حزب العدالة والتنمية ولعبة القمار الانتخابي.. !!
جريدة طنجة – محمد سدحي ( “أقلام” )
الخميس 08 غشت 2016 – 11:29:44
• يبدو أن حزب العدالة والتنمية عازم كل العزم على كسر شوكة حزب الأصالة والمعاصرة مهما كانت الكلفة كبيرة.
وببراغماتية غير مسبوقة في تاريخ الحزب المحافظ، يضع إخوان بن كيران كل رصيدهم من بيض الشعبية في سلة ما يطلقون عليه “التصدي للتحكم”.. أكون أو لا أكون…
– الحزب مفتوح في وجه كل المغاربة. هكذا يقولون.
يذكرنا هذا الشعار بما سمّاه الاتحاديون ذات انتخـابــات “الأبواب المفتوحة”.
ما أشبه الأمس باليوم..
السياسة في وطني قريبة من لعب المراهقين، الغاية تبرر كل الوسائل. والسياسيون في هذا البلد العجيب لا يستقرون على حال، والحديث معهم عن “نقاء الانتماء السياسي” غير وارد. وكل شيء آخر وارد..
إلى حدود تاريخ الافراج عن التزكيات الخاصة بالتشريعيات المقبلة كان حزب المصباح من الأحزاب المغربية القليلة التي تنتصر لمحاربة الهجنة في صفوفها، ويمكن الحديث إزاءها عن المناضلين والمنتمين والمتعاطفين والأنصار وغرها من الروابط الانتخابية، وحيث إن الطموح في الحصول على المرتبة الأولى في “نزال” أكتوبر المقبل، دفع بقيادة الحزب إلى تخصيص عدد هام من الكراسي الأمامية للسلفي واليساري السابق والبامي السابق والبوكو فلوس والقيادي في حزب آخر وكل من له حظوظ في انتقاص من نصيب البام في كعكة البرلمان التي تسبق حلوى الحكومة…
قيادة العدالة والتنمية تتحجج باختيار الانفتاح على الجميع من أجل إيقاف زحف “التحكم” المقصود به الأصالة والمعاصرة، أساساً.
والخصوم يرون في ذلك هروباً للحزب الحاكم إلى الأمام ي محاولة للتجنب التصويت العقابي واقتسام الهزيمة في حال الفشل مع مكونات أخرى من خارج الحزب.
بينما الذين قبلوا تصدر لوائح المصباح عينهم على القاعدة الناخبة التي صوتت لله في لله لفائدة “الإسلامي” في الجماعيات السابقة…
الأوراق اختلطت، واللعب انطلق، والصراع احتد، والجميع ظالم، والجميع مظلوم، وفكها يا من وحلها…
للتذكير فقط، إن سياسة “الأبواب المفتوحة” التي لجأ إليها الاتحاد الاشتراكي بعد مقولة “أرض الله واسعة” انتهت بخروج الاتحاديين الحقيقيين أو جزء كبير منهم من الأبواب التي دخل منها إلى الحزب غير واحد من الانتهازيين والوصوليين، خاصة منهم أصحاب الشكارة الذين يموتون حباً في أصوات القوات الشعبية.. وكان الذي يكون.
فهل يقبل البيجيديون بقرار قيادتهم هذا ويوثرون على أنفسهم مرحبين بالوافدين عليهم من خارج الحزب؟
إن فعلوا، وهذا من حقهم، فإنهم على الأقل سيكذبون ماركس الذي قال: “إن التاريخ يعيد نفسه”.
ـ نلتقي !