ممثلون للساكنة أم عليها؟!…
جريدة طنجة – محمد العمراني ( مسؤولو طنجة معنا ام ضدّنا )
الأربعاء 22 يونيو 2016 – 11:22:00
أين أنتم يا من تتَشدّقـون بكـونكم تحضون بشرعية صَنـاديــق الاقتراع؟…
ساكنة طنجة لم يَبْـقَ لهـا إلاَّ أن تطلق النداء في ركن المتغيبين، بعد أن اخترتم الانزواء بعيدا عنهم…
أصبحتم مثل شهود مسرحية عادل إمام “شاهد ماشفشي حاجة”…
في شهر رمضان الفضيل، شهر المغفرة، والمحبة، و التساكن، والرحمة تم قطع أرزاق المئات من التجار وآلاف الأسر ببني مكادة، بعد أن دكت جرافات ولاية طنجة متاجرهم تنفيذا للقرارات الصادرة عن مكتب عمدة المدينة…
لا أحد منكم، يا من تحملون صفة ممثل الساكنة يا حسرة، نطق بكلمة واحدة..
وكأن الطير فوق رؤوسكم…
وكأن ضحايا هذا القرار الجائر، الذي لم يراعي حرمة هذا الشهر، ليسوا مواطنين مَغـاربـــة…
موقف الصمت واللامُبــالاة الذي ارتَضته لنفسها أحزاب تلعب دور المعارضة بمجلس المدينة ومجالس المقاطعات، لم يكن مفاجئا، بل كان منتظرا، لأن فاقد الشيئ لا يعطيه…
إذا كان البــام والأحرار فشلا في تسيير شؤون المدينة، والساكنة عاقبتهما يوم 04 شتنبر المنصرم، فكيف سننتظر منهما أن يفلحا في المعارضة والدفاع عن مصالح الساكنة؟..
لكن ما لا يمكن قبوله واستساغته هو الموقف المُتَخـاذل لحـزب بَنى شرعيته ومصداقيته على مواجهة التحكم، والوقوف في وجه ظلم و عسف الإدارة وبطشها، ونصرة المستضعفين…
رغم هول المتــأساة التي تعيشها آلاف الأسر بمقاطعة بني مكادة على الخصوص، لم نسمع صوتا لحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي لا يرضى السكوت عن الظلم، وكأن هؤلاء الضحايا لا يستحقون ولو التفاتة تضامنية…
وكأنهم يستحقون ما تعَرّضـُـوا له في هذا الشهر الفضيل…
قد أتفهّم إكراهات عمدة المدينة، الذي رُبَمـا يجد نفسه مُجبَــرًا على تــوقيع قرارات، ربما لا يكون مقتنعا بها، لكن تقديره لَمفهوم المَصلحة العامّـة، قد تَدفعه إلى اتّخــاذه تدابير و إجــراءات مُـؤلمـة…
لكن إكـراهــات العمل المؤسساتي لا يجب أن تلجم صــوت الحزب، ولا يمكن أن تحوله إلى أداة مطواعة، دورها تبرير القرارات الصادرة عن قصر البلدية!…
أين اختَفَى المسؤول الأول عن حزب العدالة والتنمية بمدينة طنجة، المناضل سي محمد خيي؟
لماذا بلع لسانه عن كل هاته المظالم التي لحقت شرائح واسعة من أبناء المدينة؟…
ما الذي يجبره على الصمت و السكوت عن الكلام المباح؟…
الذي يتابع مواقفه وتعليقـاته المُنــاهضة للتحكم، يُصاب بـالصدمة حينما يكتشفه ذاك الشخص العاجز حتى عن التعبير عن تضامنه ومواساته لهؤلاء الضَحـايـا، الذين تم تشريدهم وأسرهم في شهر، الناس فيه أحوج إلى المؤازرة والرحمة!…
هل تعتقد أن تحميل والي طنجة مسؤولية ما حدث ببني مكادة ستعفيك من مسؤولية نصرة هؤلاء الضحايا؟..
بالتأكيد أنّك واهمٌ…
بالله عليك أيها المناضل الصنديد الأشم…
ألا زلت مقتنعا، بعد هذا الذي تعرض له المواطنون ببني مكادة الصامدة، الذين اكتسحتم بفضل أصواتهم الانتخابات الأخيرة، بأنك المسؤول الأول عن حزب منحه المواطنون صوتهم ليحميهم من بطش الإدارة، وليدافع عن حقوقهم؟!…
الموقف المتخاذل لحزب العدالة والتنمية بطنجة من مأساة بني مكادة أعطى الدليل لمن لازال في حاجة إليه، أنه مستعد لأن يلعب دور القفاز الناعم للإدارة، والعصا التي تهش بها أغنامها…
لكم أن تلعبوا هذا الدور…
فقط أخبروا المواطنين بالثمن!…