زَمنُ الحَرائق بالشمال
جريدة طنجة – ع. ك ( “الحرائق في الشمال” )
الخميس 18 غشت 2016 – 09:00:17
• شَهِدَ الأسبـوع مجموعة من الحرائق اندلَعت في شتـَّى مُدن وأقـاليم الشمال، خاصة بتطوان والشـــاون ووزان وتاونـــات و العرائش وطنجة، أتَت في مجُملِهــا، على مسـاحـــات شاسعة من الغطاء النباتي وقضت على العديد من أشجار الغابات بالمنطقة. وكانت الحرائق قد اندلعت في غـابـــات بني حزمــار جنوب تطوان حيث ساهمت ألسنة النار في إتلاف العديد من أشجار الصنوبر..
أما في وزان فقد اندلعت النيران في غابة “إيزارن” التهمت حوالي أربعة هكتارات من الأشجار الغابوية.
وانضافت مدينة طنجة إلى المدن التي تعرضت غاباتها للحريق، حيث شبت النيران بمنطقة المنار أتت على مساحات هائلة من الغطاء النباتي وتطلبت تدخل المواطنين بوسائل تقليدية، لإخمادها أمام ضعف إمكانيات المصالح المختصة بشرية ومادية ، ما أجج غضب السكان، حسب بعض الشهود.
وحيث أن منطقة المنار تتوفر على عدد كبير من الإقامات والمنشآت السياحية، فقد أثارت الحرائق الهلع بين المقيمين بالمنطقة ما دفعهم إلى مغادرة منازلهم خوفا من امتداد ألسنة النار إليهم.
وبالفعل، فقد ساعدت رياح الشرقي على توسع اللهيب إلى غابة السانية المجاورة، والتي تم تشجيرها بداية الستينات بفي إطار حملة شارك فيه المئات من تلاميذ مؤسسات التعليم بطنجة، ما ضاعف من خطر انتشار النار بالمنطقة.
واستغرب العديد من السكان من ضعف وسائل الإطفاء التي دفع بها لمحاولة القضاء على الحريق والحال أن المنطقة توجد داخل المدار الحضري لطنجة، ويؤمها العديد من الزوار يوميا وتعد امتدادا طبيعيا لكورنيش طنجة، بمنشآته السياحية والتجارية والترفيهية.
وفي غياب معطيات رسمية حول طبيعة وحصيلة الخسائر الناجمة عن هذه الحرائق، فإن العديد من المتتبعين يرون أن الرياح الشرقية كان لها دور كبير في الانتشار السريع للنيران التي اندلعت في مختلف مناطق الشمال، بيد أنه يوجد من يعتقد أن النيران كانت بفعل فاعل، إما بهدف الانتقام وضعف الوعي بأهمية الغابة، أو بسبب “انتقام” مهاجرين أفارقة غير نظاميين، بغاية التسلل إلى الضفة الشمالية للمتوسط عبر مليلية وسبتة، كما يرجّح أن يكون السبب في اشتداد الحرارة هذا العام في المغرب.
وشهدت غابة “إيزارن”، أحد أكبر الغابات في المغرب، بالقرب من مدينة وزان، حريقا مهولا التهم العديد من الهكتارات الغابوية، دون معرفة الأسباب الناجمة عنه، كما عرفت غابة “الجويدار” بإقليم تاونات حريقاً التهمت ألسنته أكثر من أربع هكتارات من الأشجار.
وتشير إحصائيات مندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر، والغابات إلى أنه منذ بداية السنة الجارية وإلى حدود الشهر الجاري، اندلع فوق 84 حريقا في مختلف غابات البلاد، بزيادة بينة بالنسبة للسنة الماضية.
يذكر أن اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية ذكرت في اجتماعه الأخير حول حصيلة حرائق الغابات لسنة 2015، وبرنامج العمل الخاص بسنة 2016 أن المغرب شهد خلال السنة الماضية 425 حريقا أتت على مساحة تقدر ب 991 هكتارا، 65 بالمائة منها تتألف بالأساس من الأصناف الثانوية والأعشاب والحلفاء. إلا أنه تم تسجيل انخفاض على مستوى المساحات التي اجتاحتها النيران يقدر بـ67 بالمائة مقارنة بالعشر سنوات الماضية.
وتمت الإشارة خلال هذا الاجتماع إلى أنه بالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق، فإن منطقة الريف (شفشاون –تطوان-طنجة-العرائش-وزان) تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق السنة الماضية، بـ 147 حالة فقدت على إثرها 502 هكتاراً التهمتها النيران، تليها المنطقة الشرقية (الناظور –بركان –تاوريرت) بـ 17 حالة و 203 هكتار تعرضت للإتلاف بسبب الحرائق، ثم منطقة الشمال الشرقي بـ 45 حالة، أتت فيها النيران على حوالي 90 هكتارا.
وبخصوص برنامج العمل المتعلق بالسنة الجارية، ركزت اللجنة عملها على المقاربة والوقاية والتحسيس والتواصل. وخصصت لذلك غلافا ماليا في حدود 191 مليوناً و 700 ألف درهم ..














