تدنيس مقبرة بوبانة، مرة أخرى
جريدة طنجة – ( مقبرة بوبانة المسيحية )
الثلاثاء 19 يوليوز 2016 – 11:26:02
و بالرغم من شح البيانات في الموضوع، فإن خَبر تدنيس المقابر المسيحية بطنجة، أثار الكثير من الاشمئزاز والغضب بين السكان، مسلمين ومسيحيين ويهود، في مدينة كانت إلى عهد قريب مدينة “متحضرة” ، وبالتالي يعرف سكانها كيف يحترمون الأموات، ويجلون مقابرهم، بصرف النظر عن أجناسهم ودياناتهم، إذ أن الدين لله والوطن للجميع. ولا يجوز أن يعتدي إنسان على مقبرة من اليهود أو النصارى أو المسلمين لأن حرمة الميت دات طبيعة وقدسية خاصة، ومن يحؤض على فعل ذلك لابج من محاسبته (الشيخ محمد الشحات)
كما أن الإنسان يجب أن لا يهان حَيا أو ميتًا. وأن للمقابر قدسية مثل قدسية المساجد، فلا يجوز الاعتداء عليها، مهما كانت ديانة أهلها.
“قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ [عبس:17-22].
وليس هذا خاصاً بملة دون ملة، ولا أمة دون أمة، من آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وهذا شأنهم؛ أنهم يحيون ثم يموتون ثم يقبرون (الشيخ فؤاد عبد العظيم)
ومعلوم أن مقابر النصارى واليهود بطنجة، تتعرض بين الفينة والفينة، لأعمال إتلاف وتدنيس ، الأمر الذي يثير، كل مرة، استياء وسخط سكان هذه المدينة وأوساط الكنيسة والجماعة اليهودية الذين اعتادوا على روح التسامح والاحترام التي دأب أهل طنجة على التحلي بها عبر قرون من العيش المشترك مع جاليات أجنبية مختلفة، ومن ديانات أيضا مختلفة.
ولا تسلم مقابر المسلمين، على ما هي عليه من عشوائية وسيبة، من أعمال العبث، حيث إنها صارت ملاذ المتشردين والمنحرفين وشمامي السيلسيون ومتعاطي المخدرات، وكل أشكال الإجرام ، وما أكثرهم ممن يقصدون طنجة للتسكع وممارسة مختلف الأعمال الاجرامية من سرقة واعتداء وضرب وجرح ومداهمات بالسيوف وقطع الطريق……
لا جدال في أن حماية المقابر و الحيلولة دون تدنيسها وانتهاك حرمتها من مسؤولية القائمين على تدبير الشأن العام الذين من مسؤوليتهم أيضا، الحفاظ على جو التسامح الذي طبع علاقات أهل طنجة، مع كل من يعيشون بين ظهرانهم على مر العصور. .