يوم دراسي حول البيئة وتقوية الوعي بضرورة المساهمة في الحفاظ عليها
جريدة طنجة – م.ب ( جمعية “رنشهاوسن” )
الأربعاء 22 يونيو 2016 – 09:55:13

و عندَ الزَوال وبعد الكلمة الترحيبية لرئيس جمعية رنشهاوسن انطلقت على الساعة الرابعة أشغال الندوة، استهلها الأستاذ مصطفى سيدي بنصالح بإلقاء كلمة شاملة حول أهمية البيئة باعتبارها تهتم بالدرجة الأولى بمحاربة مخاطر التلوث وتعتبر من العلوم التي تهتم بالكائنات الحية في علاقتها مع المحيط وألح على احترام منظومة قيمية ومعرفية وسلوكية فضلا عن وضع نظام للمحافظة على البيئة يتضمن قواعد دنيا في حالة تجاوزها يختفي الكائن الحي ويحصل خلل في الطبيعة.

وكل بعد ذلك في المنصة الدكتور الحبوش العياشي، حاصل على دكتوراه الدولة في دراسات الثقافة المغربية والتراث الشعبي البهلواني، فقد تكلم عن المدينة وعلاقتها بالبيئة منذ عصر النهضة الأوروبية، مرورا بمرحلة الأنوار والثورة الصناعية، مُبــرزًا أنّ المدينة تَنفلِتُ من تَصَــوُرات ومَفـاهيم المِعمــاريين خـاصــة فيما يتعلق بــالتَجمُعــات الحَضَـريـة المعمـــارية الكُبْــرى وأنّ مُنظري النَمــاذج الجديدة للمُدُن الذَّكية لَــمْ يعطــوا للثَقـافــَة حَقّهـا بـل تـاهـــوا في فوضى العقار عـاجـزيــن عن إبداع أشكـــال معمـاريـة تتنـــاسَب والأبعاد الإنسانية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بالحداثة والفكر الحديث. هذه التطورات والتحولات تطرح فعلا أسئلة على الفكر ليظل لهذا الأخير حق بناء التصور وحق اتخاذ الموقف من أجل بيئة تضمن جودة الحياة لها مصدر محدد واصل معترف به قابل للاعتراف بالآخر. وأخيرا تدخل رئيس جمعية عين قطيوط للقراءة والتربية وأكد أن مشروع “رنشهاوسن” يطمح الى تكريس مدينة طنجة وتصنيفها ضمن الإرث الإنساني العالمي يخولها ليس فقط الاعتراف الدولي ويضمن لها ازدهارا سياحيا جديدا بل أيضا يرسخ قيمة تراثية وتاريخية، لأنه بدون ذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان والعالم. هذا العالم ينتظر منا فقط أن نشعر نحن أن مستقبل طنجة البيئي والحضاري والتاريخي والتراثي، قبل أن يكون مسؤولية السلطة الإدارية أو السلطة المنتخبة هو مسؤوليتنا..
