المضيق : يجهزون على جداريات فنية ليخططوا فوقها خانات انتخابية
الخميس 06 أكتوبر 2016 – 18:15:18
وما حصل يوم انطلاق الحملة في مدينة المضيق، سيحصل بكل تأكيد، في غير المضيق من مدن المغرب المهووس هذه الأيام بالانتخـابـــات، حيث تعرضت جداريات جميلة رسمها تلاميذ وتلميذات ثانوية ابن بطوطة رفقة أساتذتهم على جدران الثانوية الإعدادية “ابن بطوطة” بمدينة المضيق، بعدما تم مسحها بالكامل، وتعويضها بخانات خاصة بالدعاية الانتخابية.
أليس في ذلك اعتداء على الملكية الأدبية لبراعم المستقبل الذين سوف يغيرون أفكارهم لا محالة في كل ما يتعلق بالانتخابات وطريقة الممارسة الانتخابية في بلدهم المتخلف ! وعلى يد متخلفين لا يملكون حس ولا ذوق الجمال .. هذه “المجزرة” الفنية، ليست الأولى ، فقد أقدم مجهولون على إخفاء معالم لوحة فنية جماعية أنجزها الفنان التشكيلي يوسف سعدون، رفقة الأستاذ سعيد لكبير، وبمساهمة مجموعة من تلاميذ المؤسسة التعليمية، خلال الموسم الدراسي 2014-2015؛ من أجل وضع خانات خاصة بالدعاية الانتخابية لاستحقاقات 7 أكتوبر.
ألم يكن من الأجدر بالمسؤولين الجماعيين والإداريين أن يعملوا على تعميم هذه التجربة الفريدة على مختلف فضاءات المدينة الشاطئية الجميلة بدل أن “يبيدوا” عملا فنيا ناجحا قام به تلاميذ وتلميذات الثانوية. ثم هل خلت مدينة المضيق من جدران لاستقبال مربعات التشهير بالمترشحات والمترشحين الذين نعلم ويعلمون أننا لا ننتظر منهم الكثير لسبب بسيط وهو أنهم ليسوا قادرين على استيعاب انتظارات المواطنين وطموحتاتهم وتطلعاتهم.
كيف ينظر أصحاب تلك الجداريات الجميلة بعد اليوم إلى السلطات المحلية والإقليمية والجهوية وبم سيحكمون عليهم…
أترك لكم فرصة التفكير في ذلك. أما أنا فقد خرجت باستنتاج لايشرف الإدارة ولا المجالس الجماعية وضممت صوتي إلى كل الذين نددوا بهذا العمل “الهمجي” الذي مس ملكة الإبداع لدى أطفالنا الذين لقنونا درسا لا نستحقه في الفن والجمال وتأكدوا من أننا لا نرتاح إلا لأعمال القبح و “التشويه” وأن الإجهاز على كل ما هو جميل بالعنف، لا زال من الممارسات الإدارية المعهودة.
معذرة ة أيها الأطفال، ولسوف ينصفكم التاريخ ويدين من أساؤوا إليكم عن جهل وجهالة ، وبجرة قلم لا سقف لتَفـاهتهِ ! ..
* المصدر – جريدة الشمال