استقرار الوطن رهين بالتصويت على العدالة والتنمية
جريدة طنجة – محمد العمراني ( الانتخابات المقبلة والاستقرار السياسي والإجتماعي )
الثلاثاء 07 يونيو 2016 – 13:15:11
من المفروض أن تكون هاته الانتخابات فرصة لتقييم أداء حكومة بنكيران، التي دبرت الشأن العام خلال الخمس سنوات التي شارفت على الانتهاء، وأن تكون موعدا للمواطنين من أجل إصدار حكمهم في حق الحكومة، وفي حق الحزب القائد لها، وباقي الحلفاء…
و بهكذا منطق، يُفترض أن تكون هاته الانتخابات محطة عادية في مسار التطور السياسي لبلادنا…
لكن ما يلاحظه المواطنون والمتتبعون للشأن العام أن بنكيران، ومن ورائه حزب العدالة والتنمية يريد أن يضع لهذا الاستحقاق رهـانــًا جَديدًا، يتَجـاوز السَقف المـوضـوع لهـاتهِ الانتـخـابـــات…
بنكيران أعلنها بكُل وُضــوح:
استقرار الوطن رهين بتصدر حتــزب العدالة والتنمية لنتـائج الانتخـابـــات التشريعية…
وأي نتائج ستُفـرزها صَنـاديق الاقتــراع يوم 7 أكتوبر لا تمنح الفوز لحزب المصباح ستدفع المواطنين إلى الخُــروج للشـــارع، والتعبير عن رفضهم لها…
فبنكيران يعتبر أن أي نتيجة غير الانتصار انقلاب على المسلسل الديمقراطي، وعودة لقوى التحكم إلى الحياة السياسية من أجل الانقلاب على الديمقراطية في هذا البلد…
بنكيران يعلنها بالوضوح اللازم:
الفوز في الانتخابات أو المغامرة باستقرار الوطن…
بنكيران زعيم حزب العدالة والتنمية يُحَذّر من مَخـاطر التلاعب في نتائج الانتخابات، التي يشرف على تنظيمها بنكيران رئيس الحكومة!..
ألم يعلن بكامل الوُضـُـوح، قبيل انتخـابـــات 4 شتنبر المنصرم، أنه المشرف الأول على العَملية الانتخابية، وأنه فَوّضَ الإشراف التقني لوزارة الداخلية، وأنه من يتحمّل المسؤولية الكاملة في تدبير العملية الانتخــابية برُمتها، من التحضير إلى الإعلان عن النَتـائــج؟..
وإذا كــانت الحكومة هي التي تُشرف على الانتخـابـــات، فمن هي الجهة التي يحذرها بنكيران من مغبة التلاعُب في النَتـائــج و الدوس على إرادة الناخبين؟…
بـالتـأكيد هي جهـات أقـوى نُفُوذًا من الحكومة!..
و بنكيران يدَري جيّدًا أنّـه بتوصيفـاتــه وتلميحـاته، فــإن الشعب المغربي يعرف من هي هاته الجهات التي بإمكانها أن تفرض إرادتها على الحكومة…
المغرب يجتـــاز محطة فارقة في مستقبله السياسي، فبنكيران الذي وصلَ إلى رئاسة الحكومة بعد اكتساح حِزبه للانتخـابـــات، التي جرت عقب حراك 20 فبراير، نجحَ بامتياز في إقناع المغاربة أن المشهد السياسي منقسم إلى فسطاطين:
فسطاط الإيمان يحتكر تمثيليته حزب العدالة والتنمية، وفسطاط الفَساد يجسده حزب الأصالة والمعاصرة…
وبهذا التوصيف ترسخت القَنــاعة لدى الشعب المغربي، أن من يخالف بنكيران الرأي إنما هو من بقايا فُلُــــول الفساد، وكل من نَاصره فيَنـــال صك الغفران في الحال، ويحصل على اعتراف فوري بكونه ينتمي لزمرة المجاهدين الأبرار، المنافحين عن إحقاق الحق، ولو كان موغلا في الفساد من رأسه إلى أخمص قدميه…
ولكم أن تتـأملـــوا في مكونات تحالف بنكيران، لتتبينوا من هم المجاهدون الذين انضموا إلى فسطاط المؤمنين المجاهدين في سبيل الله لإسقاط الفساد والاستبداد..
اليوم وعلى بعد أسابيع قليلة من موقعة 7 أكتوبر، وأمام هذا التقاطب الحاد الذي نجح في خلقه بنكيران بدهائه وفطنته، بين معسكر الإصلاح ومعسكر الفساد، فإن استقرار البلد صار اليوم على كف عفريت…
فالمصلحة العامة، والحفاظ على الأمن والطمأنينة، تفرض في هاته الظروف العصيبة أن يكتسح حزب المصباح نتائج استحقاق 7 أكتوبر، لأن أوضاع البلد لا تحتمل أي مغامرة غير محسوبة العواقب..
فإذا كان بنكيران قد ساهم في إنقاذ البلاد من الطوفان إبان تظاهرات 20 فبراير، فإنه من المجازفة بمستقبل الوطن أن ندفع الشعب إلى الخروج للشارع من جديد، وحينها سنكون قد فرطنا في بنكيران، وهذا قد يؤدي لا قدر الله إلى خراب البلاد والعباد…
لكل هاته الاعتبارات، فإن كل مواطن غيور على مستقبل بلده مطالب بمراجعة نفسه قبل الذهاب إلى صندوق الاقتراع، وليعلم أن لا خيار له، إن هو أراد الاستقرار لهذا البلد الآمن، إلا أن يصوت على حزب العدالة والتنمية…
ومن منطلق خوفي على مستقبل بلدي أهيب بكافة المواطنات والمواطنين أن يخرجوا أفواجا أفواجا يوم 7 أكتوبر لنصرة بنكيران وحزبه، وعليهم أن يكونوا فخورين بما سيقدمون عليه…
ألم يعلن مسؤولو حزب العدالة والتنمية في مؤتمرهم الاستثنائي، المنعقد قبل أيام، عن اختيارهم الجنة بدل الحكومة؟…
فمن منكم لا يريد أن يمنح صوته لحزب يفضل الجنة على الحكومة؟…