الصيف والدخول المدرسي و”الحولي” كوارث ثلاث تهدد استقرار الأسر المغربية
الجمعة 16 شتنبر 2016 – 11:45:30
ويحتار “المورو” من أين يبدأ. ومن يصدق، أنَّ رئيس الحكومة الذي ينفي أن تكون السوق قد شهدت زيادات في أثمان مواد الاستهلاك أم الخضار الذي “يكشر” في وجهه “خذها أو خليها”… أم البقال الذي صار لا يرحم, ولما ذا نريد منه أن يكون رحيما بأهل الحي، و”قلالين الدين” كثرت أعدادهم، واختلفت أساليب “نعورتهم” وغدا الكل مشتبها فيه إلى أن يثبت “هو” براءته….وبأي ثمن ؟ !….
الوزير “المخنش” ــ وهي صفة يطلقها أهل الجبل على طلبة القرآن حين يكونون في السور الأخيرة من السلكة الثالثة فيتكلف الدوار بنفقهم، ويسمون بالمخنشين. والوزير أخنوش، لا علاقة له بهذا الموضوع، الذي يهمنا منه أنه “صرّحَ” ــ وهذا ميدان يستحق فيه وزراء بنكيران، جوائز “نوبل” للهضرة وإطلاق الوعود ــ بأن الحولي الصوردي المعتبر سوف يتراوح ثمنه بين 2000 و 2300 درهم. قلنا “لا غلاء على مسلم” ، وانتظرنا الحولي “لو كوسط” Low Cost وطال انتظارنا….قبل أن نفاجأ بما يقطع القلب….
المغربي اضطر لإخضاع الأمر لمنطق الأولويات…العطلة الصيفية بالنسبة للمساكين، كلفت ما كلفت، ولو بالنسبة لأنصار سندويتش عبد المالك، والباسيو المسائي، والبحر الملوث طيلة النهار….الدخول المدرسي على الأبواب، ورائحة النار تشتم على أمتار من أبواب المكتبات….والدخول على صفيح ملتهب، بعد أن قرر مولاهم حفيظ العلمي ـ بارك الله في وطنيته وذكائه ــ زيادة مهولة في الرسوم المطبقة على الورق المستورد والمواد الأولية المستعملة في الطباعة، لتقفز أثمنة المواد المدرسية إلى قمم هيمالاياتية وتحقق أرقاما قياسية!..
طبقات الشعب المغربي التي ينخرها الفقر والعــوز، فقر لا تترصده عين وزيــرة الأسرة، التي ضحكت على المغاربة تحت قبة البرلمان حين أن أعلنت، بدون حياء ولا حشمة، أن الفقر بالمعايير الدولية لم يعد له وجود بالمغرب….ولا يشك مغربي يحترم حكومة بلاده في أن رأي الوزيرة الحقاوي يترجم اقتناع جميع أعضاء الحكومة المشتتة قلوبهم، بأن الفقر في المغرب يعد من ذكريات ما قبل 2011، حتى أن وزيرة الما اعتبرت أن تقاعد البرلمانيين المليوني، مجرد “زوج فرنك”،…. وهم الذين لم يكونوا يعثرون في قاع جيوبهم على دراهم معدودة لشراء سندويتش من مطاعم الزنقة في باب الأحد أو السويقة أو باب العقلة !!!…
وإذا استطاعَ ربّ الأسرة أن يقنع مولات الدار، على مضض، طبعا، بـ “الإحجام” عن شراء الكبش، والتضحية بـ “القوامة” وصم الآذان عما “يقوله الجيران” والقبول بالأمر الواقع والارتكان إلى “الله غالب”، فإن للكوبل المغربي مواجهات لا يستهان بحدتها مع الأولاد الذين “طارت الحشمة” من وجوههم، ولم تعد تملك عليهم ألسنتهم، ولم يعد أمام الأبوين إلا الاحتكام إلى واقع هذا الزمان الحكومي الذي تتخذ فيه القرارت تحت “إملاءات” تأتي من أصحاب الصنابير ومن لنا غير أصحاب الصنابير الذي يلزمنا إرضاؤهم، والعمل على اكتساب ثقتهم ورضاهم حتى إذا سجلوا في دفاترنا السنوية أننا “تلاميذ نجباء” ، “طرنا فرحا” وتباهينا بين الرفاق وتأكدنا أننا نسير على المسار الصحيح.. مسار لا يزيغ عنه إلا هالك !…
إلا أن مصيبتنا هذا العام أن عيد الأضحى، السعيد على من يعيد، الشقي على من “يعتزل” يأتي بين “دعيرتين” لا قبل للسواد الأعظم من مغاربة السلاليم الاجتماعية المتدنية، على مواجهتهما: الحولي والدخول المدرسي وما يتبعهما من مصاريف جانبية، ومن زيادات “قاهرة” ارتضتها لنا الحكومة الموقرة، ضمن ما ترتضيه لنا منذ 2011، من “مضايقات جازاها الله خيرا عنا!…. ومن تلك المضايقات بمناسبة العيد الزيادة في تكلفة استعمال الطرق السيارة والاقتطاعات “الإجبارية ” من أجل تمويل صندوق التقاعد الفارغ إلا من رحمة الله…المنتظرة ، وفرجه القريب…!
ومن متاعب فقرائنا “الميامين”، أن عيد الأضحى المبارك السعيد على أمة الأسلام ، تزامن هذا العام مع الانتخابات….
وما المشكل إذا ؟
المشكل يكمن في أن “أم الوزارات” منعت وصول خراف العيد إلى جيوش الفقراء، ممن اعتادوا الاستفادة من هدايا المحسنين، “على وجه الخير والإحسان” . أي نعم ! قالوا: صيانة لمبدأ المصداقية والنزاهة والشفافية، والحال أننا لم نعهد الانتخابات المغربية، منذ أن أجهضت الديمقراطية ببلادنا إلا أن تكون على الدوام، ذات مصداقية ونزاهة وشفافية !….
ولعل المسؤولين يجهلون أن “المورو” عندنا لا يؤتمن…أبدا! وأن توصله بالحولي لا يضمن إطلاقا تصويته لفائدة المتبرعين، حتى ولو أدى اليمين، عصر الجمعة بباب محراب الجامع الكبير ! أو تسلم نصف الورقة الخضراء التي لم يكن قد “صادفها” منذ عشر سنوات، ليفوز بالنصف الآخر متى قدم الدليل على أنه صوت للجهة “المحسنة” !… “سويرتي مولانا” …
“من غير المجدي الحديث عن الديمقراطية مع الفقر
وعندما لا يوجد توزيع عادل للثروة بين المواطنين”
(دراغان ماتيك)..