أحكام فرانكفونية نهائية ضد لسان النّبي صلى الله عليه و سلم
جريدة طنجة – مصطفى البقالي الطاهري* ( اللغة العربية )
الجمعة 15 يوليوز 2016 – 12:18:37
ولم تكن المتّهمة سوى لُغتنا العربية العظيمة التي استوعبت كلام الله والتي كان يتكلم بها الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم الذي برسالته استطاع البعض أن يصل إلى سدة الحكم باسم دينه وباسم لغته .
إن التُّهمة كانت تتلخص في أن لغة القرآن لغة ميتة متخلفة لا تصلح للعصر ولا للتقدم ، لذا ينبغي الحكم عليها بالإعدام مع تأجيل التنفيذ قليلا .. وفي انتظار ذلك يحرم عليها اقتحام كثير من الميادين تبعا لفتوى فقهاء الفرانكفونية الذين أفتوا وقالوا: إن هذه اللغة ستموت تلقائيا إذا أبعدت ولم تستعمل كما يستعمل الفرنسيون المستعمرون لغتهم في كل الميادين وفي كل مجالات الحياة، ناسين أن الله تعالى يقول في قرآنه العربي: “ وإنا له لحافظون“ متحديا المنافقين والمذبذبين وعملاء السوء والمنسلخين عن هويتهم الوطنية .
لقد كانت تلك الفتوى زبدا على عسل بالنسبة للنافذين الذين لا يفتر لسانهم عن مدح وتمجيد لغة ليوطي وتلقين ذلك لأبنائه حتى أصبحوا يعتقدون أن لا عيش لهم بدون هذه المحبوبة الشقراء ذات العيون الزرق واللون الأبيض التي غدت أوكسجينا لهم .
و انسجاما مع أنفسهم أصدروا الأوامر بالوقوف في وجه لسان النبي ) ص ( ومنعه من أن يقتحم :
– كلية الطب .
– كلية العلوم .
– كلية الهندسة .
– كلية الاقتصاد والتجارة .
– الكلية أو الأكاديمية العسكرية .
– جل الإدارات العمومية .
– القطاع الخاص … الخ .
من هذا المنكر يمكن أن نقول جميعا .. إن أي بلد اجتمعت فيه هذه الشروط ويزعم أنه مستقل يكون إما أنه لا يعرف معنى الاستقلال أو أنه يتظاهر بالاستقلال وقلبه وجوارحه مستعمرين أو أنه يخفي سبحة الشيخ ليوطي تحت عباءته مكررا ومرددا عن طريقها تعويذاته ومقولاته الرامية إلى نبذ لغة الضاد وتهميشها ومحاربتها ..
إن هذه الظواهر تجعلنا استثناء غريبا لا نعثر عليه في جل البلدان، فلا نجد ذلك في إسرائيل الغاصبة ذات اللغة التي كانت بالأمس ميتة .. ولا نجده عند شعب غزة المحاصر ولا عند سوريا ولا عند تركيا ولا عند إيران ولا عند الكوريتين ولا .. ولا .. ولا .. الخ .
ماذا دهانا هل إن هؤلاء لم يكونوا مستعمرين مثلنا، هل إن هؤلاء أفضل منا .. بل هل إن الفرنسي المستعمر المتعصب للغته “المحتضرة” أفضل منا ؟ كيف يعقل أن حكامه ، حماية للغتهم، يصدرون قوانين صارمة للحفاظ على اللغة والهوية وحكامنا ما زالوا يحلمون بلغة ) فريري جاكو ( ويزرعون فينا عدم الثقة بلسان النبي محمد ﷺ رغم أنهم يتكلمون عن السنة ومذهب الإمام مالك فهم عوض الميل للغة نبيهم ولغة إمامهم مالك مالوا للغة الشيخ ليوطي المستعمر المجرم قاتل المجاهدين ..
و في آخر هذه السطور لا بد أن أهمس في آذان حواريي ليوطي أدعياء الفرانكفونية: “ إن الأمم لا تتقدم ولا تبرز إلا بلغتها الرسمية المختارة “ .
اسألوا عن هذا الإسلانديين والهولانديين والفلامانيين والكوريين و.. و.. وكل الأحرار في العالم : تعلموا من هؤلاء لعلكم تفقهون …
* الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية فرع طنجة