انتخابات زرقاء.. بلا طعم وبلا طعام. !!
جريدة طنجة – محمد السدحي ( الانتخابات بين الماضي الأبيض والحاضر الازرق)
الأربعاء 12 أكتوبر 2016 – 10:33:46
أنا موحا كهرمات، ولد بني مكادة القديمة، وأجري على الله، لست راض عن هذه الانتخابات التي قاطعتها احتجاجاً على الانحراف والمسخ الذي طالها، خاصة حملتها الرديئة التي لم تكن في المستوى المعهود، وشاهد ومشهود، لا طعم ولا طعام.. حملة انتخابية اعتمدت على الكلام دون الدسم، حملة أجريت في العالم الأزرق الافتراضي ولم تخرج إلى الناس في أرض الواقع إلا لماماً، لم تستعمل فيها (الذخيرة) بما يكفي، ولا (الصحافة) أخذت منها نصيبها كما العادة القديمة مع حليمة…
حليمة لم تعد، وإن كانت بعض الوجوه القديمة قد عادت، لكنها نشطت حملتها الانتخابية في الفيسبوك، هذا الفضاء الأزرق الذي كان سبباً في حرماننا، نحن شعب التصويت، من الزرقلافات وأخواتها.. أنا شخصياً أحتج على هذا التحول الجذري الخطير في إدارة الحملة الانتخابية، وهذا المسخ وهذا اليباس وهذا القحط وهذا الجفاف الذي عرفته ينابيع انتخاباتنا، لم تكن هذه المرة عرساً ديمقراطياً بالمعنى المغربي الصحيح. فكيف لعرس أن يمر بدون لحم ولا برقوق ولا مئات دراهم من فوق؟ الطبالون والغياطون في غاية التذمر، وكتاب الشعارات والملحنون الموسميون والبراحون لم يجنوا من هذا الموسم غير الأصفار، وحدها الشبكات العنكبوتية، وبعض الشبكات العائلية، استفادت من الانتخابات وفلوس الانتخابات..
ردوا لنا انتخاباتنا التي ألفناها وكبرنا معها وأكلنا وشربنا وطربنا ورقصنا فيها مع مرشحينا الذين كنا نحبهم، أيام الحملة، أكثر من أهلنا… لماذا تصرون على تغيير عادات الناس وطمس تقاليدهم المبنية على الحب والوئام والخير والخمير والتشارك في الطاعم الذي يحتش ركب من خان وصام (عن التصويت) ؟
إنها خيانة كبرى للماضي الانتخابي المجيد المليء بالأفراح والمسرات، ونكوص نحو منحدر انتخابي يحدث شروخاً في جسمنا السياسي الذي كان معافى من شدة الأكل الجيد طيلة الحملة… وبعدها تصويت مضمون وبكثافة على الكرام الذين لا يذخرون شيئاً إلا لما يعلن المعلن عن النجاح والفلاح وحي على المنصب إلى أن تنتهي الدورة وتبدأ دورة أخرى جديدة، وهكذا دواليك (مرت مدة لم أستعمل هاذ “دواليك”).
– نلتقي ! .