الياس العماري .. تحركات بخطوات سريعة .. من تقنين الكيف الى اتفاقيات شراكة الى خرجات اعلامية متواصلة.. خطوات و خطط واثقة للظفر بالمركز السياسي الأول بالمغرب
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( الياس العماري )
الأربعاء01 يونيو 2016 – 12:11:10
من جهة أخرى، تبلغ المساحة المـزروعـة بالكيف حوالي 137 هكتار، و يعتبر المغرب المنتج الأول لهذه النبتة بنسبة 42 % من الإنتاج العالمي .
هذه الأرقام كانت كافية لإلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة أن ينظم ندوة دولية بشهر مارس المنصرم، و بشراكة مع كونفدرالية جمعيات صنهاجة الريف للتنمية وعدة فعاليات أخرى، حول الكيف والمخدرات، والتي حضرها دبلماسيين من دول أجنبية وأكاديميين و مختصين بالمجال…وقد رفعت هذه الندوة في بيانها الختامي ملتمسا إلى الملك، محمد السادس،من أجل التدخل لتقنين القنب الهندي :” نلتمس إلى النظر السامي للملك محمد السادس قصد تفضله بدراسة إمكانية تكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للقيام بدراسة…لتحديد سياسة عمومية بديلة في مجال المخدرات من منظور التنمية المستدامة والتأهيل الاقتصادي والاجتماعي لمزارعي القنب الهندي الفقراء،وتقنين وضبط زراعة هذا المنتوج،وتثمين استعمال القنب الهندي في المجالات الطبية والصناعية “*
إلا أن هذا الملتمس لم يحظ بموافقة كل المشاركين في الندوة إذ سرعان ما ارتفعت بعض الأصوات من داخل المجتمع المدني لتؤكد أن إلياس خدعهم بإضافته نقطة ملتمس التقنين في البيان الختامي خاصة وأنهم عبروا عن موقفهم الرافض للتقنين في غير ما محطة، فنقاش التقنين ليس وليد هذه الندوة، إذ أنه سنة 2013 نظم حزب الأصالة والمعاصرة يوما دراسيا حول دور الاستعمالات الايجابية لنبتة الكيف في خلق اقتصاد بديل، أتبعه تقديم فريق الحزب بمجلس المستشارين لمقترحي قانون يقضيان بتقنين الكيف و العفو العام على مزارعي الكيف…
و قبل بضع أسابيع ، و بعدما نفت مؤسسة “BILL GATES” عبر رسالة رسمية موقعة وجود أي مشاريع لها بالمغرب من تمويل المؤسسة عبر البنك الاسلامي للتنمية، مؤكدة أن المؤسسة إلى حدود الساعة لم توقع على أي مشاريع بالمملكة، كذب البنك الإسلامي للتنمية بدوره، ما نشره الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري عن توقيعه بصفته رئيسا لجهة طنجة تطوان الحسيمة، اتفاقية مع كل من المؤسسة العالمية بيل ومليندا غيتس والبنك الإسلامي للتنمية بقيمة 100 مليون دولار.
وكان إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، قد نشر على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” صورا للقاء الذي جمعه مع ممثلي المؤسسات المذكورة، وعلق عليها “أثناء التوقيع صباح اليوم على اتفاقية مع المؤسسة العالمية بيل غيتس والبنك الإسلامي للتنمية، تستفيد بمقتضاها جهة طنجة تطوان من دعم مالي يقدر ب 100 مليون دولار، وهذه الاتفاقية تتويج للقاءات واتصالات دامت أشهرا”.
من جهتها، أصدرت جهة طنجة تطوان الحسيمة، بلاغا توضح فيه ما نشره سابقا رئيس الجهة إلياس العماري على صحفته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بخصوص الاتفاقية المذكورة.

بلاغ الجهة، أكد أن الأمر يتعلق فقط بلقاءين اثنين عقدهما إلياس العماري مع محمد الطالب مدير المكتب الإقليمي للبنك الإسلامي للتنمية بالرباط، وظهيرة المرزوقي المكلفة بالعلاقات الشرق أوسطية في مؤسسة بيل ومليندا غيتس العالمية، أسفرا على الاتفاق على تهييء الملفات التقنية للمشاريع التنموية ذات الصلة بالصحة والفلاحة والبنيات التحتية في غلاف مالي يقدر بـ 100 مليون دولار.
إلياس العماري هو أيضاً إعلامي لا يعلم من المجال غير العضوية، فهو عضو في الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، القابضة بخيوط الإعلام السمعي البصري بالبلد، وهو النافذ في قناة الأمازيغية، التي كان من المُصفقين لمشروع إقامتها، كما استطاع تجنيد فيالق من المنشطين والاذاعيين بها، المنحدرين من الريف، و هو أيضا عراب مجموعة “آخر ساعة” ، المجموعة الاعلامية التي لا تتحدث الا عنه ، و عن حزبه و انجازاته .
جعل هذا الرجل من القضية الأمازيغية حِصانا مسرعا لإحتواء “إشكالية” الأمازيغية بالريف والظهور بمظهر المدافع الأول عن الهوية الأمازيغية لدى القصر، رغم أنه لم يكن أبدا ناشطاً أمازيغيا من داخل الحركة الرسمية، بل قاعدياً ولا يزال، في صراعِ ذو خط متوازي مع الحركة الأمازيغية ولا يلتقي بها سوى في شأن دسترة لغات البلد وشخصية محمد عبد الكريم الخطابي.
الشيء الذي رشحه ليكون ممثلا دائما لأمازيغ الريف عُنوةً، بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فضلاً عن ذلك فقد إستطاع ضغطه من داخل الهيئة الدفع بالدولة الى إنتزاع أول إذاعة جهوية بالحسيمة في عهد “إمبراطور الإعلام” الجديد، ومن أجل الحفاظ على صورة الثائر الهائج، يقول مُتتبع إعلامي أن الرجل “قد جند فريقاً من الأقلام الاعلامية والصحفيين عبر المملكة من المتعاطفين مع إبن منطقتهم ك(مستشارين إعلاميين)، يقوم أغلبهم بتلميع صورته وتتبع كل صغيرة وكبيرة حول “إمبراطور الريف”، وتقديم تقارير حول كل ما يجري بالريف خصوصاً وما يكتبُ ويقال عن الرجل بمختلف المنابر الإعلامية، قصد الرد السريع والمناسب خصوصاً والرجل أصبح مثيراً للجدل من أكثر من جهة وأصبح خصومه ينامون على تصريح قبل أن يستفيقوا على ردود وتصريحات أخرى.
هذا كله يجعلنا نتساءل ما الذي يريده حزب الأصالة والمعاصرة أو بالأحرى ما الذي يريده إلياس العماري ؟
لنجيب على هذا التساؤل لا بد أن نستحضر البعد الإنتخابي، فمنطقة الريف تحقق ثاني أعلى نسبة تصويت سواء في الإنتخابات الجماعية أو التشريعية بنسبة 67% بعد المناطق الجنوبية التي تصل نسبة التصويت بها حوالي 80%، الأمر الذي يعني أن المنطقة تشكل ثروة إنتخابية حقيقية تغري زعماء الأحزاب، ولأن إلياس العماري إبن المنطقة فهو يفهم جيدا ما يعنيه الكيف مثلا للساكنة المحلية المرتبطة “وجدانيا” بهذه النبتة فهم لا يتصورون أبدا حياتهم دون هذه الزراعة التي تمتد لما يزيد عن 13 قرنا .
ان الهوس الإنتخابي لدى هذا الزعيم وحزبه هو ما دفعه لرفع الملتمس للملك بعدما فشل في تمرير مقترحي القانون، سالفي الذكر، عبر البرلمان محاولا أن يخدع السكان البسطاء بكون التقنين سيخدم مصالحهم وسيوفر أمنهم ..ولكن هل قام العماري بإخبار هؤلاء السكان أنه في حالة تقنين الكيف ستكون الدولة هي المشرفة على عملية الإنتاج والبيع لشركات مختصة في تصنيعه وتحويله إلى مواد طبية؟ هل أخبرهم أيضا أن المساحة الزراعية بالمنطقة الشمالية غير كافية وعليه سيتم توسيع مجال الزراعة ليشمل مناطق أخرى كوزان و الشاوية ورديغة التي تقدم سكانها بالتماس للسماح لهم بزراعة هذه النبتة..الأمر الذي يقلص ثمنها إلى ما دون المتوسط ؟؟ أكيد لم يخبرهم لأنه في الأصل لم يجتمع بهم ،لم يفتح حوار التقنين مع من يعنيهم الأمر بالدرجة الأولى، أي الفلاحين الصغار ،ولكنه في المقابل قام بفتح هذا الحوار مع أكاديميين وسفراء و أساتذة ومحامين لا علاقة لهم تماما بهذا الشأن.

إلياس العماري في مجاله الديبلوماسي يعتبر محرك الحراك بامتياز، تراه هناك في أمريكا اللاتينية حيث يحقق من الاختراقات ما يعجز عنه سفراء تعتمدهم الدولة، ثم تجده يتوغل في الأدغال الإفريقية نحو إثيوبيا حيث مقر الاتحاد الإفريقي ومطبخ الكواليس الجزائرية والجنوب إفريقية والنيجيرية المتلهفة للمشروع الانفصالي في الصحراء، و تراه عند الأكراد و يفتش عن الانفصاليين في جميع بقاع العالم، حتى حين يتعلق الأمر بالقضية الفسطينية، تجده حاضرا بقوة في رام الله وفي لقاءات منظمة التحرير الفلسطينية، بعدما ترك الحداثيون ملف القدس والدولة الفلسطينية حكرا على الإسلاميين، وقضية ترفع فيها الشعارات العابرة في هذه المسيرة أو تلك.
الياس العماري الثائر الريفي طالما زعم أنه كان مضطهدا بسبب انتمائه إلى اليسار الراديكالي.. يتكلم تارة باسم الريفيين وتارة باسم الدولة.. ما حقيقة هذا الرجل يا ترى؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء خرجاته الإعلامية المتكررة؟
كان إلياس العماري يلقب بـ»شي غيڤارا -المغرب»، لعلاقاته الوطيدة بثوار أمريكا اللاتينية ومعرفته للرموز السابقين لليسار الراديكالي المغربي ولانحيازه المتحمس للقضية الأمازيغية، يتمتع العماري، كذلك، بدعم زمرة من المتملقين الذين يقدمونه على أنه «الضامن» لاستقرار الريف، متمادين في مجاملته، واصفين إياه بـ«نابغة العصر الجديد»…ولا يخفى على أحد أن هذه المجاملات، بطبيعة الحال، لها مقابل مادي ومعنوي «سخي»، هو رجل المؤامرات و المؤتمرات بامتياز، يحشر أنفه في الإعلام وفي الجامعات وفي الرياضة والثقافة وفي المنظمات غير الحكومية، إلا أن حضوره الأقوى يبقى في الساحة السياسية…

















