رسالة مفتوحة إلى السيد عمدة مدينة طنجة
جريدة طنجة – محمد العمراني ( رسالة ..)
الأربعاء01 يونيو 2016 – 12:30:31
اليوم وبعد مُـرور حوالي تسعة أشهر على تحمُّلكم مسؤولية تدبير شؤون المدينة، من حقّ المواطنين أن يتساءلوا عن حَصيلة تدبيركم…
أنتم تعرفون سيّدي الرئيس أنه لا يمكن تسيير الشأن العام بالنوايا الصادقة وبنظافة اليد فقط، وإن كان هذان الشرطان ضروريان وحاسمان بالنسبة لأي مسؤول يراهن على النجاح في مهامه…
أنتم تعرفون الأستاذ البشير العبدلاوي أن مقياس نجاح أي عمدة منتخب يكمن في مدى قدرته على إيجاد الأجوبة للمشاكل المستعصية التي تعرفها المدينة، وإيجاد حلول للقضايا اليومية التي تشغل بال الساكنة…
يعرف الجميع أنكم ورثتم إرثا ثقيلا، ومشاكل مستعصية تراكمت منذ عقود من التدبير السيئ للشأن المحلي، وبالتالي من غير المنطقي أن يتم مطالبتكم بإيجاد حلول سحرية لهذا الإرث، ومن يصر على ذلك فإنه يتجنى عليكم…
لكن التدبير الناجح هو ذاك الذي يبدع في إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة…
التدبير الناجح هو الذي يستند على روح القانون، وليس الاختباء وراء شكلياته…
و المسؤول الناجح، سيدي العمدة المحترم، هو ذاك الذي يشتغل على “جلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها”، أي بمفهوم الشرع، هو اقتداء المسؤول بأحكام علم المقاصد، كما يعرفه علم أصول الفقه…
لنعترف أن هناك قرارات وتدابير إيجابية تم اتخاذها في عهد العمدة الحالي، همت أساسا تخليق المرفق العام، ومحاصرة الفساد الذي كان ينخر العديد من القطاعات والمرافق الجماعية، مثلما تم بذل مجهود على مستوى تحسين ظروف ولوج المواطن إلى الإدارة، والتسريع من وثيرة إنجاز معاملاته الإدارية خاصة ما يتعلق بمكتب الحالة المدنية، و بالتصديق على الوثائق…
لكن هذا لا ينفي أن ما يحدث اليوم بمدينة طنجة لا يبعث على الارتياح…
هناك اختناق كبير تعرفه المدينة على مستوى أكثر من قطاع، كان من نتائجه المباشرة انهيار مريع للمداخيل…
تعرفون السيد العمدة المحترم أن قطاع العقار يبقى أهم محرك للدورة الاقتصادية، وتعرفون جيدا أن الكثير من الكلام كان يقال عن التجاوزات التي عرفها تدبير هذا القطاع من طرف مسؤولي المجالس المنتخبة المتعاقبة، وتتذكرون أنكم عندما كنتم في المعارضة، كنتم تستنكرون ما كان يروج حينها من تعرض المواطنين والمنعشين العقاريين للابتزاز…
و لذلك حمل انتخابكم على رأس عمودية المدينة آمالا عريضة إلى نفوس المواطنين، وأنه حان الوقت ليتخلصوا من جميع الممارسات الغير قانونية التي كانت سائدة قبل وصولكم إلى قصر البلدية…
لكن مع الأسف سيدي العمدة أصبحتم هاجسا يؤرق بال المواطنين والمنعشين على السواء، وتحولتم من مناصر لمطالب وحقوق هؤلاء إلى سيف بتار يتشدد في الجزئيات، لا يفرق بين روح القانون والغلو في تطبيقه…
و النتيجة شلل تام بالمئات من الأوراش، مع ما يعنيه ذلك من تسريح لآلاف العمال، والمصيبة أن معظم هاته المشاريع في مرحلة نهائية، ومع ذلك لم يتردد العمدة في توقيع قرارات سحب الرخص والهدم، دون أدنى اعتبار للتداعيات الخطيرة التي ستحملها مثل هاته القرارات…
والحال أنه العمدة نفسه هو من عرض مقترحا لتسوية مخالفات التعمير على أنظار مجلس المدينة وتم التصويت عليه بالإجماع؟؟؟…
السيد العمدة المحترم،
المواطنون راهنوا على حزب العدالة والتنمية من أجل إنصافهم من التعسف، ومن أجل جعل القانون هو الفيصل، وإليه يحتكم المتخاصمون…
لكن كيف تفسر التدابير التي تتخذها في حق تجار، لإرغامهم على تنفيذ قرارات الترحيل، والحال أنك تعرف في قرارة نفسكم، أنهم أصحاب قضية عادلة، مثلما تعرف أنكم تخرقون القانون عندما توقعون قرار سحب رخص محلاتهم وإغلاقها دون موجب حق، بما يعنيه ذلك من قطع أرزاق المئات من الأسر؟…
سيدي الرئيس المحترم،
المواطنون كانوا يراهنون على محاسبة أمانديس، وكان أملهم معقود عليكم لتردوا لهم حقوقهم، لكن المصيبة أن أمانديس أخذت في عهدكم ما لم تحلم به حتى من المجالس التي كانت تلاحقها تهم التواطؤ معها!…
سيدي الرئيس المحترم،
لا يخامرنا أدنى شك في أنكم تعرفون تداعيات تصميم التهيئة على ستقبل المدينة وعلى حقوق المواطنين، وكم كان السكان يراهنون على أن تتصدون للجهات التي اغتصبت حقوق المواطنين البسطاء، تحت ذريعة المصلحة العامة، وهي الجهات التي ساهمت في اغتناء بعض المحظوظين، لأنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف، ورغم كل المعطيات التي تم بسطها على أنظاركم لم تحركوا ساكنا، لتضيع بذلك حقوق المئات من الأسر المغلوبة على أمرها….
سيدي الرئيس المحترم،
عليكم أن تتساءلوا مع مساعديكم عن الأسباب التي جعلت مداخيل مجلس المدينة بشكل مريع، يهدد الجماعة الحضرية بالشلل؟…
لماذا توقفت طلبات الرخص التجارية، ورخص البناء، ورخص الإصلاح وووو…
هل لأن الرخص التي كانت تمنح سابقا كلها غير قانونية، أو لأنكم طبقتم المثل القائل: “هل تعرف العلم آ الفقيه، قالُّلو: كنعرف نزيد فيه!”.
سيدي العمدة المحترم،
يشهد الله أنا أقدركم، ومتأكد من حرصكم على خدمة هاته المدينة ورعاية شؤون مواطنيها، لكن أناشدكم بأن تنتبهوا إلى الأخطاء القاتلة التي أنتم بصدد ارتكابها، والتي سيؤدي المواطن ثمنها، وستتحملون وزرها بغير قصد منكم ولا نية… …