مدن الزبالة !!
جريدة طنجة – محمد سدحي ( أقلام)
الأربعاء 13 يوليوز 2016 – 12:01:17
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، صار ويصير لنا، هنا والآن، نحن المغاربة أصحاب الخصوصية، مدننا العجيبة التي تبنى بالقاذورات، شرف الله قدركم…
وها هي، مشكورة ومذكورة، الشركة العملاقة الفرنسية المغربية “لافارج” صانعة الإسمنت المغربي تؤمن حاجة مدننا إلى البنيان المرصوص باستيرادها لألفين وخمسمائة طن من الأزبال الإيطالية لاستعمالها كبديل أو مكمل للطاقة الأحفورية المستعملة في صناعة الإسمنت وهلم زبلاً … واسألوا أصحاب البناء العشوائي في الأحياء المحاذية للمطارح الرسمية وغير الرسمية عن ثمن الشكارة الواحدة من الاسمنت (المسلح)…
ولكن، يا لحظنا السعيد، ستنفرج بإذن حكومتنا المحترمة و وزارتها القوية الموقرة و وزيزيرتها المدللة للبيئة ستغرق سوق العقار والعقاقير بذلك المسحوق السحري الذي بفضله يتم البناء والتشييد وتنتعش الأوراش الكبرى في المدن الكبرى “مدن الزبالة” نكاية في صاحب “مدن الملح” الله يرمه…
بعض إخواننا المغاربة الله يهديهم، وخاصة منهم سكان المدن الافتراضية الزرقاء، ينظرون دائماً بعين الشك والتوجس إلى مبادرات وزاراتنا ومؤسساتنا الكبرى العامة منها والخاصة…
ألا تعتبر هذه الخطوة الجبارة ضربة معلم أو ضربة مقص بلغة الكرة ؟
إن حكومة دولة من العالم الثالث تقولب دولة من العالم المتقدم وتحول نفاياتها إلى مدن تقوم لها قائمة، تستحق التقدير والدعم والمساندة .. ويصوت لها بعيون عمشاء. ولا تكفيها أصـواتنـا المبحـوحـة، يجب الصدح بمنجزها هذا الذي لا يقدر بثمن (وهل للزبل ثمن؟)… وإن كان علي أنا فلنر مع دول السيد شينغين كلها. إن لها نفايات، يمكن لعبقريتنا (من عبقادر) اللهم لا حسد أن تصنع منها الذهب والفضة وها حنا فضينا… ثم إن لنا علاقة وطيدة مع خردوات هذه الدول التي تموت في م(حبتنا)…
هذه الحمولات من الزبالة الإيطالية لا تكفينا. وطموحنا إلى المزيد يزيد بزيادة حاجتنا إلى البناء…ووداعاً مدن الصفيح وسخونة الرأس التي تأتي من سكانها…
وقل للميكا اصبري، فموعدنا في مراكش الحمراء على مائدة من موائد “كوب 22” حول التغيرات المناخية…
– نلتقي ! .