“كوبل” التّوحيد والإصلاح بالرّفاه والبنين !…
الجمعة 16 شتنبر 2016 – 10:51:34
إلا أن القضية حين نعود بها إلى طبيعتها البشرية، تصبح شـأنــًا عـاديــًا، شكلاً ومضمـونــًا. فالفقيه والفقيهة بَشَران سَويان لهُما مـــا لغيرهما من غرائز جنسية، قد يصعب على الكثيرين مُقـــاومتها أو التغلب عليها ، تجرفهما تَيــارات الوجـد العـــارم إلى أن يفقِدا قُدرة التمييز بين اللحظة المكانية والزمانية ليستسلما لسلطان العشق الروحي والجسدي ويهيما في عَوالمه اللامتناهية.
كل شيء وارد في علاقات رجُـل وامـرأة…ولا دخل لنا في ما يمكن أن يكون قد حصل بينهما لحظة “الذروة”، فالذي حصل بينهما حصل ألف مرة للآلاف منا .. “ومن لم يكن منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !.”…..
قد يقول قائل، ولكنهما فقيهان داعيتـان ما كان عليهما أن يتصرفا تصرف الصبيان !….
العشق ياصديقي “لا يتقن التفكير ولا يملك ذاكرة تفيده في تلافي تلك الخيبات الصغيرة التي صنعت جرحه الكبير” !
إذا ما أصابَ العشق الانسان في كُنهه ووجدانه، فقد كنهه ووجدانه وعقله وصوابه وملكة الاحتيار والتقدير عنده ، فلا يريد إلا ما يريد الحب ولا تسري إلا مشيئة الحب !!!…
ياحَبَذا لو أن “الصُدفة” أبعَدت العسس عن شاطئ المنصــورية، ذاك الصباح الباكر، الهادئ، حتى لا يحدث ما حدث ، وأنهى العاشقان لقاءهما كما بدآه، حميمية ومودّة،…. ولكنهم مَرُّوا من هناك لتقع أعينهم على ما اعتبــروه “خُلــوة” خـارجـــة عن سلطة القانون الجنائي وعن فصول المدونة التي تحتاج إلى إصلاح عميق، وعن كناش الجيب الذي يلازم العدليين الأملحين أينما رَحلا وارتَحَلا، لتبدأ مرحلة سين وجيم المفضية إلى ما هو أفظع !
بعض خلصاء السلفية اعتمد على قرينة النية الحسنة، في الانتقال من العرفي إلى الشرعي. بينما تخلت الحركة عن ”كوبلها ” تفاديــًا لما يمكن أن تلصق بها من تأويلات بخصوص اعتماد العرفي كقاعدة لـ “التزاوج” وكمرحلة تفضي إلى الشرعي الذي لا يحتاج إلا إلى كناش الجيب، وبضعة دريهمات والفاتحة بعد وليمة “فاعلة تاركة طبعا…..
حادثة المنصورية خلقت حالة من “الفتنة” على مستوى المرجعية المعلومة، وهي حادثة لها ما يبررها، بالرغم من أن الكوبل أصبح يواجه محاكم الشرع وفصولا كاملة من الجنائي التي وقعت المطالبة في أكثر من مناسبة بإلغائها أو تعديلها بما يعتبر أن العلاقات الحميمية بين ذكر وأنثى بالتراضي، أمر يندرج في خـانـَـة الحقوق الفردية الأساسية، ولا دَخـلَ لـ “الزرواطة” الأمنية فيها ! إلا أن دخول “حماة الدين” في منتدى الكرامة على الخط، ببيان “ناري” دفاعا عن “الحق” في “الممارسة العظمى” خارج كنانيش العدول و”قصع” الكسكس وأطباق الدجاج البلدي المشرمل، أعاد الموضوع برمته إلى حلبة النقاش، لما تضمن من عيوب أهمها أن مضمون بيان الكرامة يتنافى وما سبق لحماة الدين أن صَرّحـــوا بهِ من أن العلاقات “الحميمية” بين رجل وامرأة خارج منظومة الزواج “تعتبر مسألة “مستهجنة” ومرفوضة من طرف المجتمع المغربي رغم تسترها بالخلفية الحقوقية الكونية”.
ومع أننا لا اعتراض لنا على قول “منتدى الكرامة” الذي طالب بدوره بإلغاء المواد 490 / 491 و 492 من القانون الجنائي المسؤولة عن زجر “الثائرين” عن سنن العشق والحب والغرام، المرعية في المجتمع المغربي، المتدين ، والمحافظ ، والمنافق، إلا أننا كنا نتمنى أن يطوى ملف عمر وفاطمة بصفة نهائية، فكلاهما عانى من المتاعب بسبب هذا الملف، من توقيف واستنطاق واحتجاز لساعات، ومن ضرب لسمعتهما داخل المجتمع الذي لا يرحم، بسبب تخلفه وتملقه وعبثه.
إن المغرب يواجه مشاكل مصيرية حقيقية ، ويحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى تكثيف الجهود من أجل تطهير البلاد من الفساد والمفسدين العابثين بمَقدُرات الوطن المستنزفين لخيراته، المستفزين لصبر المغاربة ومعـانــاتهم وتحمّلهم…..
فهل يجمل بنا أن نجعل من حكاية رجل وامرأة وجدا داخل سيارة بأحد الشواطئ، أسطورة وطنية وقضية رأي عام، وكأننا اكتشفنا القارة السابعة !
يكفي مسخرة و “بهلانـا” !!…
















