بتوصيات رفيعة المنظمة المغربية للإعلام الجديد تنهي ندوتها الدولية بالرباط
جريدة طنجة – محمد سعيد السوسي ( توصيات المنظمة المغربية للإعلام الجديد)
الأربعاء01 يونيو 2016 – 12:35:31
وعرف انطلاق الندوة الدولية يوم 20 ماي حضور عدد من الأسماء الاعلامية والأكاديمية والفنية البارزة على الصعيد الوطني والدولي (خالد مشبال، أحمد قروق، عبد الحميد البجوقي، أحمد الخمسي، الصديق معنينو، عبد الباري عطوان، أمينة السوسي، محمد نوري، أحمد بن يسف، حسن الجندي، أحمد افزارن…)، حيث افتتح الدكتور الطيب بوتبقالت الندوة بالترحيب بالحضور وعرض أهم المحاور التي ستناقش والتي اعتبرها فرصة للمشاركين من أجل التفكير وتبادل الخبرات حول مختلف القضايا المرتبطة بالإعلام الوطني والدولي، من خلال استعراض القوانين الوطنية والدولية المتعلقة بهذا المجال، وكذا مناقشة واقع تحديات الاعلام في أفق بلورة رؤية مشتركة لتعزيز دور الاعلام على المستوى الوطني والدولي، وبعد ذلك أعطيت الكلمة لكاتب عام وزارة الاتصال محمد غزالي الذي نوه بتنظيم مثل هذه الندوات التي تعكس الإرادة الجماعية لمهنيين وإداريين وباحثين في مجال معالجة القضايا المتعلقة بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة وتأثيرها على المشهد الإعلامي المغربي في ظل الثورة الرقمية التي جعلت العالم ينفتح على عصر جديد، ما يزال في طور التشكل، وهو ما سينعكس بشكل متزايد على منظومة القيم، وكذا على أنماط الإنتاج والاستهلاك وعلى علاقات الأفراد وجماعات تشكيل الرأي بصفة عامة.
وكان منظمو الندوة قد قسموا محاور النقاش إلى خمسة أقسام تمحورت حول “المشهد الإعلامي المغربي تحت المجهر” و”الترسانة القانونية ومنظومة أخلاقيات المهنة” و”الإعلام في خدمة المجتمع” و”الرهانات السوسيوثقافية وإشكالية التدفق الإعلامي” و”التكوين والتكوين المستمر في مجال الإعلام والاتصال”.
وكانت جلسات النقاش فضاء متميزا تم فيه عرض مختلف الأراء والتجارب المرتبطة بالتحول الذي يعرفه المشهد الاعلامي سواء على مستوى المغرب أو في ارتباطه بالتطور العالمي الذي يبشر بعصر جديد في مجال التواصل والاعلام وكيفية مسايرة هذا التطور مع الحفاظ على القيم والأخلاقيات التي تم التأسيس لها سابقا والتي جعلت من الصحافة رسالة نبيلة لخدمة الانسانية والقضايا العادلة التي تؤدي الى تطور ورفاهية الانسانية، كما تم استعراض مخاطر هذا التطور التكنولوجي الرهيب وتهديده للقيم والأخلاق واستقرار الشعوب…
كما لم يفت المشاركات والمشاركين في ورشات الندوة الدولية والذين قدموا من عدد من الدول التي مثلت تجارب إعلاميات وإعلاميي أربع قارات (تونس، مصر، فلسطين، الامارات العربية المتحدة، إيطاليا، إسبانياـ فرنسا، الكونغو كينشاسا، الاكوادور، كولومبيا، الولايات المتحدة الامريكية، الصين والمغرب) وضع مجموعة من الخلاصات أثناء نقاشاتهم وتحاليلهم التي وصلت إلى حوالي ثمانين تدخلا، أوصت في أغلبها باستمرار مبادرة المنظمة المغربية للإعلام الجديد وتطويرها للرقي برسالة الإعلام والحفاظ على مضمونها النبيل والانساني.
وصباح يوم الاحد 22 ماي، عرض قيدوم الاعلاميين المغاربة الأستاذ “خالد مشبال” التوصيات والخلاصات التي انتهى إليها المشاركون والمشاركات في الندوة الدولية حول الإعلام المغربي ورهانات المستقبل، والتي صيغت على الشكل التالي :
بعد التحليل المنهجي الرزين و المناقشة المستفيضة المسؤولة لمحاور هذه التظاهرة الإعلامية الهادفة إلى الرقي بالإعلام المغربي إلى مستوى عال يجعل منه رافعة أساسية للتنمية المستدامة ببلادنا، و يمكنه من مواجهة تحديات العالم المعاصر، جاءت توصياتها كالآتي :
– التنويه بالدعم المادي و المعنوي الذي قدمته وزارة الاتصال بهدف تنظيم هذا الملتقى الهام في إطار اتفاقية الشراكة مع المنظمة المغربية للإعلام الجديد،
– اتخاذ هذه الندوة الدولية كدورة أولى للملتقى السنوي للإعلام المغربي و رهانات المستقبل،
– إيلاء المزيد من الاهتمام و رد الاعتبار لنساء و رجال الإعلام ببلادنا،
– تنظيم المناظرة الوطنية الثانية للإعلام و الاتصال بمناسبة مرور 25 سنة على انعقاد المناظرة الأولى،
– تفعيل و تعزيز الترسانة القانونية المتعلقة بحماية الملكية الفكرية و الأدبية في كل المجالات، و لاسيما في مجال شبكات التواصل الاجتماعي،
– الحرص على شفافية و نزاهة انتخاب -و ليس تعيين- أعضاء المجلس الوطني للصحافة،
– تفعيل مقتضيات الفصلين 27 و 125 من الدستور المتعلقين بالحصول على المعلومات و الحق في المعلومة،
– تشجيع كل جهود و مبادرات هيئات المجتمع المدني الرامية إلى المساهمة الجادة في تحصين المتلقي المغربي من انزلاقات الإعلام الإلكتروني،
– العمل على ترسيخ و تعميم ثقافة أخلاقيات المهنة في الوسط الإعلامي المغربي،
– إدراج مادة “التربية على وسائل الإعلام” ضمن المقررات الدراسية للثانويات المغربية،
– إحداث كلية للترجمة و علوم الإعلام ذات المستوى العالمي الرفيع،
– إحداث قرية إعلامية متوسطية بمدينة طنجة مساهمة في ربط وتمتين العلاقات الإعلامية و الثقافية بين مختلف مكونات المجتمع المدني في حوض البحر الأبيض المتوسطي
– حث و تحفيز وسائل الإعلام المغربية من أجل تكثيف المزيد من الجهود للدفاع عن قضيتنا الوطنية الأولى باعتمادها الاستراتيجيات الاستباقية،
– مناصرة القضايا الدولية العادلة، و على رأسها القضية الفلسطينية، و مناهضة كل أشكال التمييز و التطرف.
و في الختام، تؤكد المنظمة المغربية للإعلام الجديد إرادتها على العمل بكل إخلاص و تفان من أجل المساهمة في كل المبادرات الهادفة إلى الحفاظ على مقومات الهوية المغربية طبقا للمقتضيات الدستورية الآتية :
” … إن الهوية المغربية تتميز بتبوإ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، و ذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح و التسامح و الحوار، و التفاهم المتبادل بين الثقافات و الحضارات الإنسانية جمعاء. و تؤكد تشبثها بحقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها عالميا”….