مقاصد الزواج ..
جريدة طنجة – عمر محمد القرباش ( الزواج )
الثلاثاء 26 يوليوز 2016 – 17:32:15
الزواج هو شرعة كونية، كل شيء في الكون قائم على الازدواج، الله تعالى يقول (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)، (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون) فهذا التزاوج هو سنة كونية، فالإنسان لا ينبغي أن يشذ عن هذه السنة الكونية، ولذلك منذ خلق الله الإنسان الأول آدم وأسكنه الجنة لم يدعه وحده في الجنة، لأن ما معنى أن يسكن الإنسان في الجنة وحده ولا أنيس له ولا جليس، ولذلك خلق الله آدم وخلق من جنسه زوجاً (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها) (ليسكن إليها) كما في آية أخرى (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) فهذا أول شيء أن الزواج يتآلف مع السنة الكونية، لذلك قال تعالى ” و من اياته ” و كأن الله تعالى يريد أن يؤكذ لنا من خلال هذه الاية الالتزام بسنة الزواج و عدم مخالفته ، و أن الزواج بحد ذاته هو أية و معجزة تستحق التفكر ” إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” ، إلى جانب أنه أمر فطري مركوز في الطبيعة الإنسانية ، يسعى الإنسان إليه بدافع الفطرة ، و هو محقق لاكتمال الذات و إنشاء الذرية و بقاء النسل و عمارة الكون ، و لما له ايضا من أثار طيبة على سلوك الإنسان في طهره و عفافه ، و كمال دينه و استقرار نفسه .
و لهذا يعتبر عقد الزواج من العقود المهمة في الإسلام ، و لأهميته فإن الحق سبحانه لم يصف عقدا من العقود بما وصف به عقد الزواج ، فقد و صفه بأنه الميثاق الغليظ ” ” أي أخذن منكم بسبب إفضاء بعضكم إلى بعض ميثاقا غليظا ، وصفه بالغلظة لقوته وعظمته ، عن قتادة قوله : و أخذن منكم ميثاقا غليظا ” و الميثاق الغليظ الذي أخذه للنساء على الرجال : إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .
ووصف عقد النكاح بالميثاق الغليظ هو عين الوصف الذي وصف الله به الميثاق الذي أخذه من النبيين لقد ورد هذا المصطلح ثلاث مرات في التنزيل الحكيم بقوله تعالى:
• {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً} النساء 21.
• {ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجداً وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً} النساء 154.
• {وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم، وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً} الأحزاب 7.
فإذا نظرنا في الآيات الثلاث التي ورد فيها الميثاق الغليظ ، نجد أنها تتحدث عن ثلاثة أنواع من المواثيق:
1. ميثاق الزوجية في الآية الأولى.
2. ميثاق أهل الكتاب والتوراة في الآية الثانية.
3. ميثاق النبوة في الآية الثالثة.
يهمنا في بحثنا هذا هو الميثاق الغليظ في آية النساء 21، الذي يشير بكل وضوح إلى وجود ميثاق للزوجية ، له بنود قبل طرفا الزواج الالتزام بها طواعية ، وعاهدا الله على الوفاء بهذا الالتزام .
و مصطلح الميثاق ورد في مدونة الاسرة المغربية في المادة الرابعة عند تعريف الزواج بأنه « ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين » .
و لمكانة عقد الزواج و أهميته فقد جعله الله شعيرة من شعائر دينه الحنيف الذي ارتضاه لعباده ، وحثهم عليه و رغبهم فيه ، حيث وردت نصوص كثيرة في القُرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة مُبيِّنة لمكانته وأهميَّته، وأجمعت الشَّرائع السماويَّة على مشروعيَّته
قال تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)(النساء: من الآية3)، وقال سبحانه: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (النور:32)، وقال (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ)(النساء: من الآية25)
وأما السنة الفعلية فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسس بيتا وأقام أسرا، وأنجب ذرية وأنفق على أهله وعياله ليعلم الناس كيف يكون الأباء والأزواج مع زوجاتهم وأبنائهم.
وأما السنة القولية فمنها حديث ابن مسعود في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: [يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء].
وفي صحيح البخاري وغيره: [إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض]
ثانيا: اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهدي المرسلين:
فالزواج من هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام كما قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً )(الرعد: من الآية3
قال الإمام القرطبي عند تفسيرها: “هذه الآية تدلّ على الترغيب في النكاح والحض عليه، وتنهى عن التَّبَتُّل، وهو ترك النكاح، وهذه سنّة المرسلين كما نصّت عليه هذه الآية، والسنّة واردة بمعناها؛ قال صلى الله عليه وسلم: “تزوّجوا فإني مكاثِر بكم الأمم “
يتبين من خلال استعراض النصوص القرأنية و الحديثية أن الإسلام رغب في الزواج وحثَّ عليه لاشتماله على حكمٍ عظيمةٍ، ومقاصدَ جليلةٍ، وفوائد للزَّوجين والمجتمع، فمن مقاصد الزواج التي يهدف إلى تحقيقها :
حفظ النسل : فهو المقصد الأصلي له. وبالنسل يتأسس المجتمع ثم الدولة والأمة، وتقوم الخلافة إعماراً للأرض، وتتحقق العبادة لله الواحد الأحد، فتكثر ذرية آدم التي تعبد الله، وتدين بدين الإسلام. وقد نص على هذا المقصد قوله تعالى:﴿ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } فعن ابن عباس ومجاهد والحكم وعكرمة والحسن البصري والسدي والضحاك قالوا جميعا :(هو الولد)
وهذا المقصد من أهم المقاصد الشرعية من الزواج، ولذلك اعتبر الأولاد أهم ثمرة من ثمرات الزواج، يقول الغزالي عند ذكر هذا المقصد من مقاصد الزواج:(الولد، وهو الأصل وله وضع النكاح، والمقصود إبقاء النسل وأن لا يخلو العالم عن جنس الإنس، وإنما الشهوة خلقت باعثة مستحثة كالموكل بالفحل في إخراج البذر، وبالأنثى في التمكين من الحرث تلطفاً بهما في السياقة إلى اقتناص الولد بسبب الوقاع، كالتلطف بالطير في بث الحب الذي يشتهيه ليساق إلى الشبكة. وكانت القدرة الأزلية غير قاصرة عن اختراع الأشخاص ابتداء من غير حراثة وازدواج، ولكن الحكمة اقتضت ترتيب المسببات على الأسباب مع الاستغناء عنها إظهاراً للقدرة وإتماماً لعجائب الصنعة وتحقيقاً لما سبقت به المشيئة وحقت به الكلمة وجرى به القلم)
وقد وردت النصوص الكثيرة تحث على طلب البلد، وتبين أن ذلك لا يتناقض مع الصلاح كما يدعي بعض المغالين، فقد قال الله عز وجل مخبرا عن إبراهيم الخليل – عليه السلام -:﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ ، وقال عن زكريا – عليه السلام – :﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء﴾ِ وقال عن عباد الرحمن :﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾
وفي حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قالت أم سليم: يا رسول الله خادمك أنس، ادع الله له فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته)
من ناحية أخرى هو السبب الوحيد لبقاء هذا النوع، الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليعمر الأرض ويكون له خليفة في هذه الأرض وكيف يبقى الإنسان؟! لابد أن يزودج مع امرأة أخرى حتى يحدث التناسل، والقرآن يشير إلى هذا بقوله (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) والحديث يقول “تناكحوا تناسلوا” فهذا هو المقصد الأعظم والأكبر والأسمى من الزواج ، وأما المقاصد التابعة للنكاح والمكملة للمقصد الأصلي فهي :
تحقيق السكن والمودة والرحمة بين الزوجين : وهذا له أثر واضح وبارز في تعميق وتوطيد أواصر الزوجية، فالزوج والزوجة نفسان تركنان لنفس واحدة، قال الله تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها } ، وقال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وهذا السكن والأنس له دور كبير في الراحة والأنس والاستقرار والمعونة على أداء الواجبات تجاه الأسرة والقيام بالمسؤولية.
2/ الإعفاف وإشباع الغريزة والفطرة: ومن هنا كانت حكمة تشريع الزواج؛ فهو الطريق الطبيعي والسليم لمواجهة هذا الميول، وإشباع هذه الغريزة؛ فجعل الله الزوجة سكناً لزوجها وهو كذلك لها، فيسكن كل منهما لصاحبه فيسكن قلباهما عن الحرام وتسكن جوارحهما عن السقوط في حمأة الرذيلة وعن الانزلاق في مهاوي الخطيئة، فالزواج يعين أصحابه على غض البصر وحفظ الفرج وصيانة الدين وعفة النفس ولهذا وصف الله U المؤمنين بالعفاف في آيات كثيرة مما يدل على أنه سمة من سمة الفرد المسلم كما أن توفير أسباب العفاف سمة من سمات المجتمع المسلم، ومنها قوله U:﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُون﴾ ، ومثلها ما ورد في صفات المؤمنين في قوله عز وجل:﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾إلى قوله :﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ﴾.
وقد ذكر الله عز وجل نماذج العفاف لتكون قدوة للمؤمنين، وذكر نتائج ذلك العفاف، فذكر عن مريم ـ عليها السلام ـ قوله عز وجل:﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِين﴾ .
وذكر من الرجال يوسف – عليه السلام -، فقصته في القرآن الكريم نموذج عن العفاف الإيماني، وعرضها بتلك الصورة، وبذلك التعبير القرآني كانت من أكبر أسباب تربية المؤمنين على هذا الخلق العظيم.
ولهذا كان من العلل التي حرم الزنا لأجلها ـ فقد قرن القرآن الكريم بين الشرك والزنا، فقال عز وجل :﴿ وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) ولهذا أخبر – صلى الله عليه وسلم – أن الزنا نوع من أنواع الكفر أو مظهر من مظاهره، قال – صلى الله عليه وسلم -:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن , ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن , ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن }
فالاتصال الشرعي بين الزوجين عن طريق الزواج فيه طهر للأفراد والمجتمعات من الأمراض الجنسية والآفات الخلقية، وقد اعتنى الإسلام بالطهارة الحسية والمعنوية كما اعتنى بطهارة الظاهر والباطن، والعالم الإباحي يعاني من أنواع من الأمراض والآفات يقف الطب عاجزًا عن معالجتها وكلما أحدثوا علاجاً ظهرت عليهم بعض الأدواء التي لم تكن في أسلافهم بسبب فواحشهم وتعدد صلاتهم وإباحيتهم. فعنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ المهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِالله أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ المَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ الله عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ الله إِلاَّ جَعَلَ الله بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».