الياس العماري من قلب بيت الصحافة .. نحن هنا لنعمل لمصلحة البلد ، و للسير به نحو مستقبل مستنير و “من خدعنا في الله انخدعنا له”.
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( إلياس العماري ضيفا على بيت الصحافة )
الثلاثاء 05 يوليوز 2016 – 14:58:55
سعيد كوبريت طرَحَ بداية نقطة القراءة و الاهتمام بالكُتب و بــالفكر الماركسي و اللينيني و غير ذلك من الأفكار و الكتب التي تشبّع بها الياس العماري منذ سنين مضت، حيث اوضح العماري، أنه قارئ ليس فقط للفكر الماركسي بل و حتى لنقد الفكر الماركسي و الفكر الديني و مطّلعا العديد من المؤلفات كمؤلفات “هيغل” و”كانط” ،مثلما اطلع على ما ألفه مؤسس فكر الإخوان المسلمين حسن البنا وسيد قطب، و القراءة بالنسبة للعماري لا يجب تصنيفها (حلال/ حرام)، ف”كل ما استطعنا الوصول سبيلا إلى قراءته فلنفعل” .
و بخصوص الانفجارات التي ضربت تركيا ، أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على أن “الإرهاب لا لون له ولا دين له و لا وطن له ” ،مضيفا أنه بات على الجميع مواجهة الارهاب ليس فقط بالاعتماد على المقاربات الأمنية بل بالفكر و التدبّر.
و عن توظيف ابنة عبد اللاه بنكيران بالأمانة العامة للحكومة هذا الأسبوع و بعد الجدل الدائر عن هذه الصدفة المريبة ، أدلـــــى الأمين العام للأصالة والمعاصرة برأيه صراحة قائلا “لو كان هناك تساو للفرص لما حدث النقاش المذكور، ولكن النقاش الدائر يؤكد أن بلادنا ليست عادلة في الولوج إلى سوق الشغل ولا إلى أمور أخرى، وعندما سنصل إلى العدل فلن يكون هناك نقاش مماثل”.
وأضاف العماري في السياق نفسه “بما أن ابنته تقول أنها اجتازت المباراة بشكل قانوني، فأنا مع الذين يقولون “من خدعنا في الله انخدعنا له”.
وعن تراجع الحزب محليا وبالخصوص بمدينة طنجة قال العماري أن الحزب لم يتراجع بل العكس ، حصل تقدم على مستوى الأصوات المحصل عليها ، مقارنة بين الانتخابات السابقة التي حصل فيها حزب الأصالة والمعاصرة على 12 ألف صوت والاستحقاقات الأخيرة التي حقق فيها الحزب أزيد من 30 ألف صوت وهذا ما يعني أن حزب الجرار حسب العماري ، في المسار الصحيح ، وربط الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة لغة الأرقام هاته بالمغالطات التي تروج لها الجهات المعادية والحديث هنا حسب “العماري ” عن إخوان بنكيران الذين لايدخرون جهدا حسب رأيه في تغليط الرأي العام ومحاولة بعث ارتسام حول كون حزب الجرار فاز بمقاعد انتخابية بطرق ملتوية.
مردفا أنه التقى رئيس الحكومة في إحدى المناسبات وفاتحه في هذا الموضوع قائلا” قلت لنكيران ماتبقاش مرة أخرى تقول أن حزب الجرار فاز بأقل عدد الأصوات ، والا حتا أنا غنقول أنك فزت بأقل عدد الأصوات في إحدى الدوائر على مستوى مدينة سلا ، وحصلت في الأخير على رئاسة الحكومة.
و بخصوص الأخ الشقيق لالياس العماري ، فؤاد العماري و ترشيح الحزب له في الاستحقاقات البرلمانية المقبلة ، و عن ما راج من اضطراب في العلاقة بين الشقيقين ، أكد الياس العماري أن فؤاد هو أخوه ابن أمه و أبيه و أنه حاول استثمار معاناته فيه ليتعلم و يدرك مستقبلا نيّرا بعيدا عن السياسة ، حتى فوجئ بترشحه و ظفره بمنصب العمدة خلفا لسمير عبد المولى ، مما أثار حفيظته.
“فؤاد عمل بالسياسة غصبا عني” ،،،،، و بنبرة فيها الكثير من الحماية الأخوية و بنفس الآن من خيبة الأمل، أكد الياس العماري أن ترشحه للانتخابات الجهوية لم يكن يحتمل وجود العماريين معا، اما أن ينسحب فؤاد أو الياس من الساحة السياسية ، و قام بالفعل بتخييره ، مع العلم أنه لم يكن مستعدا لترك منصب رئيس الجهة حتى لا يقال أنه لم يترشح لأسباب بالتأكيد سيقوم الىخرون باختراعها ليثبتوا أنه غير قادر على المسؤولية ، الأمر الذي جعل الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة يصرّ على الظّفر بالمنصب و هو بالفعل أهل له حسب العديد من المتابعين للشأن السياسي .
و في سؤال لرئيس بيت الصحافة الدكتور سعيد كوبريت حول ادريس لشكر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي ، و نعت هذا الأخير للبام بالوافد الجديد ، أوضح الياس العماري ان إدريس لشكر لم يكن يقصد البام وهو يتحدث عن الوافد الجديد، يوم 21 يناير 2008، بل كان يقصد الحركة من أجل الديمقراطية، و ذلك لأن الحركة لكل الديمقراطيين أسست في 17 يناير 2008، وحزب الأصالة والمعاصرة تأسس في 8 غشت 2008، وأكد العماري أنه لا يعتبر بأن إدريس لشكر والأخوات والإخوة الاتحاديين قد يتفوهون بمثل هذا الكلام، وقال: “أنا عشت مع الاتحاديين مواقف مختلفة كانت تصل حد الإختلاف، ولكن الاختلاف والتصادم كان حول من يدافع أكثر على مصلحة المغاربة ومصلحة فقراء هذا البلد، أما اليوم فالاتحاد والبام، موضوعيا، يلتقيان في كثير من المواقف ووجهات النظر والقضايا الاستراتيجية، “إذن بالنسبة لي تلك المواقف الزمكانية أسمعها ولكني لا أستحضرها في التحليل الاستراتيجي”، -يقول الأمين العام للأصالة-.
توقف إلياس العماري في لقائه ب “بيت الصحافة” بطنجة عند حدث الاستثمارات الضخمة التي جلبها إلى الجهة التي يرأسها، داعيا إلى التركيز على نفعها للبلاد والعباد.
وقال العماري إن توقيعه على الاتفاقية التي جلبت المستثمرين الصينيين، تم أمام جلالة الملك وبحضور العديد من الوزراء المعنيين، لافتا الانتباه إلى أن حضوره ذاك تم باعتباره رئيسا لجهة طنجة تطوان الحسيمة، نافيا أن يكون لصفته الحزبية أي اعتبار في الموضوع،و شرح بالتالي العوامل الإيجابية التي تسلح بها في إقناعه المستثمرين الصينيين، بفضل ما تزخر به المنطقة من مقومات تجعلها صالحة و مناسبة لاستقطاب مشاريع ضخمة .
و أضاف العماري أنه لن يتوانى في جلب المزيد من رجال المال والأعمال من كل بلاد العالم مادام الهدف هو تحريك عجلة الاقتصاد وتوفير وظائف للشباب، مشيرا إلى أنه رئيس لكل المكونات السياسية بجهته، فضلا عن إحساسه بالمسؤولية أمام معارضيه قبل الذين صوتوا لصالحه.
وفي رده على ما جاء على لسان رئيس الحكومة بخصوص المشروع الصيني بمدينة طنجة، قال إلياس العماري في معرض حديثه خلال حلوله ضيفا على بيت الصحافة “كنت أتمنى أن ينشغل رئيس الحكومة بأمور كبيرة، ماذا تعني 10 ملايير دولار بالنسبة لرئيس الحكومة وهو الذي يدير قرضا قدره 40 مليار دولار، وبخصوص المشروع الصيني الضخم نفذت فقط ما تمليه علي مسؤوليتي كرئيس جهة وفي إطار صلاحياتي”.
وأضاف الأمين العام للأصالة والمعاصرة “على ذكر نقل المشروع من أسفي إلى طنجة، كان على رئيس الحكومة أن يذكر المصدر وأنا قلت قبل رئيس الحكومة بأن الوزير مولاي حفيظ العلمي اقترح على الشركة الصينية أسفي، أنا لا أتحدث مع الشركة الصينية، ولكني استقبلت السيد ليو هونغ كاي مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وهو الذي اشتغل على البرنامج وجميع الاتفاقيات المالية، عقدنا معه لقاء في مقر حزب الأصالة والمعاصرة، ولم يكن هناك توجه ضد القانون”.
وجدد العماري التأكيد على أن ما قام به يدخل في صميم الصلاحيات المباشرة لرئيس الجهة، و”الذين انتخبوني، يقول، تعاهدنا على أن نشتغل بشكل جماعي على مثل هذه الأمور، تحدثت مع مستثمرين وحكومات جهوية في الصين وغيرها لأنه لا يجب أن نضع بيضنا في نفس السلة، وعقدت لقاءات مع المسؤولين الأوربيين (20 سفير من أصل 22 أوربي)، وقلت في حضرتهم بأن الشراكة مع الصين ليست بديلا عن الشراكات مع بلدان أخرى، توصلت بما مفاده أن وزير مع الحكومة يقترح مدينة أخرى، قدمت احتجاجي وقلت أبدا، لأن النقاش مع الجانب الصيني كان على أساس طنجة (الميناء الضخم، المقومات في البنية التحتية)، ميناء سيصنف قريبا 18 على مستوى العالم، إضافة إلى الوعاء العقاري بالمنطقة، وهناك مدن أخرى حيث يمكن خلق مدن صناعية، يستطرد الأمين العام للبام” – يقول العماري-.
و عن تجربة ادريس بنزكري والعدالة الانتقالية، أكد الياس العماري متأثرا،أن بنزكري هو الرجل الذي قرأ التاريخ، تاريخ المغرب والعالم واستوعبه جيدا بكل تفاصيله المختلفة، و هو الرجل الذي كتب التاريخ من خلال الشجاعة التي امتلكها مع مجموعة من الرفاق حول حقوق الإنسان والمصالحة والتي أوصلوها إلى تجربة “العدالة الانتقالية”، وهو الذي كتب عنه التاريخ أيضا من خلال تجربة العدالة الانتقالية التي أصبحت تدرس اليوم في مجموعة من الدول ويقتدى بها في مدارس حقوقية رائدة عبر العالم.
وشأنا بانتخابات 7 أكتوبر اعتبر إلياس العماري أنها محطة من المحطات الحاسمة والمهمة بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة، ولكنها تظل عادية في نهاية المطاف كيفما كانت نتيجتها، ويجب أن تنتصر فيها التجربة الديمقراطية لبلادنا، لهذا نقول للحكومة أن تمارس الحكم ليس من أجل التحكم ولكن لتنتصر لمقاربة النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية.
و بنبرة قوية، قال العماري: “سأحارب القطبية حتى آخر رمق، فهي في التجارب الديمقراطية الراقية تنتج الفاشية والتطرف، لذلك بلادنا في حاجة إلى أكثر من 5 أحزاب قوية، والحديث اليوم عن قطبية تعني التوجه بالبلد إلى الهاوية، الحداثة في مواجهة الفكر المحافظ ليس فكرا أو منتوجا باميا محضا بل هو منتوج بشري كما هو الشأن بالنسبة للفكر المحافظ”.
و علاقة بالجدل المثار حول اقتناء رئيس جهة تافيلالت لسيارات رباعية الدفع لمسؤولي جهته التي تعدّ أفقر جهة بالمغرب ، قال الياس العماري أنه ما يشغل باله اليوم هو صحة المواطن وليس اقتناء “الكات كات”، مضيفا أن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة لن يقتني “الكات كات” ولا غيرها، و”ما يشغلنا اليوم هو أن نقتني سيارات الإسعاف لإنقاذ المرضى والنساء الحوامل، والوصول إلى أبعد المناطق في أقاليم الجهة التي تعاني خصاصا مهولا من حيث المرافق الصحية والتجهيزات الاستشفائية، فصحة المواطن قبل كل شيء بالنسبة لنا”، -يقول العماري-.
بخصوص تجديد الدعوة لفتح نقاش حول مسألة الكيف،أكد العماري أنه لم يتفوه بكلمة تقنين ، و ليس هذا هدفه ، ويضيف “قلت يجب أن نتحدث عن هذه الإشكالية وأن لا نصمت، هذا الصمت هو الذي يتسبب اليوم في تعميق المشكل أكثر فأكثر ومساحة الأراضي التي ترزع فيها النبتة تمتد أكثر فأكثر، فهؤلاء المزارعين عندما نحتاجهم لأغراض معينة ، فيصبح آنذاك الأمر حلالا و متاحا ، لكن عدا مصلحتنا فيهم ، تصبح حياتهم حراما في حرام “.
واعتبر أن النقاش حول الكيف كان بغرض العرض على العلماء والأساتذة في المختبرات المتخصصة ومؤكدا أنه مستعد كرئيس جهة لتوفير الإمكانيات اللازمة من أجل الوصول إلى إخراج نصوص قانونية في حال ما ثبت أن هناك فوائد لهذه النبــــتة.
ونوه العماري إلى أنه مع تسعينيات القرن الماضي بدأت عملية تبادل الكيف بالمخدرات القوية واليوم انطلق تبادل الكيف بالسلاح مع انتشار الحركات الإرهابية، وتشابك خيوط هذا الثلاثي الخطير: المخدرات+ السلاح+ الإرهاب، و ستكون له تبعاته والتي من تجلياتها مستقبل غير آمن.
و تنوعت المواضيع والقضايا التي تطرق إليها إلياس العماري وأجاب عنها مساء يوم الأربعاء 29 يونيو ، في “بيت الصحافة بطنجة” ما بين السياسي والتنظيمي والإعلامي والشخصي والثقافي، و تهتم سلسلة لقاءات بيت الصحافة باستقطاب رموز الساحة السياسية بالمغرب ن بالخصوص في انتظار الاستحقاقات البرلمانية المقامة في 7 من أكتوبر المقبل.