات سابع أكتوبر، هرع القادة، زعماء آخر ساعة، ومعهم أجواقهم وأبواقهم المبحوحة، إلى البحث عن مشاجب خشبية في سوق المتلاشيات، لتعليق أسباب الهزيمة وإيجاد حائط مبكى للاستناد عليه وستر الفضيحة التي أصبحت مجلجلة، تحزن العدو قبل الصيق…
ولم يجد (الباحثون) ما يبرر اندحارهم وضعفهم أمام البام والبجيدي غير الأطروحتين الهلاميتين الموسومتين ب”التحكم” و”توظيف الدين” . مع أن أبسط ملاحظ وأبلد متتبع لتاريخ الانتخابات في هذا البلد ووالد وما ولد، سيقر بأن تدخل السلطة والعزف على أواتر العاطفة الدينية والعرقية والقبلية والجهوية، في الماضي، كانت أكثر قوة وبشكل يكاد يكون من مكونات العملية الانتخابية، ومع ذلك كانت أحزاب (الصف الديمقراطي) تكتسح وتقف خصماً عنيداً صنديداً في وجه (الاحزاب الادارية)، و (الحزب الاسلامي) فيما بعد..
أما عن نتيجة تحالف (الأمل) فإنها مقبولة ولو أنها كانت من الممكن أن تكون أفضل. ولا يمكن تحميل الأحزاب المشاركة في التحالف أكثر من طاقتها وحجمها، لأنها، ببساطة، أحزاب اختارت أن تأسس خطابها على مرجعية محددة تعتمد العقل والفكر وتنأى عن الجماهيرية المبركة باستعمال أساليب جديدة ومتطورة في الحشد. ومن الطبيعي ألا تحصد الكثير من الأصوات لأن المعنيين بخطابها (الراقي) يهم طبقة معينة، تقاطع الانتخابات في أغلبيتها.
وأما عن استقطاب الأعيان، فإن معظم الأحزاب التي تشتكي لجأت إلى (انتدابات موسمية) وتسوقت من سوق أصحاب الشكارة، ولا مجال للمزايدة.
والذي يريد أصوات الفئات الاجتماعية التي لا زالت تذهب إلى مكاتب التصويت عليه أن ينزل إليها في الأحياء المكتظة والقرى والمداشر والفيافي، طول الوقت، وعلى مدار الأيام، كما يفعل العدالة والتنمية وجزء من الأصالة والمعاصرة، وبدل أن يلعن المصباح عليه أن يوقذ ولو شمعة، وعوض معايرة الجرار بعجلتيه الكبيرتين، المطلوب الحركة والتحرك ولو على متن دراجة. ..


















