الوالي اليعقوبي كسب التحدّي بمباركة الملك و جعل من طنجة مدينة يشتهيها كل مواطن و سائح .. فلنحافظ عليها
جريدة طنجة – لمياء السلاوي (الوالي اليعقوبي كسب التحدّي )
الثلاثاء 12 يوليوز 2016 – 09:35:15
طوال تاريخ طنجة ما بعد الاستقلال، كان الناس يعانون الكثير مع السلطات، لأنها مدينة ظلت مغضوبا عليها لعقود طويلة، واليوم تبدو الأشياء قد تغيرت، و في ظل هذه التغيرات هناك مفارقة عجيبة، فالسلطة، التي يمثلها الوالي، كان يفترض أن تثير نقمة الناس وغضبهم بسب التسلط المرتبط بصورتها على مدى العقود الماضية، لكن العكس هو الذي يحدث اليوم..
الطنجاويون متفائلون بواليهم الجديد، الذي ما فتئ يعطي إشارات على أنه لم يأت ابتغاء المنصب ، بل جاء ليعيد قطار التنمية إلى سكته، و تصحيح ما أفسدته السياسات المتعاقبة على تسير و تدبير شؤون المدينة، وإعادة عروس الشمال لوهجها و ريادتها، الأكيد أن مهمة الوالي لم تكن بالسهلة، وفي نفس الوقت هي لم تكن بالمستحيلة، خاصة أن العارفين بخبايا تسيير الشأن العام واعين تماما أن مناصب المسؤولية بطنجة، إما أن تذهب بك لتولي مسؤوليات اكبر في حالة نجاحك، وإما أن تضيع عليك الفرصة في الرقي في حالة فشلك.، و هنا كسب محمد اليعقوبي التحدي و جعل من هذه المدينة مدينة الأضواء بامتياز و هنا يأتي دورنا نحن ، دور المجتمع الذي سيتعامل مع هكذا مرافق و امكانيات متقدمة و فريدة ، دورنا نحن ، لنحافظ على جمالية مدينتنا، و نساعد على جعلها دائما عروسا كما عهدناها منذ عشرات السنين.
لنحافظ على طنجة في حلتها الجديدة، علينا أن نعي بضرورة التخلق بأخلاق المواطن الصالح، المحب لمدينته ، المحافظ على نظافتها، و هنا نؤكد على النظافة ، لأنها اللبنة الأولى لعدم كبّ كل المجهودات التي قامت بها السلطات الوصية في الرمال الهاوية.

رمي القمامة من قبل المواطن بالشوارع بشكل عشوائي على سبيل المثال ..هي من السلوكات السيئة جدا التي اعتاد أغلب المواطنين عليها ، و ذلك مع التأكيد أنه راجع لعدة ظروف اجتماعية و نفسية تجعل هذا المواطن يفقد احساسه بحب الوطن والعمل على جعله من أجمل الأوطان ، فيه اسقاط نفسي من خلال الحقد والازدراء بعدم وجود العدالة الاجتماعية ، لذلك يرى خبراء نفسيين في هذا الموضوع، أنه نوع من الانتقام والاسقاط النفسي.. واصلاح هذا الخلل النفسي هو تحقيق العدالة الاجتماعية.. فكلما انخفضت الفوارق لابد ان يشعر المواطن بمواطنته وحبه للبلد ولا بد ان يحافظ على مدنه ويعشقها ولا يسيء اليها في تصرفاته.
التربية الأسرية أيضا تشكل عاملا مهما في تصرفات الفرد تجاه النظافة والحفاظ على البيئة والصحة العامة والمجتمع الطنجي فيه شريحة واسعة لديها نقص كبير اجتماعيا وثقافيا.. وهذا هو السبب في انتشار القذرات والأوساخ في المدينة… وعلينا أن نعالج القضية من خلال المدارس بكافة مراحلها وحتى الجامعات التي ترى فيها شباب كثيرون يتصرفون بهذه العشوائية تجاه مدينتهم.. وليس الحل هو انتظار الفرج من السلطات ، السلطات الآن عملت ما عليها ، و الدور دورنا نحن ساكني هذه المدينة.

كل تصرف لأي فرد بالمجتمع ينبع من بيئته الأسرية ونشأته.. فهذان لهما تأثير كبير في اسلوب حياة الفرد بالمجتمع.. فالطفل حين يشاهد أسرته غير نظيفة ولا تنصحه بحماية بيئته ونظافتها يقوم برمي الأوساخ بطريقة عشوائية في منزله..، و بالتالي تظهر هذه التنشئة طبيعية في تعامله مع البيئة الخارجية.. سواء في حيّه أو في المناطق العامة.. ومع الأسف قضية رمي الاوساخ بعشوائية في الشوارع هي حالة عامة في مجتمعنا .. ويحز في نفوسنا أن نرى أحد السائقين وهو يرمي عبوات زجاجية بعنف في الشوارع متقصدا أن تتهشم في وسطه.. ربما انه كبت في داخله يحاول تفريغه.. انها دعوة للجميع أن يحتفظ الجميع بالقمامة حتى يصلوا الى اي حاوية ويضعوها فيها.. الآن بدأت تتوفر هذه الحاويات و بكثرة .. فلنكن أكثر وطنية وحبا لمدينتنا ونحافظ عليها..