زيت الزيتون.. أسرار وإعجاز
جريدة طنجة – محمد الشعري ( زيت الزيتون )
الأربعاء 01 يونيو 2016 – 11:07:53
• لأول مرّة في التــاريـخ، اجتمعَ ما مجمُوعهُ 16 من أشهر عُلَمــاء الطـب في العــالم في مدينة روما في 21 أبريل سنة 1997، ليصدروا توصياتهم وقراراتهم الموحدة حول موضوع “زيت الزيتون و غذاء حوض البحر المتوسط”، هؤلاء العلماء أصدروا توصياتهم في بيان شمل أكثر من ثلاثين صفحة، استعرضوا فيها أحدث الأبحاث العلمية في مجال زيت الزيتون وغذاء حوض البحر المتوسط.
لقد أكّدَت الأبحاث العلمية أن تناول زيت الزيتون يسهم في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية وارتفاع كولسترول الدم، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر والبدانة، كما أنه يقي من بعض السرطانات. حتى عام 1986 لم يأبه أحد من الباحثين الأمريكيين والأوروبيين بزيت الزيتون.
وفي عام 1985، أثبتت الدراسة أن زيت الزيتون يخفض كولسترول الدم. لقد ركزت الدراسات والأبحاث اهتمامها حول فوائد زيت الزيتون، يوما بعد يوم، استكشف المزيد من أسرار هذا الزيت المبارك الذي أتى من شجرة مباركة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﷺ : «كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة» كيف لا تكون الشجرة مباركة، وقد أقسم الله تعالى بها أو بأرضها ـ على اختلاف بين المفسرين ـ في قوله تعالى: [والتين والزيتون وطور سنين]؛ وكيف لا تكون مباركة، وقد شبه الله تعالى نوره بالنور الصادر عن زيتها، حين قال سبحانه وتعالى:[يوقد من شجرة مباركة زيتونة، لا شرقية ولا غربية] فالشجرة مباركة.. والزيتون مبارك.. ولكن كثيرا من الناس عنه غافلون.
لقد بين العلم الحديث أن زيت الزيتون عدو للكولسترول، يحاربه أنّـى كـان في جسم الإنسان. سكــان حوض البحر الأبيض المتوسط مغبـوطـــون على غذائهم، فهم يعرفون أن مرض شرايين القلب التاجية أقل حدوثا في إيطاليا وأسبانيا واليونان وما جاورهما، يعزو الباحثون ذلك إلى كثرة استهلاك زيت الزيتون عند سكان حوض البحر المتوسط، واعتمادهم عليه، كمصدر أساسي للدهون في طعامهم، بدلا من السمنة.
اليونان وإيطاليا وإسبانيا يشكل زيت الزيتون المصدر الأساسي للدّهون في أكلهم، إنهم متميزون بأنهم الأقل تعرضا لمرض شرايين القلب وسرطان الثدي في العالم أجمع؛ وليس هذا فحسب، بل إن الأمريكيين الذين يحذون هؤلاء يقلّ عندهم حدوث مرض شرايين القلب.
1 ـ زيت الزيتون والكولسترول:
سكان جزيرة كريت هم من أقل الناس إصابة بمرض شرايين القلب التاجية في العالم، و من المعروف أن معظم الدهون التي يتناولونها في طعامهم مصدرها زيت الزيتون الذي ثبت أنه يقلل من معدل الكوليسترول الضار في الدم، و بالتالي يقي من تصلب الشرايين و مرض شرايين القلب التاجية.
إن أكسدة الكولسترول الضار أمر مهم في إحداث تصلب الشرايين وتضيقها. وقد أكدت الدراسات العلمية أن زيت الزيتون يلعب دورا هاما في منع تلك العملية.. زذ على ذلك أن زيت الزيتون يحتوي على فيتامين (E) المعروف بدوره المضاد للأكسدة، كمايحتوي على مركبات البولي فينول، ومن ثم يمكن أن يقي من حدوث تصلب الشرايين. تعزى فوائد صحية لزيت الزيتون إلى غناه بالأحماض الدهنية الوحيدة اللامشبعة، وإلى غناه بمضادات الأكسدة.
بما لا يدع مجالا للشك، أكدت الدرسات أن زيت الزيتون يخفض مستوى كولسترول الكلي والكولسترول الضّار، دون أن يؤثر سلبا على الكولسترول المفيد.
إن دراسة حديثة نشرت في مجلة Atherosclerosis سنة 1990 أكدت على أهمية تناول زيت الزيتون البكر الممتاز Oil Extra Virgin، وهو زيت العصرة الأولى، وقد وجد الباحثون أن زيت الزيتون البكر، يحتوي على كمية جيدة من مركبات البولي فينول، التي تمنع التأكسد الذاتي للزيت، وتحافظ على ثباته. كما وجد هؤلاء الباحثون أن هذه المركبات تمنع أكسدة الكولسترول الضار LDL في أنابيب الاختبار، وبالتالي يمكن لها أن تقي من حدوث تصلب الشرايين، وتلعب دورا هاما في وقاية الجسم من خطر المركبات السامة للخلايا مثل “البيروكسايدز” وغيرها من المواد الضارة.
ولقد وأكّدَت هذه المعطيات دراسة أخرى، نشرت في شهر فبراير 1999 في مجلة Atherosclerosi.
2 ـ هل لزيت الزيتون تأثير على تجلط الدم؟
هل هناك أيضاً تأثير آخر لزيت الزيتون، يمارس عن طريق فوائده في الوقاية من تصلب الشرايين؟ في شهردجنبر سنة 1999، نشرت دراسة في مجلة Am J clin Nutr
أظهرَ البـاحثُـون أن الغذاء الغني بزيت الزيتون، ربما يُقلّل من حُدوثِ مَرَض .
1 ـ زيت الزيتون.. ومعدل الوفيات:
لقد أظهرت دراسة، نشرت في مجلة اللانست الشهيرة في 20 ديسمبر 1999 أن معدل الوفيات في أفقر بلد في أوروبا، وهي ألبانيا المسلمة، تمتاز بانخفاض معدل الوفيات فيها، فمعدل الوفيات في ألبانيا عند الذكور كان 41 شخصا من كل 100,000شخص، وهو نصف ما هو عليه الحال في بريطانيا. سبب تعمير الناس في ألبانيا ذات الدخل المحدود جدا إلى نمط الغذاء عند الألبانيين، وقلة تناولهم للحوم ومنتجات الحليب، وكثرة تناولهم للفواكه والخضار والنشويات وزيت الزيتون. فقد كان أقل معدلات الوفيات في الجنوب الغربي من ألبانيا في المكان الذي كانت فيه أعلى نسبة لاستهلاك زيت الزيتون والفواكه والخضراوات.
2 ـ الغذاء الغني بزيت الزيتون ينقص من جرعات أدوية ضغط الدم :
نشربحث في مجلة Archives of Inte
al Medicine بتاريخ 27 مارس 2000 حيث تمت دراسة 23 مريضا مصابا بارتفاع ضغط الدم بمعدل يقل عن 104/ 165 ملم زئبقي ،يتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم. وضع النصف الأول من المرضى على غذاء غني بزيت الزيتون البكر، أما المجموعة الأخرى، فوضعت على غذاء غني بزيت دوار الشمس، وبعد ستة أشهر، عُكس نمط الغذاء بين المجموعتين لستة أشهر أخرى.
لقد أظهرت نتائج الدراسة انخفاض ضغط الدم بمقدار 7 نقاط عند الذين تناولوا زيت الزيتون، في حين لم يحدث أي انخفاض في المجموعة الأخرى، إذ استطاع المرضى الذين كانوا يتناولون الغذاء الغني بزيت الزيتون خفض جرعات أدوية ضغط الدم إلى النصف، وذلك تحت إشراف الأطباء بالطبع، كما أن ثمانية من المرضى المصابين بارتفاع خفيف في ضغط الدم لم يعودوا بحاجة إلى الدواء خلال تلك الدراسة، في حين لم يحدث أي تغير يذكر في جرعات الدواء عند المرضى الذين كان غذاؤهم غنيا بزيت دوار الشمس. ولا بد من التنبيه إلى ضرورة الالتزام بإرشادات الطبيب، فلا ينبغي أن يفهم من هذا أن باستطاعة المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم تناول زيت الزيتون وإيقاف أدويتهم، فهذا أمر في غاية الأهمية، ولا بد من المراقبة الدورية من قبل الطبيب.
3 ـ زيت الزيتون.. والسرطان:
يعتبر السرطان مسؤولا عن خمس الوفيات في البلدان الأوروبية، ولكن الغريب في الأمر أن هناك اختلافات واضحة في معدلات الوفيات من السرطان بين الدول الشمالية والغربية من أوروبا، وبين دولها الجنوبية المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، وهناك أدلة قوية عن أن هذا الاختلاف منشؤه ـ إلى حد كبير ـ نوعية الغذاء المتناول.
ويعزو الباحثون سبب انخفاض معدل الوفيات من السرطانات في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى غذاء سكان هذه البلاد الذي يشتمل على زيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون، وعلى الخضراوات والفواكه والبقول.
4 ـ ما هو دور زيت الزيتون في الوقاية من السرطان؟
أظهرت العديد من الدراسات الوبائية أن هناك تناسبا عكسيا بين زيت الزيتون وبين حدوث عدد من السرطانات. تلك الدراسات تؤكد العلاقة الوثيقة بين تناول زيت الزيتون وانخفاض معدل حدوث سرطان الثدي والمعدة. وليس هذا فحسب، بل إن عددا آخر من الدراسات العلمية يوحي ـ كما يقول البروفيسور آسمان، رئيس معهد أبحاث تصلب الشرايين في جامعة “مونستر” بألمانيا، وهو من أبرز الباحثين في العالم في مجال تصلب الشرايين ـ بأن تناول زيت الزيتون يمكن أن يقي من عدد آخر من السرطانات، ومنها سرطان القولون، وسرطان الرحم، وسرطان المبيض، على الرغم من أن عدد هذه الدراسات مازال صغيرا.
5 ـ زيت الزيتون وسرطان الثدي:
شاءت إرادة الله تعالى أن يختص النساء ببعض من بركات هذا الزيت المبارك، فتوالت الدراسات العلمية في السنوات القليلة الماضية التي تشير إلى أن زيت الزيتون يقي من سرطان الثدي، ومن سرطان الرحم. في شهر نوفمبر 1995، نشرت دراسة ،أجريت على 2564 امرأة مصابة بسرطان الثدي، فأكدت أن هناك علاقة عكسية بين احتمال حدوث سرطان الثدي، وبين تناول زيت الزيتون، وأن الإكثار من زيت الزيتون ساهم في الوقاية من سرطان الثدي. وأكدت دراسة نشرت في مجلة Medicine في عدد أغسطس 1998 أن تناول ملعقة طعام من زيت الزيتون يوميا يمكن أن تنقص من خطر حدوث سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 45 %.
إن هذه الدّراسة اعتمدت على بحث نوعية الغذاء لدى أكثر من 60،000 امرأة ما بين سن الأربعين والسادسة والسبعين من العمر. وبعد ثلاث سنوات، وجد الباحثون أن النساء اللواتي لم يصبن بسرطان الثدي، كن يتناولن كميات وافرة من زيت الزيتون في طعامهن. ويقول الباحثون أن زيت الزيتون يعتبر الآن أحد أهم العوامل التي تقي من سرطان الثدي، رغم أنه لا تعرف حتى الآن بدقة الآلية التي يمارس بها زيت الزيتون ذلك التأثير.
6 ـ زيت الزيتون وسرطان الرحم::
وأما عن سرطان الرحم، فقد نشرت «المجلة البريطانية للسرطان»، في شهر مايو 1996 دراسة، أجريت على 145 امرأة يونانية، مصابة بسرطان الرحم. قارن فيها الباحثون النسوة بـ 289 امرأة غير مصابة بالسرطان. فتبين ]للباحثين أن النساء اللواتي كن يكثرن من تناول زيت الزيتون، كن أقل تعرضا للإصابة بسرطان الرحم. فقد انخفض احتمال حدوث هذا السرطان بنسبة وصلت إلى 26 %…
يتبع