نصوص عربية بلهجة عامية عرائشية -5-
جريدة طنجة – محمد وطاش ( Textes Arabes de Larache )
الخميس 16 يونيو 2016 – 14:41:54
•في نفس الفترة من السنة الفارطة نشرنا ضمن هذا الركن سلسلة حلقات من كتاب () نصوص عربية طنجة/ تحت عنوان ” نصوص طنجوية منسية سجلها وليام مارسيه بأمانة علمية”وهي نصوص شفاهية غير مدونة، نقلها سماعا عن بعض أهالي المدينة، إبان نزوله عند ابن جلدته “م.م جيلز “لقضاء عُطلته الصيفية بطنجة؛ فَصنّفَها ودَوّنها في كِتـابهِ الآنف الذّكر، وهو من منشورات مدرسة اللّغات الشـرقية الحيّة ببـــاريز (طبعة1911).
وفي ذات السياق سننشر كتـابـًا مُماثلاً يحمل عنوان” نصوص عربية بـاللّهجةِ العامية العرائشية” من ترجمة وتصنيف المُستشرق الإسباني ” ماكسيميليانو آلاركون سانتون” أنجزه إبّـانَ إقـامتهِ المُـؤقتة بمدينة العرائش. والنُسخَــة الأصلية من هذا الكتاب (طبعة1913)، فهي محفوظة تحت عدد 149 بالمكتبة الوطنية الإسبانية بمدريد .
وحسب ماهو وارد في معجم ” الأعلام”للزركلي ف : “ماكسيمليانو أوغسطين آلاركون صانطون، مستشرق إسباني ولد في لاروضا بالبشتا/ ألباصيطي، تعلم بجامعة برشلونة، وتخصص في الدروس العربية (1904) ، وقدّمَ أطروحة الدكتوراه في مدريد (1920)،وكان مدرسا للعربية في المدرسة التّجـــارية بمالقة (1911) ، وفي برشلونة (12) وفي جامعة غرنـــاطة(22) وسلمنكة (23) وأستــاذا للعبرية في برشلونة(27)ثم للعربية في جامعة مدريد(32)، له دِراسة في اللّهَجات الإسبانية، والمراكشية (أي المغربية)وصنّفَ النصوص العربية والأعجمية العامية في مدينة العرائش، طبع ونشر “سراج الملوك” للطرطوشي/طبعة عربية بترجمة إسبانية ؛ و بتَعـاون مع بعض زملائه وضع فهرس المخطوطات العربية والأعجمية في مكتبة جمعية الأبحاث في مدريد، وطبع ونشر” الوثائق العربية الدبلوماسية في محفوظات مملكة آراغون”-طبعة مدريد-غرناطة(1940).
وإضافة إلى ما ذَكره الزركلي عن الرجل في الجُزء السابع من “معجم الأعـلام ” ،فنجيب عكيفي في “موسوعة المستشرقين” ذكر أن ماكسيميليانو:”…تضلّعَ في العربية على يد الأب أسين بلاتيوس… ووضع بمعاونة جونتاليث بالنثيه وأويثي ” فهرس المخطوطات العربية والأعجمية في مكتبة جمعية الأبحاث العلمية بمدريد…ونشر بمعاونة “جونثاليث بالنثيه ” قطعة من كتاب” الصلة” لابن بشكوال (مدريد1920).وبمعاونة غيره “حرب المغرب” لمؤلف مراكشي(مغربي) معاصر(1920)،وله” الأثر الإسلامي في الصوتية الحديثة “(تكريم مينندت بيدال- 1925).
و نَظَرًا لمَكَـانـة الرجـُل العلمية ومَساعيهِ الحميدة في جَمع وحفظ عَدد من النصُوص العربية وتدوين حكايات شعبية عرائشية شفاهية وبعض العادات المغربية، سننشر عبر سلسلة حلقات كتابه المعنون بما نص ترجمته “نصوص عربية باللهجة العامية العربية” وهو الكتاب الذي أنجزهُ إثر إقامتهِ المُؤقتة بمدينة العرائش.
فَقِراءة مُمْتعة ومُفيدَة.

واحد النهار قال للمراة ذيالو: “…البارح أنا نايم وشفت فى المنام بعثني الله كنصاد ؤطلعت واحد الصندوق من الما، وفتحتو،مناين فتحتو جبرتو مالي باللؤلو والمرجان، أنا هكذاك وهي ضربتني الفيقة نضت ؤقلت سبحان الله آش هاذا المنامة اللي حلمت خير وسلام”.
وبقات في قلبو ذاك المنامة حتى الاغدا فى الصباح..ارفد السلة والقصبة، ومشى يصيد، هود على واحد المهبط اللي كيصيدوا فيه الناس، وطلع فوق واحد الحجرة كيقولوا لها “كف حمام”، وطلع فوق منها وجلس، قال: “باسم الله” و دلى القصبة ،مناين طلعها غلب عليه الحال بالثقال اللي ثقلت عليه القصبة، وهود للبر وحبس الخيط فى يدو وبدا يجر، وهو كيجر يظهر لو الصندوق حصل لو وخرجو وقال: “هذا رزق الوليدات” ،كان كيحسب لو فيه الفلوس . فتحو وهو يجبر فيه صبي صغير؛قال: “باسم الله”، رفدو واداه لدارو ؛قال لمراتو: “يا بنتي ، وانا كنصاد طلعت صندوق وجبرت فيه هذا الصبي، ؤدابا حتى احنا ما عندنا عيال، هاكي ربيه”.
سارت مدة من الزمان حتى كبر وبدا يمشي للجامع وبدا يقرا القران وحفظ قواعد الإسلام كلها ؛والحوات فراح بالزاف؛واحد النهار، قال للمراة ذيالو: “دابا أنا غادي نمشي للبحر نسترزق الله»، قالت لو: “سر الله يجيب التيسير”، ومشى يصيد .جلس واحد الساعة من الزمان وهو طلع القصبة، وطلع القرد ذالبحر ،طلعو وبدا يتعجب فيه وكيقول: “سبحان الله العظيم”، وهو كيقول هكذاك وذاك القرد هدر معه حتى قفز الحوات من كثرة الخوف، وذاك القرد ذالبحر قال لو: “يا الحوات غادي نقول لك واحد الكلمة، إلى طلقتني نغنيك إلى غناك الله، ؤدابا إلى خفت مني نعطيك العهد اللي ما يتقاضى ولا ينتهي”، قال لو: “رضيت يا ولدي”، قال لو: “اللي نقول لك تعملو”، قال لو: “نعملو”، وشبك يدو مع يدو وقال لو: «هذا عهد الله بيني وبينك إلى طلقتني؟، قال لو: “نطلق نطلق”، ومشى ذاك القرد ذالبحر والحوات كيعطيه العين حتى للنص ذالبحر، وتعلى وغطى فى قلب البحر ووصل للمحل ذيالو، ودخل وجبذ القنديل ذالصداق اللي خلاه باباه لاماه وطلع على وجه الما وجبر الحوات باقي كيستناه، ؤقال لو: “هاك هذا العهد اللي كان بيني وبينك”، ؤقال لو: “فى كل عشية شعل اربعة ذالفتايل من هذا القنديل”، ؤقال لو: “الله يهنيك”، ومشى الحوات فرحان لدارو لعند اولادو ؤقال لهم: “ربي رزقني واحد الرزق كبير” .قالوا لو: “اشنهو”، قال: “واحد القنديل غادي نبقى نتفرج به”.
ودوز ما تيسر وقربت العشية وجمع اولادو، وشد عليه الباب ذالدار باش ما يسمعو حتى واحد من الجيران، ؤجلسوا مجموعين ،حطوا القنديل قدامهم مربع اربعة اركان ،وشعل النوبة الاولية والثانية والثالثة والرابعة، الزوج الاولين خرجوا زوج ذالبنات حابسين طباق فى يدهم وكل واحدة منهم عملت فى الطبق مية مثقال ،هذا الوصف الاول، والزوج الاخرين خرجوا زوج ذالبنات ثاني، واحدة منهم حابسة العود والاخرى حابسة الكمنجة وخرجوا وقالوا: “مرحبا بالحوات اهلا وسهلا اعطاك الزمان وارخى لك الدهر العنان،، وناضوا البنات وبدوا يشطحوا والآلة خدامة والترنيم ،حتى كيهود الطير من السما يتصنت على الحوات. وكل واحد من الناس اللي كيدوز من الحومة كيسمع ذاك النغمة حتى كياديه النعاس..
واحد النهار ساق القاضي الخبر، وقالوا لو: “يا سيدي نعلموك بواحد الحاجة”، قال لهم: “اشنهي؟” قالوا لو: “واحد الراجل كان حوات فقير ؤدابا كندوزو من باب الدار ذيالو كنسمعوا فى كل ليلة الآلة خدامة وذاك النغمة اللي كنسمعوا عمرنا ما سمعناها حتى عند السلطان”، والقاضي قال لهم: “هذا الشي صحيح؟”، قالوا لو: “صحيح”، ؤعيط للعبد ذيالو وقال لو: “تحتاج تمشي مع هذا الناس لدار الحوات وتعلمو،تقول لو كيقول لك سيدي تجي لعندو”؛ ناض العبد ومشى ودق على الحواتؤقال لو: “تكلم لسيدي”، قال لو: “اشكون هو سيدك؟”، قال لو: “القاضي” والحوات مناين سمع ذاك الشي تقرس قلبو وقال لو:” يا الله”. ومشى معه حتى وصل لقدام القاضي وطاح عليه وقال لو: “السلام عليكم يا سيدي”، قال لو: “وعليكم السلام والتحية والاكرام”، ؤقال لو: “بارك الله فيك كنحب منك فابور، سمعت شي خبر من عند الناس كيقولوا لي هذي ثمان ايام باش كيسمعوا واحد الحاجة عندك ودابا كتحتاج تجيبها نتفرجوا بها”، وبدا يخمم الحوات وما جبر ما يقول لو قال لو:”يا سيدي واخا نجيبها”.
خرج الحوات للدار ذيالو ورفد القنديل واداه للقاضي باس يتفرج به حتى وصلو للدار ؤقال لو: “يا سيدي ها هو”، وقال لو: “غدا إن شا الله أجي من موراه” وذاك النهار اللي جابو لو قرب الليل، ومناين قرب الليل عيط للجاريات ذيالو وللخدم وجلسوا فوق الفرش منول من كل شكل، وجلسوا واكلوا وشربوا ووراه الحوات الحكاية ذالقنديل للقاضي، ومشى فى حالو والقاضي بقى هو والنسا ذيالو وحبس القنديل، ؤجابو قدامو وشعل الوقيدة وشعل النوبة الاولية والثانية والثالثة والرابعة، وهما خرجوا العبيد وبركوا على القاضي بالعصا حتى كان غادي يموت وكيقول:” أتقوا الروح” وفى الاخر جمعوا يدهم، وقالوا لو: ” دابا قرب الوقت الله يهنيك”، وقالوا لو: “دابا ادي ما تعود للاخرين”.
ومناين طلع النهار صبح القاضي موهن بالعصا وسيفط للسلطان وقال لو: “واحد الفراجة كبيرة تفرجت بها البارح ؤدابا أنا كنهديها لك هاذ الليلة تتفرج بها وتردها لي”، وسيفطها للسلطان والسلطان فرح غاية، ومناين وصل وقت الليل جاب القنديل قدامو ثاني وشعلو على القاعدة وشعل اربعة ذالفتايل وهما خرجوا اربعة ذالعبيد محرفين بالزرواط ؤقالوا لو: “مرحبا بك يا السلطان نهارك سعيد غادي تاكل ما قسم لك الله من عندنا”، ؤبركوا عليه من تسعود ذالليل بالعصا حتى للواحدة ذالليل ،والسلطان ما بقى شي يقدر يهدر بالعصا، وهوكيقول: “أنا متايب لله عمري ما نعود” ، وكيقولوا لو: “لا، ولوانزيدوك باش عمرك ما تطبع هاذ الكوارة” والسلام..
يتبع