خلود خريس الأردنية تدعو إلى إنقاذ البشرية من خطر داعش و تعتبر العنف ضد المرأة هو عنف ضد المجتمع برمّته
جريدة طنجة – لمياء السلاوي (إنقاذ البشرية من خطر داعش و العنف ضد المرأة )
الأربعاء 14 شتنبر 2016 – 17:53:19
الجمعية الأردنية نساء ضدّ العنف، التي تقودها الأستاذة خلود خريس ، هي عبارة عن شعلة أمل وسط الظلام الذي بات العالم العربي يتخبط في دهاليسه و يجعل أبناءه و بناته يرمون بأنفسهم إلى الهلاك اليقين، هي جمعية تعنى بالمرأة و الطفل و المجتمع على حد سواء ، جمعية لفتت إنتباه العديد من الدول العربية لنشاطها الدائم و المتواصل في كل ما يصل العنف بصلة، إن كانت إمرأة معنّفة ،أو طفل مهدر الحقوق ،أو شباب ضحايا الإرهاب الأليم ، كلها قضايا تهم جمعية نساء ضد العنف ، الجمعية التي بصمت أنشطتها بالعالم العربي في كل ما يخص تنظيم الدولة الإسلامية، “داعش” منذ أن خلقت هذه الجماعة الإرهابية..
“جمعية نساء ضد العنف” تقوم بأعمال إنسانية مميّزة من أجل مجموعة من النساء ضحايا العنف سواء من العراق وسوريا وليبيا … هكذا استهلت الأستاذة خلود حديثها عن الجمعية و الهدف من تأسيسها ، موضحة تجربة هذه الجمعية في التصدي للعنف والإرهاب الداعشي من خلال حملات التحسيس والتوعية، ووسائل الإعلام الوطنية، والدولية،و من خلال مجموعة من التصريحات التي توضح فيها خطورة العصابة الإجرامية الداعشية واستقطابها لخيرة الشباب والأطفال، حيث تقوم هذه العصابات بغسل أدمغة الأطفال من أجل تحويلهم إلى قتلة مجرمين.
سلسلة الأحداث في المنطقة (العنف ضد المرأة بكافة إشكاله, جرائم الشرف, العمليات الارهابية و التطرف), والتي أصبحت ظاهرة تهدد جميع المواطنين بمختلف شرائحهم, تطورت باتت تبث الرعب والعنف في جميع شرائح المجتمع بمختلف أعمارهم وطبقاتهم.” ومـن خــلال اهتمامنـــا ومتابعتنــا لهــذه الأحــداث المؤلمــة, ومشاركتنــا ببعــض المؤتمـرات الدولية التــي تعنــي بنبـــذ العنــف الجســدي و النفـســـي و الارهــاب ضـــد المدنيــين من النســاء و الأطفــال, تولدت لدينا فكرة تأسيس جمعية غير ربحية لا تهدف لمناقشة المواضيع التي توضح أسباب انتشار ظاهـــرة العـــنف و الارهاب فقـــط, بل يتعــدى ذلــك لمعالجة هذه الظاهرة و خطرها الاجتماعي, النفسي و الانســاني على الأمهـات و الأسـر و الأطفـال والـرعـب الــذي أصبحـت تشكلـه في المنطقــة على المجتـمـعــات الآمنة” .
تقول خلود خريس، رئيسة جمعية نساء ضد العنف الأردنية ، دورنا في الجمعية التوعية، ونظرا لما تعرضت له المرأة من الإغتصاب والعنف الجنسي الذي يمارس عليها من قبل الإرهابيين الداعشيين، نقوم بدعمها النفسي والمعنوي، كذلك الشأن بالنسبة للإخوة المسيحيين في الموصل تعرضوا لكل أنواع العنف والإرهاب ما يزيد عن 1200 حالة سبي للنساء اليزيديات، تعرضن للاغتصاب مع أطفالهن الذين تم تجنيدهم بشكل يتنافى مع كل المواثيق والعهود والقوانين الدولية لحقوق الإنسان وحقوق الطفل.
داعش عصابة إرهابية متوحشة لا تمثل الإسلام ولا تمثل الحد الأدنى من الإنسانية الحقيقية، داعش هي فكرة خبيثة، وهي التي قامت عليها القاعدة من قبل، وهي التي قامت عليها أخوات القاعدة ووضعت بيضها في دول أوروبا وأمريكا، فهذه الفكرة الخبيثة لا يمكن هزمها إلا بفكرة إنسانية مبنية على الحب والسلم، كما يمكن هدمها بالتحالف العسكري على أرض الواقع، تؤكد السيدة خلود خريس من أجل محاربة هذا الوحش الكاسر لابد من تنمية مستدامة، التي هي مسؤولية عالمية وعربية، لابد من مبادرات خلاقة لعلاج مثل هذه الاختلالات، وتحسين التعليم والصحة والظروف الاقتصادية وتغيير حياة الإنسان إلى حياة أفضل فيها الكرامة الإنسانية، وسد الفراغ والبطالة للتصدي ومحاصرة هذا الفكر الخبيث.
وبنبرة مبنية على التفاؤل والأمل تقول رئيسة الجمعية إنه لا توجد قوة أكبر من الأمل لحياة ومستقبل أفضل.
وتتابع الأستاذة خلود موضحة على أن الإرهابيين والمتطرفين والداعشيين لهم من الإمكانيات التكنولوجية المتطورة الشيء الكثير، لكنهم يستغلون ذلك بشكل خبيث، داعش تقوم بغسل أدمغة الشباب والأطفال عن طريق التكنلوجيا.
الفكر الراقي والنبيل يبدأ من الأم في البيت هي التي توجه وترشد وتحرص على تربية الأطفال فالأم مدرسة، وأركز على نقطة مهمة وأساسية وهي لغة الحوار التي افتقدناها مع هذه الوسائل التقنية الحديثة، كل واحد في زاوية يسبح في عالمه الخاص داخل البيت الواحد بل داخل الغرفة الواحدة.
لعل إحدى حسنات «داعش» وإيجابياتها أنها وحدت العالم، وجمعت الأضداد، وجعلت الجميع يضع خلافاته جانبا ليواجه هذا الخطر المتنامي بهذا الاستعجال الإيجابي. وأتمنى أن يستمر العالم بنفس الروح وبنفس التصميم للتغلب على كافة التحديات المشتركة التي تواجه العالم.
و لمواجهة هذا الخطر، بالإضافة للعمل العسكري، والحصار المالي والإعلامي، وقطع الموارد، وإغلاق المنافذ، وضرب مراكزه وقياداته، يمكن التغلب على داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، بمواجهة الفكر الخبيث بفكر مستنير منفتح يقبل التعايش، فكر يدعو إلى السلام والسلم، ويوجه الإنسان لعمل الخير.
و في الأخير دعت الأستاذة خلود خريس، لمجموعة من التدابير الإستعجالية ، من ضمنها مراجعة النصوص القانونية لحماية المرأة من العنف ، تأهيل المؤسسات الدينية للوقاية من العنف ، تمتيع النساء من المساعدة القضائية ،تأهيل الوسائط الإعلامية، دور المجتمع المدني في الوقاية من العنف ، و اليقظة والحذر من الدواعش ، بوضع مواقع تصحح الرؤية وتقطع الخطر الداعشي و تنظيم حملات تحسيسية لمناهضة العنف و الاستثمار في المبادرة البشرية (الهشاشة الهيكلية) و تعبئة كل شرائح المجتمع ضد العنف وتشجيع البحث العلمي التربوي القانوني، كل هذه التدابير وجب إتخاذها إن نحن أردنا يوما الكرامة و الحياة …