المجلس العلمي باقليم الفحص انجرة يحتفي بالذّكرى السابعة عشرة لعيد العرش المجيد
الأربعاء 10 غشت 2016 – 12:44:55
هذه الذكرى الغــالية التي تبتهج لمُنـاسَبتهــا الأمـّـة المغربية قـاطبــة، وتَنشرحُ لَهَــا نُفــوسهم الطيّبـــة، وتتحرك لها مَشاعــرهم الصـادقة، وعَــــزائمهم وهممهم العالية، نحو تحقيق المزيد من المطامح والآمال العريضة، والقيام بصالح الأعمال، للنهوض بالوطن في كل مجال، والسير به خطوات حثيثة إلى الأمام، ونحو بلوغ مدارج الرقي والكمال، والتقدم والازدهار في العهد المحمدي الزاهر الميمون.
ولا غرو في ذلك، فاستقبال هذه الذكرى العظيمة والاحتفاء والاعتزاز بهذه المناسبة الخالدة لها دلالات كبيرة، ومعان كثيرة، ومرامي بعيدة وأهداف ومقاصد حسنة.
فهو يرمز الى الاحتفال والابتهاج بوجود أقدم عرش عرفه التاريخ الإسلامي ورسوخه، مند تأسيسه على البيعة الشرعية في ربوع المملكة المغربية مع الدولة الادريسية الشريفة بما ينيف عن ثلاثة عشر قرنا، وباستمراره في الدولة العلوية الشريفة منذ ما يزيد على ثلاثة قرون من تاريخ هذا العرش العلوي العتيد وعيد العرش المجيد يرمز ويخلد ذلكم الرباط الديني المتين، والتواصل القوي المكين، الذي يجمع بين الراعي والراعية، بين القمة والقاعدة، على أساس من البيعة الشرعية التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف، واعتبرها أساس الحكم في الإسلام، وخلدها القران في بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة الكرام النبي عليه الصلاة والسلام، وانزل الله فيها قوله الكريم في سورة الفتح العظيم
“إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ” وقول ربنا سبحانه ” لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ .. “
وذلك ما يجعل ذلكم الرباط والتواصل المكين يزداد رسوخا وثباتا، وتماسكا وتازرا على مر الاعوام والسنين.
يخلد هذا العيد الوطني المجيد، ما يعيشه المغرب من امن واستقرار، وطمأنينة وازدهار، وبما ينعم به ويسعد، من نظام ملكية دستورية، وحياة اجتماعية ديمقراطية، وحريات عامة، وحقوق وطنية انسانية تكفل لكل مواطن ومواطنة، وتضمن حق التمتع بتلك الحقوق كاملة غير منقوصة، وتشعره بشخصيته وكرامته، وبرسالته وبدوره الاجتماعي الذي يجب ان يقوم به ويؤديه بين ابناء وطنه، فيأخذ ويعطي ويفيد ويستفيد وينفع وينتفع فيشارك ويساهم بفكره وعلمه ، وعمله، وعطائه في الحياة العملية اليومية، وفي بناء المغرب الحديث والمعاصر، الذي يقوده بحكمه ومهارة وايمان وغيرة، رائد البلاد الملهم ، وعاهلها المفدي المظفر جلالة الملك محمد السادس، منذ ولاه الله مقاليد هذه البلاد المغربية وجعله فيها خير خلف لخير سلف.
حفظ الله مولانا أمير المومنين بما حفظ به الذكر الحكيم، وأبقاه ذخرا للبلاد وملاذا للعباد، لمواصلة المسيرة الرائدة الواعدة التي رسمها لهذا البلد الأمين، وان يبارك في خطواته الرشيدة، ويؤيد مواقفه السديدة ومبادراته الحكيمة، وأعاد على جلالته أمثال هذه الذكرى السعيدة وجلالته وشعبه المغربي كافة يرفل في حلل الصحة والعافية والرخاء والهناء والطمأنينة، واقر عينه بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن وصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة افراد اسرته الملكية الشريفة، انه سبحانه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد كلمة رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الفحص انجرة القى السيد المندوب الاقليمي للشؤون الاسلامية كلمة بالمناسبة تلتها بعد ذلك امداح وقراءة قصيدة شعرية .
واختتم الحفل بقراءة البرقية المرفوعة الى السدة العالية بالله بهذه المناسبة والدعاء الصالح لأمير المومنين مولانا محمد السادس حفظه الله ورعاه.