الملك يتفقّد مسجدا يُرَمم بالدار البيضاء .. والتوفيق يشيد بالمنجزات
جريدة طنجة – هسبريس ( نشاط ملكي )
الجمعة 17 يونيو 2016 – 17:32:14
وأسس المسجد من طَرفِ أحد المحسنين يدعى “ولد الحمراء” الشاوي، الذي ينحدر من قبيلة أولاد امحمد أكبر قبائل جهة الشاوية في سنة 1790م، على عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وأعيد بناؤه وتجديده في عهد السلطان مولاي الحسن الأول سنة 1876؛ حيث رفع صومعته وحاول توسعته.
ورَصدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمشروع ترميم هذا المسجد التاريخي بالعاصمة الاقتصادية غلافا ماليا يناهز 7 ملايين درهم، مخصصة أساسا لتدعيم الأساسات، وإصلاح الشقوق، وتبليط الأرضية، وتجديد شبكة المياه والكهرباء والتطهير السائل، وترميم مجموع عناصر التزيين وفق النمط الأصلي.
وقبل زيارة الجالس على عرش المملكة إلى المسجد الذي يوجد في مراحل الترميم النهائية، ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، خطابا بحضرة الملك، في رحاب مسجد “عباد الرحمان”، أشاد فيه بالتزامه الراسخ بصيانة الموروث الروحي والمعماري للمملكة والنهوض به.
وقدم الوزير عرضا بين يدي الملك حول موضوع “برنامج ترميم المساجد”، أبرز من خلاله أن ترميم هذه الأماكن ذات الصبغة الروحية يندرج في إطار العناية الملكية بالشأن الديني، مبرزا أن وزارته تبرمج كل عام عددا من عمليات ترميم المساجد التاريخية بالمدن العتيقة، وفي قصور الواحات والقصبات.
وسرد التوفيق عددا من الأرقام في هذا الباب، وقال إن عدد هذه المساجد يقدر بـ 843 مسجدا، منها 183 مسجدا تاريخيا كبيرا، و660 مسجدا متوسطا وصغيرا عتيقا، موضحا أن اختصاص وزارته يشمل أيضا الزوايا ومساجد الأضرحة، والمدارس التاريخية الملحقة بالمساجد، والتراث اللامادي، لاسيما المكتبات الوقفية الموجودة ببعض المساجد العتيقة.
ومن أجل صيانة هذا الموروث الغني، أعدت الوزارة، بحسب التوفيق، خطة تقوم على مقاربة منهجية قوامها ثلاثة محاور رئيسية، هي إعداد جرد تقني للتراث المعماري للمساجد في المدن والقرى، واتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة عليه وصيانته وتثمينه، وتوفير الإمكانات المالية والبشرية.
وأورد المسؤول الحكومي أن “هذه الخطة مكنت من ترميم 47 مسجدا تاريخيا، بينما يوجد 13 مسجدا في طور الترميم و22 في مرحلة الدراسة”، مسجلا أن الكلفة الإجمالية لهذا الإنجاز بلغت 598 مليون درهم، خصص معظمها للمساجد التاريخية الكبرى. أما مساجد الأضرحة، فقد تم ترميم 25 منها بكلفة 112 مليون درهم.
وتنجز عمليات الترميم، التي يشرف عليها مهندسون ومقاولات وحرفيون متخصصون، على أساس دراسات تاريخية وأركيولوجية ومعمارية وتقنية معمقة؛ حيث تم ترميم عدد من المساجد التاريخية، لاسيما جامع القرويين بفاس، ومسجد مولاي اليزيد بمراكش، ومسجد باب البردعاين بمكناس، ومسجد وضريح مولاي إدريس زرهون، ومسجد سيدي شكيرة بآسفي، والمسجد العتيق بأمزميز..