تكريم ملكي للمناضل عبد الرحمن اليوسفي “شارع عبد الرحمن اليوسفي” يوجد بين خمسة شوارع تحمل أربعة منها أسماء ملوك علويين
الأربعاء 10 غشت 2016 – 11:57:13
رمـزية المبادرة الملكية، ثمنها الوطنيــون الغيـــورون على مستقبل الوطن، فلم يحدث أن ترأس ملك من ملوك المغرب عملا من قبيل تدشين شارع يحمل اسم علم من أعلام الوطنية المغربية بحضور المعني بالتكريم، وبمسقط رأسه، وفي احتفال رسمي يندرج في احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد، كما لم يحدث أن استفاد قطب سياسي مغربي بتكريم سام قيد حياته، وفي مدينته، حيث تم إطلاق اسمه على شارع مهم وكبير من شوارع طنجة المركزية، اعترافا من الوطن بنضال وجهاد أحد أبنائه البررة، من أجل تحقيق رفعة البلد وعزته وسؤدده بين بلدان العالم.
ورمزية أخرى تتجلى في أن شارع عبد الرحمن اليوسفي، اليوم، كان بالأمس يحمل اسما ذا رمزية نضالية عالية، شارع “السلام” وهي إشارة واضحة إلى خلوص نية المكرم من جلالة الملك، وصفاء طويته ووفائه لعهده ووعده، وانخراطه في بناء بلد الحق والقانون والمؤسسات الحقة.
ورمزية ثالثة وهي أن اسم عبد الرحمان اليوسفي اعطي لشارع يرتبك بخمسة شوارع تحمل أربعة منها أسماء ملوك علويين، والخامس اسم يتعلق الأمر بشوارع مولاي يوسف جد الحسن الثاني ومولاي عبد العزيز ومولاي عبد الحفيظ ومولاي سليمان و الخليفة العباسي هارون الرشيد.
المبادرة الملكية تعتبر تكريما وطنيا لجبل شامخ لا تهزه ريح ولهرم عظيم من أهرام الوطنية المغربية وقائد كبير من قادة العمل الوطني السياسي والعسكري لافتداء الوطن وتحقيق أماني المغاربة في التحرر والاستقلال والوحدة، ومنظر عالمي أثبت بقبوله بمبدأ “التناوب التوافقي” الذي اقترحه عليه الراحل الحسن الثاني في ساعة حرجة من تاريخ المغرب المعاصر، أنه كان فعلا رجل المرحلة، وأن المغرب لو ترفرت له أجواء المصارحة والمصالحة، قادر على القيام بثورة اصلاحية كبرى في السياسة والاقتصاد والتنمية الاجتماعية واللحاق فورا بالبلدان الصاعدة.
ولكن ليلة الثاني من اكتوبر سنة 2002، “أفسدت اللعبة” وكرست عملية القفز على الديمقراطية ، العملية التي ألفها المغاربة منذ الاستقلال ، وعبر كل العمليات الانتخابية، محلية كانت أو تشريعية، لتعود بالمغرب إلى أحضان “التقنوقراط” مع ما يعني ذلك من فساد وتطاول وزبونية وظلم، إلى أن وصلتا إلى مرحلة 2011، التي وضعت المغرب، بفضل مبادرات جلالة الملك، على الطريق السليم وعلى “المَحَجّة البيضاء، ليلها كنَهـارها لا يزيـغ عنها إلاّ هالك (حديث نبوي) ” !