نصوص عربية بلهجة عامية عرائشية -4-
جريدة طنجة – محمد وطاش ( Textes Arabes de Larache )
الأربعاء 08 يونيو 2016 – 12:23:37
•في نفس الفترة من السنة الفارطة نشرنا ضمن هذا الركن سلسلة حلقات من كتاب () نصوص عربية طنجة/ تحت عنوان ” نصوص طنجوية منسية سجلها وليام مارسيه بأمانة علمية”وهي نصوص شفاهية غير مدونة، نقلها سماعا عن بعض أهالي المدينة، إبان نزوله عند ابن جلدته “م.م جيلز “لقضاء عُطلته الصيفية بطنجة؛ فَصنّفَها ودَوّنها في كِتـابهِ الآنف الذّكر، وهو من منشورات مدرسة اللّغات الشـرقية الحيّة ببـــاريز (طبعة1911).
وفي ذات السياق سننشر كتـابـًا مُماثلاً يحمل عنوان” نصوص عربية باللّهجةِ العامية العرائشية” من ترجمة وتصنيف المُستشرق الإسباني ” ماكسيميليانو آلاركون سانتون” أنجزه إبّـانَ إقـامتهِ المُـؤقتة بمدينة العرائش. والنُسخَــة الأصلية من هذا الكتاب (طبعة1913)، فهي محفوظة تحت عدد 149 بالمكتبة الوطنية الإسبانية بمدريد .
وحسب ماهو وارد في معجم ” الأعلام”للزركلي ف : “ماكسيمليانو أوغسطين آلاركون صانطون، مستشرق إسباني ولد في لاروضا بالبشتا/ ألباصيطي، تعلم بجامعة برشلونة، وتخصص في الدروس العربية (1904) ، وقدّمَ أطروحة الدكتوراه في مدريد (1920)،وكان مدرسا للعربية في المدرسة التّجـــارية بمالقة (1911) ، وفي برشلونة (12) وفي جامعة غرنـــاطة(22) وسلمنكة (23) وأستــاذا للعبرية في برشلونة(27)ثم للعربية في جامعة مدريد(32)، له دِراسة في اللّهَجات الإسبانية، والمراكشية (أي المغربية)وصنّفَ النصوص العربية والأعجمية العامية في مدينة العرائش، طبع ونشر “سراج الملوك” للطرطوشي/طبعة عربية بترجمة إسبانية ؛ و بتَعـاون مع بعض زملائه وضع فهرس المخطوطات العربية والأعجمية في مكتبة جمعية الأبحاث في مدريد، وطبع ونشر” الوثائق العربية الدبلوماسية في محفوظات مملكة آراغون”-طبعة مدريد-غرناطة(1940).
وإضافة إلى ما ذَكره الزركلي عن الرجل في الجُزء السابع من “معجم الأعـلام ” ،فنجيب عكيفي في “موسوعة المستشرقين” ذكر أن ماكسيميليانو:”…تضلّعَ في العربية على يد الأب أسين بلاتيوس… ووضع بمعاونة جونتاليث بالنثيه وأويثي ” فهرس المخطوطات العربية والأعجمية في مكتبة جمعية الأبحاث العلمية بمدريد…ونشر بمعاونة “جونثاليث بالنثيه ” قطعة من كتاب” الصلة” لابن بشكوال (مدريد1920).وبمعاونة غيره “حرب المغرب” لمؤلف مراكشي(مغربي) معاصر(1920)،وله” الأثر الإسلامي في الصوتية الحديثة “(تكريم مينندت بيدال- 1925).
و نَظَرًا لمَكَـانـة الرجـُل العلمية ومَساعيهِ الحميدة في جَمع وحفظ عَدد من النصُوص العربية وتدوين حكايات شعبية عرائشية شفاهية وبعض العادات المغربية، سننشر عبر سلسلة حلقات كتابه المعنون بما نص ترجمته “نصوص عربية باللهجة العامية العربية” وهو الكتاب الذي أنجزهُ إثر إقامتهِ المُؤقتة بمدينة العرائش.
فَقِراءة مُمْتعة ومُفيدَة.
ساعة من الزمان تقلب الحال وطلع السحاب فى السما، وطلع الطينبو ؤباقي لهم مسافة ذالطريق باش يوصلوا للدار، وذاك الراجل اللي ماتعشى معه تقضت لو الخبز ومشى يشري الخبز ؤما جبر قدارة، نزل الليل والشتا بدات تنسنس ؛خاف ؤولى لعند صاحبو وقال لو: “يا صاحبي هذا ما قدر الله دابا مشيت نشري الخبز ؤخفت من الشتا تيطح عليا والليل نزل ،ؤدابا ما عندي قدرة نشري العوين وأنا براني ما نعرف شي الطريق، والناس كيقولوا السلامة ولا الندامة،ؤدابا يا اخاي نحب من الله ومنك إلا ما تعطيني العوين “، قال لو: “لا لا لا، كل واحد يدبر على راسو» قال لو الاخر: “يا صاحبي سلف لي خبزة حتى نوصلوا للبلاد نخلصك”، قال لو: “لا لا لا، ما أنا شي نعطيك الخبزة ويبقوا لي زوج ومناين يتقضوا لي نبقى يانا بلاش، والله ما يستحي من الحق،مانضيع شي نفسي، يانا مخصوص والطريق هذي باقية طويلة”، والاخر بقى يشوف فيه حتى عيى وما جبر لو قدرة ومشى للغابة يحطب الاعواد. حطب الاعواد ؤجابهم، شعل الفغيرة وبدا يجحجح والاخر مولى العشا تعشى وقضى،عمر كرشو وبقى جالس..
واحد الساعة تقلب الحال، طاحت الشتا حتى ادى الما للما ؤطاح الثلج بالزاف حتى كانت واحد الليلة عظيمة، وذلك الراجل اللي تعشى جاه البرد، والاخر اللي بات بالجوع عمل العافية وبدا يسخن .اللي تعشى جا لعند اللي بات بالجوع وقال لو: «ياخاي أنا حبيت نسخن معك» قال لو: “الله أكبر، أنا جيت لعندك قلت لك سلف لي خبزة أنا بايت بالجوع ؤما بغيت شي، ؤدابا ماجي لعندي تقول لي نسخن معك، نض فى حالك من قدامي، والله باقي تجلس معي نشق لك راسك بهذا الشاقور،دابا نض فى حالك”
ناض فى حالو ومشى للكيطون وجلس كيقفقف، وكز بالبرد ؤمات فى قلب الكيطون، صاحبو ما ساق خبر، ومناين مشى يشوفو جبرو مات، وناض وجاب زوج ذالرجال معه ودفنوه ورفد معه الاحمال ذالغسول والحنة على الجمال، ومشى فى حالو حتى وصل للسوق. باع الحنة والغسول ذيالو وذيال صاحبو اللي مات، ؤالجمال ثاني باعهم وحبس الفلوس ؤقال: «هذا من فضل ربي ،الله زول لو ؤاعطاني ،علاش ما كانشي معيا بالنية ذيالو»، ومشى لعند اولادو وفرغ لهم الخنشة ذالفلوس وقال لهم: «هذا ارزقكم»، ما كان عندهم خبر بأن صاحبو اللي كان معه مات وقالوا لو: “يا بابا ،صاحبك اللي كيبيع ويشري معك فاين هو؟”، قال لهم: «رحمة الله علينا وعليه»، وهذا ما كان….والسلام.
كان واحد دريوش عندو ثلاثين وقية، مشى للسوق وشرى واحد الطنجية ذالسمن،جابها للبيت ذيالو ؤعلقها فى السقف ذالبيت، ؤقال: “دابا هذي الطنجية نخليها حتى يغلى السمن ونبيعها ،بالثمن ذيالها نشري الحوالى، ؤنشري البقر»، وحبس واحد الزلاط فى يدو وهو كيهدر بواحدو وهز الزلاط النوبة الاولية والثانية والثالثة، هز الزلاط ؤقال: «بهاذ الطنجية غادي نتزوج ؤنعمل البقر والغنم»،قال هكذا وهز يدو وضرب الطنجية اللي كانت معلقة ؤطاحت، حتى طرف ما شاف آخر،ؤهزعينو وقال: “لا حول ولا قوة إلا بالله ما أنا بالطنجية ،ما أنا بالزواج”.
ؤبعد هذا الشي مشى لعند امو،عاود لها ما جرى لو،ؤقالت لو: “يا ولدي هذا الشي كان مكتاب”، قال لها: “يا اموي اعطني ما تيسر من الفلوس باش نشري حمار”، اعطتو باش يشري الحمار،ؤقال لها: “دابا غادي نخرج نتسبب”،قالت لو: “سر يا ولدي»”. خرج حتى للنص ذالطريق ؤولى ،عيط لها وقال: “يا اموي؟”، قالت له: “نعم” قال لها: “كيخصك توريني الناس باش كيموتوا”، قالت لو: “الله يخلي ايامك، مشيت حتى للنص ذالطريق ؤوليتي”، قال لها: “قل لي؟”، قالت لو: “عندنا العلامة مناين كيبرد اليد والرجل ذالراجل هذاك كيموت”.
سمع ذاك الشي ومشى فى حالو،مناين وصل لوسط الطريق برد يدو ورجلو وجلس على يدو ورجلو وقال: “أنا غادي نموت ،هاذ الكلام اللي قالت لي يما». هود من على الحمار وجلس ؤقال: “أنا ميت دابا” ،وهو جالس شوي الذياب خرجوا من الغابة، شموا ريحة الادمي ؤجاوا ،جروا الحمار وادوه ؛قال لهم: “سر عليكم ،كما كنتشي مت ما تديوا لي شي الحمار ذيالي ،ؤدابا سر عليكم»؛ ولى من الطريق لعند اموؤقال لها: «يا اموي أنا ماشي فى الطريق ويدي ورجلي بردوا،مت ؤجاوا الذياب من الغابة بداوا يحمروا في وادوا الحمار ياكلوه ومشوا فى حالهم، ؤدبا يا اموي ،أنا كنت مت، حيث قلت لي اللي كيبردوا يدو ورجلو كيموت”
واموو بدات تضحك على كلامو حتى ظهرت لها ضرسة العقل ؤقالت لو: “يا ولدي انت مخوخ ،دابا سر فى حالك تقضي حاجة لراسك ،باقي عمرك طويل”. هذا ما كان من الحكاية الغريبة والسلام.
كانوا واحد النهار الناس مجموعين مع بعضهم ،جالسين منزهين وكينقنقوا بعضياتهم، ناض واحد منهم ؤقال: ” فاين اللي هو رجل فيكم يتخاطر معي؟”. ناض واحد منهم قال لو: “كيف غادي تتخاطر معي؟” ، قال لو:” اللي كان زعيم فينا، هو يتخاطر معنا”. ناض واحد الولد من وسطهم ؤقال لهم: “أنا نتخاطر معكم”،قالوا لو: “مليح،دابا نقولوا لك آش غادي تعمل”، قال لهم: “قولوا لي ،إلى ما عملت شي ذاك المسالة ما نتسمى شي راجل”، قالوا لو: “دابا ،هاذ الوتد تاديه للعين ذالكرنة ذاللحم ؤتدقو ثماك وتجي فى حالك، ومناين نتحققوا نحتاجوا نعطوك اللي تخاطرت معنا به»”،قال لهم: «واخا»، دروا اليد فى اليد ؤناض من وسطهم وخرج على باب الدار،
ومشى كودة كودة حتى للباب ذالمدينة وجبرها مشدودة، وطلع على السور ذالبلاد وهود ومشى وفى ذاك الليل ،الظلمة مد يدك ما تراه، هود للكرنة ووصل حتى للموضع فاين قالوا لو وهو كان شامل الحايك والوتد فى يد،و وحبس المسن ؤقرد وضرب الوتد النوبة الولية فى الارض وما حصل شي منو، وعاود يرفد الوتد واداه لموضع اخرى وقرد ثاني وحط الوتد على الهدوب ذالحايك من كثرة الخوف والرهبة وضرب النوبة الولية والثانية حتى غاب الوتد فى الارض وهو جا ينوض بالزربة جبر روحو محصل، جاب لو الله بأن شي واحد من الجنون حابس فيه وبدا يغوث ….عيى ما يغوث ،ومناين ما شافها شي للبيع ، طلق الحايك من ظهرو ومشى فى حالو.
وصل لعند اصحابو وقال لهم: “واحد الغريبة وقعت لي كبيرة”، قالو لو: “اشنهي؟”، قال لهم: “هودت ندق الوتد اللي تخاطرت معكم به ،دقيتو جيت ننوض وهذاك اللي حبس فيا من الورا وبديت نشترع عليهم وما بغوا شي يطلقوا مني، ودابا خليت لهم الحايك ثما ؤجيت فى حالي»، قالوا لو: “هذا الشي عمرو ما يكون”، قال لهم: “اللي يكذبني يجرب”. ناض واحد منهم ؤقال لهم: “عرفتوا آش غادي نعملوا؟”»، قالوا: “آش؟”، قال لهم: “غادي نمشوا لهذا الموضع اللي قال هذا، نشوفوا هذا الشي هو صحيح أو كذوب؟”.
مشوا وبداوا يخلفوا حتى وصلوا للكرنة ، وصلوا وهما يشوفوا الحايك مرمي ؤالوتد مدقوق فوق منو، وبداوا يتعجبوا ويضحكوا على الغريبة اللي وقعت، ؤقالوا لو: “يا مطموس، طمسك الله حتى ما بقيتشي تشوف قيمة ما تشوف العقرب”، ؤقالوا لو: “ذاك اللي قلت للناس الجنون حبسوا فيك ما حبسوا شي فيك الجنون الوتد هو حصل مع الحايك ذيالك، ودابا برابو عليك، ما عندنا ما نقولوا، وصلت، ؤدابا اللي تخاطرت معنا به نعطوه لك على قبل الرجلة ذيالك”..
اعطاوه اللي تخاطروا معه به ،وناض حبس النصيب اللي كان مكتوب لو…والسلام.
يتبع