قضية محسن فكري.. القصة الكاملة لمصرع تاجر سمك داخل شاحنة للنفايات

وحسب مصدر من عين المكان، فإن هذه البضاعة كانت مشتركة ما بين الضحية وشريكين آخرين، واللذين بدورهما رفضا رفضا قاطعا أن يتم إتلافها بحجة أنها صالحة للاستهلاك وقد اقترح الشركاء الثلاثة التبرع بها لصالح نزلاء المؤسسات السجينة أو لخيرية لليتامى والفقراء، وبعد إصرار السلطة المحلية على تنفيذ قرارها قفز محسن إلى الشاحنة ثم تبعه شركائه الإثنين لمنع تنفيذ القرار، وفي هذه اللحظة ، يضيف المصدر،اقترح أحد الحاضرين دون أن يحدد صفته على أحد عمال شركة جمع النفايات أن يتم تشغيل شفط الأزبال لكي يتم تخويفهم وفي رمشة عين وقعت الفاجعة، حيث بقي محسن داخل الشاحنة ولقي حتفه نظرا لوزنه الزائد، فيما تمكن شريكيه من القفز بسرعة .

وفجر هذا الحادث موجة غضب عارمة بالمنطقة، حيث خرج عدد من السكان أمس السبت للاحتجاج والمطالبة بالتحقيق في الحادث، مما دفع عامل إقليم الحسيمة، محمد الزهر، إلى الدخول على الخط حيث كشف عن اتخاذ إجراء إداري يتعلق بتوقيف مندوب الصيد البحري بمدينة الحسيمة، وتعيين مندوب الصيد البحري بالناظور خلفا للمندوب الموقوف. وأكد العامل بأن هناك تحقيق تحت إشراف النيابة العامة، مبرزا بأن “سيكون هناك حرص شديد على أن يكون دقيقا وشفافا”، مقترحا تشكيل لجنة بين المحتجين والمواطنين والسلطات لتتبع التحقيق الذي يجرى.

وأوضحت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، في بلاغ لها، أن الشاحنة المذكورة كانت بصدد إتلاف كمية من أسماك “أبوسيف” ممنوع صيدها، بعدما تمت مصادرتها من طرف المصالح المختصة بأمر من النيابة العامة .

من جهته، أعلن محمد أقوير، الوكيل العام للملك، باستئنافية الحسيمة، أنه قد أمر بفتح تحقيق عهد به إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل البحث في حقيقة الحادث وأسبابه وتحديد المسؤوليات لترتيب الأثر القانوني على ذلك. من جانبها، نفت مديرية الأمن مزاعم البعض، بتسبب شرطي في وفاة بائع السمك محسن فكري في الحسيمة. وأكدت المديرية في بلاغ لها، أن آلة عصر الأزبال توجد خلف الشاحنة، ولا علاقة للسائق بتشغيلها.

وأضافت المديرية أن تحقيقا في الموضوع جاري في هذا التوقيت، لمعرفة القصة كاملة، مبرزا أن أمر تشغيل الآلة التي تسببت في وفاة فكري، لم يعط قط من شرطي، كما أشيع. وأوضح البلاغ أن “سائق السيارة التي كانت محملة بالأسماك قد نفى، بشكل قاطع أن يكون قد تعرض للابتزاز أو المساومة من طرف أي شرطيّ، مفندا بذلك الادعاءات التي تتحدث عن واقعة ارتشاء وهمية”. إلى ذلك، علمت “رسالة24″من مصدر مطلع أن وزير الداخلية محمد حصاد، وبتعليمات سامية من جلالة الملك، حل يومه الأحد بمدينة الحسيمة، متوجهاقض نحو منطقة إيمزورن التي ينحدر منها الضحية، والذي يعد، حسب المصدر ذاته، الابن السادس في عائلة تتكون من الأب الذي عمل سنوات بسلك التعليم والتدريس، والأم وثمانية أشقاء، حيث قدم الوزير التعازي الحارة لوالد الفقيد ولأسرته الصغيرة، كما أبلغ عائلة الفقيد التعليمات الملكية السامية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث. .