أضواء على أحياء طنجة القديمة – دار عبد الله كنـون للثقافـة – حي القصبـة
جريدة طنجة – محمد العربي بن رحمون ( كتاب : نظرات طنجة إلى الماضي.لمؤلفه الصايغ )
الأربعاء 27 يوليوز 2016 – 16:14:11
• في فترة الحماية، عمل هوبير ليوطي أول مقيم عام للحماية بالمغرب على تحنيط المخزن إلى حد جعله مطابق لنظرته الأنترولوجية، وأعاد عددا من أفراده إلى أصولهم الأولى وفي تلك الفترة عاش المخزن على ما يجود عليه نظام الحماية قبل أن يجد نفسه مضطرا للالتحاق بحركة التحرير الوطنية ابتداء من عـام 1944..
وكل الطنجاويين يعرفون دار كنون تلك الإقامة العتيقة التي كان يسكن تحت سقفها تلك الشخصية البارزة منذ قدومه مع عائلته من فـاس، هروبا من وطأة الاستعمار الفرنسي الذي احتل المغرب سنة 1912. وبفضل جمعية البوغاز ومؤسسة كنون سيتم ترميم تلك الدار الكائنة بزنقة عبد الصمد كنـون على رأس زنقة رياض السلطان (الزنقة الطويلة) وسيطلق عليها المركز الثقافي دار سيدي عبد الله كنون، حيث تم فتحها في وجه جمعيات جـادة والتي تمتلك مبادرات ومشاريع هادفة في اتجاه التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لمدينة طنجة خاصة العتيقة. ويقول الأستاذ محمد الريسوني رئيس مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي بجريدة العلم “الهدف من إعداد هذه الدار وتسميتها بدار كنون للثقافة هو تخليد ذكرى هذه العائلة وجعل المنزل الذي كانت تقطنه، معلمة ثقافية بمدينة طنجة ومتحفا من جهة أخـرى يضم صورا وأعمالا خاصة بالعائلة ومؤلفات أبنائها، ثم كذلك حافظة للذاكرة الوطنية بطنجة، باعتبار أن الفقيه العلامة عبد الله كنون، كان رئيس وقائد رجال الحركة الوطنية بطنجة وممثل الكتلة الوطنية عند إحداثها في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي”.
وسيدي عبد الله كنون وهو على رأس رابطة علماء المغرب، اتخذ موقفا من دستور 1962 وعبر عن رأيه في مقال صدر في جريدة الميثاق رأي له أهمية سياسية وتاريخية ولارتباطه بالدفاع عن اللغة العربية وضرورة التنصيص على عروبة المغرب ووحـدة المغرب العربي، وألح على أن قوانين الدولة يجب أن تستمد من الشريعة الإسلامية، وأن ولاية العهد يجب أن تقرن بالبيعة التي هي شرط أساسي في الإمامة العظمى.
وبعد أن اختفى المخزن في فترة الاستعمار وتم إدماجه داخل هياكل الدولة الاستعمارية وأثناء الإعداد لدستور 1962، نادى سيدي عبد الله كنون بالتنصيص على أن الملك الضامن للوحـدة والاستقرار والأمن وحامي الدين وأن المملكة المغربية دولة إسلامية وأن النظام الملكي والدين الإسلامي لا ينالهما التغيير واستمرت الخطوط شيئا ما إلى دستور 2011 بإضافة الاختيار الديموقراطي وهو الدستور الذي حقق مكاسب مهمة بفضل هذا التراث الفكري والسياسي لرجالات استوطنوا هذا الحـي العتيق من مدينة طنجـة، حي القصبة. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظـر.
ونختم بهذه الكلمة للأستاذ النقيب محمد مصطفى الريسوني، رئيس مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي، بأن دار كنون للثقافة معلمة استثنائية وهي إن لم تكن الأولى في المغرب، فإنها ستكون نموذجـا يحتذى بها وخاصة بالنسبة للعائلات العلمية والوطنية ورجال المقاومة وجيش التحرير، حتى تكون هناك في المغرب متاحـف ودور لبعث الوعـي والروح الوطنية في أبناء المغاربة عموما والشباب منهم خاصة، بدل بيع مثل هذه الدور لإقامة رياضات المجـون والفسق والفجـور
يتـبـع