مولود أوخويا وفوق طاقتك لاتُلام ..!!
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( إقالة مولود أوخويا )
الأربعاء 05 أكتوبر 2016 – 11:14:23
وحسب مارَوّجته منابر متعدّدة، فـإن “اختـلالات” أمنية تمَّ ترصدها وتسجيلها في الشارع العام، ما قد يكون قد تم تأويله بنوع من التكاسل في تفعيل “الاستراتيجية الأمنية الوقائية” خاصة وولي الأمن مسؤول عن الإشراف والتأطير والتتبع لتنفيذ هذه الخطة الأمنية. إضافة إلى إلحاج الإدارة المركزية على تعزيز الشعور بالأمن لدى عموم المواطنين، وهو الأمر الذي طالما نبهنا إليه في مقالات سابقة، بل وجعلنا في بعضها مسألة الأمن من أسس استمرار الدولة واستقرارها.
حقيقة إنّ الأمن كالعدل أساس الملك وأن الأصوات بحت مطالبة بالأمن الذي تقلص بشكل مرعب من شوارعنا وأزقتنا ودروبنا وأحيائنا كما تقلص الشعور لدينا بالأمن والطمأنينة نتيجة تنامي ظواهر الاعتداء والسرقة والضرب والجرح على قارعة الطريق، ضد المارة، وباستعمال السكاكين والسيوف حتى غدا استثناءا ألا نسمع من أحاديث الناس أونقرأ في صحف الصباح، عن حادثة سفك دم أو اعتداء أو سرقة يرتكبها منحرفون “يغزون” مدينتنا من “طيرّات” أخرى أو مجانين”يتجولون بحرية في شوارعنا المركزية يثيرون الرعب في نفوس الرجال والنساء والأطفال على حد سواء، بسلوكهم المرعب وتصرفاتهم المخيفة.
أمور تعرضنا إليها أكثر من مرة، بل ودعونا ولاة الأمر والأمن إلى التجول راجلين بشوارع المدينة، والجلوس، ولو لدقائق معدودة، على رصيف مقهى مركزية، من مقاهي “السانتر فيل” ليشهدوا بأنفسهم على معاناة المواطنين مع اللصوص والمشاغبين والحراكين ومجانين “بويا عمر” الطلقاء، بعد أن تم إغلاقة من طرف الوردي بصورة عشوائية، كأغلب القرارات الحكومية، لتتحول كل فضاءات البلاد إلى “بويا عمر” مفتوح، يتحرك فيها المعتوهون، رجالا ونساء، بكامل الحرية !
ولكننا كنا، على الدوام، منصفين في حق نساء ورجال الأمن، ننوه بإنجازاتهم الجيدة رغم قلة الزاد والعتاد ، ونوجه اللوم للإدارات المركزية وللحكومة مجتمعة ، بسبب عدم الحرص على تزويد إدارة الأمن الوطني والولايات الأمنية بما تحتاجه من موارد بشرية وتجهيزات لوجيستيكية، لمواجهة مد الإجرام الذي يجتاح المغرب من طنجة إلى لكويرة، حتى نبقى في الحدود الجغرافية المعلومة، ولو أننا لا نعرف شيئا كثيرا عن هذه المدينة إلا ما يترسب حولها من أخبار غالبا ما تكون ذات طابع “صراعي” !
السيد مولود أوخويا المعفى من مهامه على رأس ولاية الأمن، والملحق بالإدارة المركزية تجاوب، فعلا، مع تظلمات المواطنين، منذ بداية السنة الحالية، وانخرط في تنظيم عمليات أمنية متواصلة، جعلها في قالب مخطط استباقي جند له كل إمكانات الولاية الأمنية، على ضعفها، أمام تيار الانحراف والجريمة الجارف، وحقق نتائج أثارت استحسان المواطنين بما اتسمت به من جرأة وإقدام، لأنها غطت مختلف ما يسمى بـ “النقط السوداء” حتى تلك التي كانت تعتبر “مناطق حرة” لإجرام، لا يجرأ الأمن ولا الدرك على الانتقال إليها أو اقتحامها في السابق، لخطورتها وتشعب شعب الإجرام داخلها، وهذا أمر يحسب للسيد مولود أوخويا ومساعديه.
وبمراجعتنا لمقالات سابقة ، في موضوع الأمن، نجد أن التدخلات الأمنية مكنت من توقيف آلاف المنحرفين والمجرمين، ومن التحقيق من هويات آلاف المشتبه فيهم وآلاف مروجي المخدرات والمغتصبين ومستعملي السلاح الأبيض، ما ترتب عنه تراجع نسبي في معدل الجريمة بعد ثمانية أشهر من مصارعة الجريمة ! ……
شريط العمليات الأمنية بطنجة “حافل” بالاعتقالات التي مست أعدادا كبيرة من المجرمين، وهم في معظمهم شباب من الجنسين، يتسللون إلى طنجة من مدن أخرى، بالشمال والجنوب، يعيثون فيها فسادا وإباحية وتعفنا وإنتانا وسفاهة وبغيا وأذى….ضدا على النظام وفي تحد للقانون وللسلطة المحلية، واستهتار بالمواطنين الذين لم يتعودوا، ومنذ عقود خلت، على هذا النوع من السلوكات المتردية.
وفي هذا الإطار، ومنذ بداية السنة، أعلن عن تويف 2253 شخص خلال ثلاثة أيام، في قضايا إجرامية مختلفة، وفي يونيه الماضي تم وضع يد الأمن على 14 ألفا و 673 منحرفا ، وبعدها بأقل من شهرين، أوقفت مصالح الأمن 1300 جانح مشتبه في ارتكابهم جرائم تتعلق بالاختطاف والاحتجاز والسرقات بالعنف والاتجار بالمخدرات والهجرة السرية وحيازة السلاح الأبيض .
وهي تقريبا نفس الاتهامات التي ووجه بها 365 مشتبها فيه تم توقيفهم نهاية غشت الماضي ، خلال عمليات أمنية كان يشرف عليها والي الأمن شخصيا منذ يوليوزالماضي، وكان من بين المعتقلين هذه المرة 253 جانحا في حالة تلبس، وذلك في أحياء “صعبة” كحي السعادة وبني مكادة ،والحي الجديد، وبئر الشفا والسواني، والمصلى والمدينة العتيقة .
كما أوقفت مصالح الأمن 14000 مشتبه فيه بالسرقة داخل المنازل والمحال التجارية، خلال عمليات أمنية شملت معظم أحياء المدينة العتيقة . كما أوقفت مصالح الأمن 2108 من المنحرفين المتورطين في قضايا تتعلق بترويج المخدرات و 585 شخصا كانوا موضوع مذكرات بحث وطنية.
وخلال بعض هذه العمليات قامت المصالح الأمنية بحجز 7 أطنان ونصف الطن من الحشيش وحوالي 3 كيلوغرامات من الكوكايين والهيروين وفوق 5 آلاف قرص مخدر من أنواع مختلفة.
اللائحة طويلة والعمليات الأمنية تشهد بجدية الأداء الأمني، بإدارة السيد مولود أوخويا ومختلف العناصر الأمنية التي تجندت خلال السنة الجارية والسنة التي قبلها، في مواجهة الجريمة بطنجة، بعد أن وصل عدد الموقوفين خلال السنة الماضية إلى ما يفوق 60 ألف شخص من المتورطين في جرائم مختلفة.
وهذا سبب المفاجأة التي شعر بها المواطنون بإعلان إعفاء والي الأمن، وإحالته على المركز ولو أننا واثقون من أنه سوف يكلف بمهام أمنية جديدة، نحن على يقين أنه سيؤمنها بالجدية والصرامة المعهودتين فيه..