وفي الوظيف شؤون !!
جريدة طنجة – محمد سدحي ( أقلام)
الجمعة 08 يوليوز 2016 – 15:37:56
الوظيف، إلى حد الآن، مفتوح أمام الجميع. صغيراً كان أم على قد الحال، فإن الدستور (يا حليلي عندنا دستور !) يكفله للجميع، على قدم المساواة، لا فرق بين هذه وتلك وبين هذا وذاك إلا بالكفاءة… ومباريات التوظيف التي تجرى في كل جانب، والأموال الطائلة التي تصرف لها، لأكبر دليل مفحم للذي في قلبه غل ومرض وحاسد وما حسد…
وأكثر من ذلك، سأضطر للعب معكم، الأعزاء الكرام، لعبة التحدي لكي نضع حداً لأي تشكيك في مصداقية دولتنا العظيمة التي حباها الله بزعماء وسياسيين يشق لهم الغبار المتطاير من كثر الزوابع المفتعلة، وتبسط لفلذات أكبادهم، وما أكثرهم وأسعدهم، الفرش والزرابي والورود وكل أسباب الولوج والسمو والتعرج والسموق والصعود إلى الفوق على صهوات الجياد والطائرات النفاثة وهكذا منصباً..
وحتى الناس من غير الألبة لم تغفل عنهم عمتي الحكومة وفصلت لبناتهم وأبنائهم الخنفسات والخنافس (للتحبيب) ما يليق بهم من قوانين على قدهم تمكنهم من اقتحام مجالات الشغل الممغنطة بمجرد توقيع “كونطرا” عليه، كما يقول مغني الراي (الرأي)..
وأنا من رأيي أن نبلع لساننا ونترك الدولة بحكومتها تهيئ لنا من أمرها ما يليق بتحتيتنا وتسوي لوليداتهم ما يواتيهم من رفيع المناصب… لأنه: كلما صعدوا نزلنا. وفي نزولنا رحمة وراحة بال (أخجل من “بال” هذه)… أوليس هم من يهزون بنا العلام ويمضون بنا القدام؟
هذا الصباح، وعلى غير عادتها، زارت بيوتنا شمس الأطفال : نشاط وحبور وحركة وبركة وشقاوة محببة.. وفي انتظار مستقبل زاهر للبراعم المتفتحة مع نسيم الصباح، نمني النفس بمنكب لوصول منصب، يعفي زهورنا من “الكونطرا” ويجعل لها في الوظيف مراتب مع بنت بنكيران وبن لشكر وابن اليازغي ومن سار في دربهم الطويل الشاق، درب الذين (يسهرون) على مصالحنا ونحن (نيام) حتى جاء الواد وجرنا إلى حيث نحن، نأكل ونشرب ونقول عاشت الحكومة ظالمة أو مظلومة، خادمة أو مخدومة.. وكل ما في الأمر أمر..
ونحمد الله الذي أطال في عمرنا حتى عشنا وشفنا “القزيبة” البيضاء من الكحلاء، ورددنا مع شكري: كلهم أحدهم.
ولعبنا مستمر إلى أن :
– نلتقي ! .



















