الى متى ستظل طنجة رهينة بيد الكائنات الانتخابية ؟
الجمعة 09 شتنبر 2016 – 12:58:45
كائنات انتخابية عجيبة غريبة، تعيش بالانتخابات و للانتخابات ، لا تغادر استحقاقات جماعية كانت أو تشريعية الا شاركت فيها، تقدم كل انواع القرابين لشيوخ الزوايا الحزبية لتبوئها مرتبة متقدمة في لائحة “الرهان الانتخابي “، و بعض المترشحين يستعملون المال القذر لاستمالة القوة الناخبة المهادنة مستغلين الحياد السلبي للأجهزة الوصية على العملية الانتخابية التي تساهم بهذا النوع من الحياد في تفشي الممارسات غير القانونية اما تواطؤا و اما مساندة للمترشح المفضل في اطار هندسة الخريطة السياسية.
سماسرة الانتخابات يتململون هذه الأيام بجل مقاهي المدينة متبجحين بعدد الأصوات التي تملكها أيمانهم، وعدد الرقاب التي يمكنهم توجيه رياحها بما تشتهي سفن هذا “العراب الانتخابي ” او ذاك.
وإذا كان القطع مع التصويت الفردي قد غيب “نسبيا ” دور السمسار الانتخابي التقليدي فقد اهتدت بعض الاحزاب الى تعويض دوره بالجمعيات الخيرية و الانسانية الموازية التي تقحم الدين لإضفاء طابع القداسة على تشكيلة الحزب التي تسانده و لو تضمنت هذه التشكيلة ” مترشحا ” لم تؤهله اختيارات قواعد الحزب المحكومة بما يسمى ب “الديموقراطية الداخلية”.
و في المقابل تتحدث الاحزاب المتهمة بتوظيف المقدس في الحملات الانتخابية و الاحزاب المرتبطة بها بآصرة الاستوزار و النفوذ الحكومي عن توظيف احزاب “التحكم الانتخابي” للمال الحرام المقدم من طرف “اعيان المخدرات” للتحكم في مدخلات و مخرجات استحقاقات سابع اكتوبر المقبل.
و المؤسف ان التجارب السابقة تؤكد ان القوة الناخبة تتجاوب بالسهولة واليسر مع تجار الانتخابات من الكائنات الانتخابية التقليدية والفاسدين بمدينة طنجة لان الناخبين يعيشون حالة “الإغتراب السلبي” التي تجعلهم يُقاربون الأمور من زاوية المنفعة الخاصّة، أي الربح والفائدة ليس إلاَّ، ولو على حِساب المبادئ والأخلاق وقيم شريعة الانبياء. فالقيم السائدة غير ذات معنى إلا بقدر ارتباطها بالمكاسب والأرباح.