الجريمة والأمن الشخصي للمغاربة
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( .الجريمة . )
الأربعاء 28 شتنبر 2016 – 13:29:00
والواقع أنني أفردت موضوع الجريمة والأمن الشخصي للمَغـاربة، العـديد من كتـابـاتـــي الصحـــافية، لما تنتابني من مشاعر الإشفاق على بني وطني وهم يواجهون تنامي الجريمة في أوساطهم، وارتفاع معدلات الاعتداءات بالأسلحة البيضاء، من سكاكين وسيوف، عليهم بالليل والنهار، وعلى قارعة الطريق من أجل السرقة الموصوفة والغير موصوفة، والاغتصاب، والاحتجاز، والضرب والجرح، غالبا ما يكون تحت تأثير المخدرات الصلبة و”الرطبة” على حد سواء…حتى غدت الجريمة قدرا مقدرا على المغاربة، “يجب” التعايش معه في ظل غياب أجراءات حاسمة تقطع مع الجريمة، بالزجر القوي لا بالهداية أو بالتربية أو بما يسمى بإعادة التأهيل الاجتماعي. “فالفكوس يعوج من صغره” وصدور أحكام يجمع الشعب على أنها “مخففة” للغاية ولا تناسب حدة وآثار الجرم المقترف، أمور كان يجب أن تدفع من يجب إلى وضع سؤال الساعة ، سؤال “الجريمة والعقاب بالمغرب”.
وكثيرا ما نضحك ، من بلاغات تدعونا إلى الاقتناع بأن الجريمة لا تزال بمعدلات “مقبولة” وأنها لم تتخط “بعد” المعدلات العالمية، كما تدعونا إلى الانخراط في “عيطة” “العام زين” !….والحال إننا في طنجة، مثلا، نعيش عهدا “غريبا” عما جبلنا عليه من أمن واستقرار اجتماعي وسلوك أخلاقي، عهد يطبعه العنف في كل “تجلياته” أبطاله رجال ونساء وأطفال منهم اللصوص وقطاع الطرق والمشاغبون والهمج، ومن ينطق الإجرام من جباههم، ويبرز في نظراتهم المقلقة، والمعتوهون الذين يتجولون بكل حرية في طنجة التي حولها من حولها إلى “بويا اعمر” من فئة خمسة نجوم، والتي تكفي حركة مجنونة ياتي بها “شفار” أو مخبول ضد سائح واحد يتجول مطمئنا بالبوليفار، وقد حصل هذا ألف مرة، لتقضي على كل مخططات الوزير الحداد ومن معه، من أجل “رؤية” العشرين مليون سائح في أفق 2020، وقد تهدد أيضا مشاريع طنجة الكبرى إذا لم تتخذ التدبير الضرورية في مجال الأمن.
تقرير “دليل ابراهيم للحكم الإفريقي” الذي يمثل محاولة لمراقبة مستويات الحكومات الإفريقية إحصائيًا في جميع بلدان القارة، نسب للمغرب معدلات مرتفعة في ميدان الجريمة، وتراجعا مقلقا في ما يخص الأمن الشخصي. ولو أن الأمر نسبي في الجانبين معا، إلا أن الواقع يثبت أن في هذا “التقييم” شيء كثير من الصواب ، ويتطلب شيئا كثيرا من الشجاعة والحكمة لمواجهته بما يلزم من الصرامة ومن العدة المادية والمعنوية والتشريعية.
تقرير دليل محمد ابراهيم حول الحكامة بإفريقيا تداولته منابر إعلامية متعددة بالمغرب، نرجو أن يولي المسؤولون مضمونه بما يجب من الإهتمام، فالأمن، كالعدل، أساس الملك، وأساس الاستقرار وأساس التطور وأساس الإحساس بالمواطنة…