اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك و لا يرحمنا
الأربعاء 17 غشت 2016 – 11:38:5
فما بال بنكيران يدافع عن كرسيه بالإتجاه الى استعمال حرب بالوكالة، فهو يصعد الأمور مع المحيط الملكي تارة وتارة أخرى يقدم فروض الولاء و الطاعة لشخص الملك و محيطه ، ما باله حينما يتحدى بالدرجة الأولى مطالب الشعب ؟؟؟؟ ربما هي إشارات الى المواطنين حتى ينسوا إعدامه للملف الاجتماعي الذي ما فتئ صاحب الجلالة يرعاه منذ توليه عرش أسلافه الميامين، و ما معنى أن يميّع رئيس الحكومة العمل المؤسساتي داخل الجهاز التنفيدي و التشريعي والقضائي في المغرب حتى أصبح الكل لا يثق بهذه المؤسسات؟، نحمد الله إذن على المؤسسة الملكية رمز الاستقرار و الإجماع عدا طبعا من يدور تدور ببالهم فكرة دولة الخلافة و ما يدور في فلكها.
يتساءل الشارع المغربي حول طريقة تواصل السيد رئيس الحكومة مع هذه المؤسسات، هل هي وسيلة غايتها تشويهها و العبث بممثليها و تصغيرهم في نظر الشعب ؟، فلنفرض جدلا أن بنكيران جاء لإصلاح المؤسسات الدستورية، فلم التناقض في تصريحاته ولماذا يشتغل كرئيس حكومة مسؤولة في أيام العمل و عند حلول نهاية الأسبوع ينقلب ويلبس جلباب المعارضة ؟، هذا شيء غير مقبول حسب الأصول ، فإما أن يكون المرء مع أو ضد ، ولماذا يصرح السيد بنكيران أكثر من مرة أنه في حالة عدم نجاح حزبه سيخرجون الى الشارع؟ معنى هذا الكلام خطير وواحد، أي أنه لا يؤمن بالديموقراطية و لا يهمه تصويت الشعب ضده و ضد حزبه، و هنا يجيبنا عن عدم اكتراته بالشعب و الملف الاجتماعي، لأن تعاليم جماعته لا تعترف بالوطن و لا بحدوده ، وكم من زلة لسان تفيد هذا الكلام، فيتكلم عن الأمة عوض المغرب، قاصدا أمة الخلافة، و رفاهية جماعته فقط دون “الآخرين”- كما يسموننا- .
هل يريد بنكيران أن يقول للشعب من خلال قراراته المجحفة وسياساته التفقيرية ، اخرجوا الى الشارع انتفضوا على الوضع، فلن اخدمكم ما دمت تحت سلطة المخزن؟ و يقارن مدى شعبيته بسكوت الشارع، وهذا يغيضه بالتأكيد، لأن المتبحّر في شؤون الجماعات الإسلامية يعرف الفرق بينهم، فمثلا جماعة العدل و الإحسان لا فرق بينها و بين العدالة و التنمية إلا في شيء واحد، و هو أن العدل و الاحسان يريدون تفجير الوضع من خارج المؤسسات (explosion sociale) و العدالة و التنمية يريدون تفجير الوضع من داخل المؤسسات (implosion sociale) فهل يتخدون المغاربة بلداء الى هذه الدرجة ؟ و هل من هب ودب يمكنه تطبيق أجندته الخاصة دون أن ينتفض المغاربة عليه؟ فالملكية مقدسة عندنا ولا حاجة لنا بالخلافة و تسيس الدين و استعماله لأغراض حقيرة .
اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك و لا يرحمنا، و ارأف بنا من أناس يتاجرون فينا باسمك و باسم ديننا . .