طنجة الكٌبرى مَدينة الحُفر الكُبرى
الجمعة 09 شتنبر 2016 – 11:33:09
والواقع أن الحفرة كبيرة بشكل مدهش، وأن وجودها واستمرارها يضع أكثر من تساؤل، خاصة والصور المنشورة بشأنها تكاد تدفع إلى الاعتقاد بأن نيزكا اصطدم بالأرض في ذلك المكان، فأحدث حفرة صارت تشكل خطرا على مساكن السكان وتتسبب في إزعاج لهم ولأطفالهم وتهديدا للبيئة التي سنحتفل قريبا بـ “كوبها 22” في مهرجان كبير، بالرغم من أن بعض الملوثين الكبار في العالم، لم يوقعوا، بعدُ، على محاضر الـ “كوب 21” المنظمة بباريس، السنة الماضية !
الروايات تعددت بخصوص “حفرة العرفان” ولا من يقدم للسكان الخبر اليقين، ما دفع الناس إلى نسج “روايات” يستوحونها من قاموس “اباك حبيبنا” حيث شاع أن “بعضهم” كان ينوي إقامة مشروع بتلك البقعة الأرضية وسط ساحة مركب العرفان، بل وشرع فعلا في حفر الأساس، ثم توقفت الأشغال ، بعد أسبوعين من بدايتها، لسبب “مجهول” وتركت الحفرة لحالها، والحال أن بالبلد مجالس جماعية، وسلطات ولائية وأمنية، و “عيون” مبثوثة في كل مكان تترصد كل من يدب على الأرض، ولكنها، كما يبدو، لم ترصد الحفرة ولم تقدم “تقريرا” بشأنها إلى من يجب، إلى أن تبتلع أطفالا يلعبون ببراءة جوار مساكن أهلهم أو شيوخا عائدين إلى بيوتهم بعد صلاة الفجر. إذاك ستتحرك سيارات الولاة وسطافيطات الأمن والدرك والقوات التي تعرفون، ويتم، بمنتهى الحزم، نقل الجثث إلى “لامورغ” تحت “فلاشات” المصورين ويتم الإعلان عن فتح تحقيق دقيق لاستبيان أسباب هلاك الهالكين.

الحفرة العارية بدأت تكبر وتتسع بفعل تآكل التربة، لترتسم تشققات على الطريق وعلى جدران العمارات ، قد تتضاعف خطورتها على أصحاب عمارات المركب السكني المصدومين من قلة اهتمام المسؤولين بالرغم من وجود خطر حقيقي يهدد بوقوع كارثة لا قدر الله، قد لا يمكن توقع خطورتها على المواطنين.
وككل مرّة يستشعر المواطنون خَطرا ما يهدّدهم، وجّهَ سكان المركب السكني العرفان شكاية إلى المسؤولين بطنجة، على اختلاف درجات مسؤولياتهم الإدارية يعربون فيها عن قلقهم المتزايد من الحفرة التي تزداد اتساعا كما تتسع التشققات التي حدثت بسببها في البنايات وعلى الطريق، ومن امكانية امتلاء الحفرة بمياه الأمطار الأمر الذي قد يتسبّب في تصَدُع أساسات العمارات وفي تشكل مستنقع واسع في قــاع الحُفـرة بسبب انفجـــار إحدى قنوات الصرف الصحي الأمر الذي سوف يشكل بيئة منـــاسبة لتجمع الحشرات الضارة والخطيرة والمزعجة، كالنـــاموس والضفادع إضافة إلى “البارازيطات” الآدمية. وما أكثرهـــا، هذه الأيام بطنجة !

وبالرغم من أن سكان المركب لم يتوصلوا بأي رد عن الرسائل التي تقدموا بها إلى أولياء الأمر والأمن، وبالرغم من تهرب مسؤولي مركب الجامعي عن تقديم بيانات في الموضوع كما ورد في تغطية لجريدة “هيسبريس” الإليكترونية، فإن للسكان مطالب تخص تحويل موقع الحفرة إلى حديقة عمومية أو فضاء أخضر، نظرا لكثافة السكن بالمجمع وافتقاره لفضاءات ترفيهية بالنسبة للكبار والصغار.
قضية حفر طنجة الكبرى لم ينج منها العديد من طرق وأزقة المدينة العتيقة و “المودرن” كذلك، بل إنها تسللت إلى كورنيش طنجة الذي توجد به هو أيضا حفر تغطى تارة بضلع شجرة أو بحجر كبير، كما أن “حواشي بعض الأرصفة بدأت تتآكل كما بدأ رخامها ينقلع وتتبعثر أحجار التبليط، على طول الكورنيش لتترك الانطباع لدى المتفسح بأن الأشغال التي تكفل بها والي الجهة، طبعها بعض التسرع لتكون جاهزة في الموعد المحدد.
وعلى أي، فإن موضوع الكورنيش يحتاج إلى وقفة تأمل ونقد وتحليل، سوف نقفهاإن شاء الله في الوقت المناسب، لنبرز، بالحرف والرسم، مظاهر القوة والضعف في إنجاز هذا المشروع الهام الذي أضفى لمسة إضافية من الجمال على المنطقة. وكان يمكن أن يكون أرقى وأجمل !