سقوط.. ليس في الحلم !!
الأربعاء 28 شتنبر 2016 – 10:59:25
هنا، والآن، طنجة.. وهنـاك، وغــداً، أنـا في مستودع الله..
من أكون حتَّى أكون؟
الخبر اليقين في سِجل الأحيـاء، والحيـــاة كفاح.. وتفاح، يا بني آدم.. دوري بنا يا دنيا.. ودوري يا دائرة حتى يقف العقرب عند الرقم الموعود.
***
أمام المقهى العـائم في دُخـان السجـــائر، الغاص بعاثري الحظ وقليلي الفائــدة، كان يمشي متأبطا ورقة أولاد الكلب. والخلق منخطف ومشدود إلى الأرقام الملعوبة.
عندما وصل به الخطو قبالة باب “الليسي” سقطت منه الورقة (سهواً)، فتلقفتها عين المرأة الأربعينية التي كانت تمشى بتثاقل، هناك جنب الحائط، احتـرازاً من سُقوطِ مُفـاجـئ، ومطر الخريف يسقط خفيفاً.
يا ولد ! يا ولد ! هذه ورقتك، سقت من تحت ذراعك، وذراعك، ما شاء الله، غير مسقوط..
ابتسامة عريضة، وتشكرات، ودعوات بالرحمة للوالدين.
انحنى الولد ذي السروال هابط القد ينقذ ورقته من بلل التساقطات التي تجري بما لا تشتهي كلاب السباق.
وتستمر المحادثة بين الأربعينية والعشريني: أسئلة فضفاضة وجريئة من طرف المرأة، وأجوبة مقتضبة ومحتشمة من جانب الشاب الوديع.
***
ثعلب زفزاف الذي يختفي بداخلي يقـول لـي : ما تسـالني حلــوف، سقطَ في المَصيدة.
وأجيبه فيما يشبه الدّفــاع: لَعلّهــا أستـــاذة أو أم أو أخت أو فـــاعلة اجتماعية تحاول تجنيب الولد سقطة مدوية في أحضان القمار والمقامرين. ثم إن سقوط رجل في حضن امرأة، بالتراضي، كسقوط النجم في حضن البحر.. والنجم يهـــوى، للتذكير.
***
تلومه، وتتشدّد في لَـومها: أنت شاب وسيم، في مقتبل العمر، والمستقبل أمامك يخضر ويزهر، فلماذا تسقط في الوحل باختيارك..؟
بعد انصات بصبر طويل، تمكن من افتضاض شرنقة الكلام وقال مسترسلاً :
سقطت في الامتحان/ خطة الحكومة في التشغيل سقطت/ في حضن الغيـر سَقطَـت الحبيبة وسقطت من عيني الحقيـــرة لسوء ما فعلت/ لم يسقط الاستعمار بما يكفي/ البناية المعلومة آيلة للسقوط/ وسقطت الدعوى ولم تسقط القضية/ ولم أسقط على ضالتي/ وسقط القناع وأوراق الشجر ولم يسقط المطر في موعده/ وسقط العَشاء بي على سِرحان…وهلم سقوطاً.
***
جرى هذا على عين ابن بنت المرحومة الغرافية، وحرر بتاريخه وبعين المكان، وقبل الانصراف قلنا في نفس الآن:
-نلتقي !

















