أضـواء على أحـيـاء طنجـة القديمـة – مرتفع مرشان ..

أقدَم بنـايـة أحدثت فيه ولازالت موجودة لحد تاريخه عبارة عن فيلا جعلت منها Légation sarde- piémontaise مقرا لها واليوم صارت إقامة قنصل إيطاليا والكائنة بالجهة الشمالية الشرقية لحي مرشان والمطلة على مَضيق جبل طارق. هذا المنزل الجميل يرجع إلى القرن التاسع عشر. وهناك سنة 1850 قضى الجنرال المشهور ورجل السياسة الايطالي Givseppe Garibaldi مُدّة منفاه.

جُل الدبلوماسيين المعتمدين بطنجة وكذا الجالية الايطالية، كانوا يصلون إلى مكتب بعثتهم Légation بمشقة وَعَنـــاء عبر مسالك وعـــرة يحيط بها بساتين خاصة وغـابـــات مغطاة بالهشيم. فعلا كان هناك ما يدعو إلى الخـــوف لمن يتجرأ ويُغـامـــر في هذه الأماكن الخالية، مما دَفعَ الـــزائرين إلى الالتحاق بالبعثة الايطالية، إما جَمــــاعة أو برفقة رجال أشداء يقودونهم على ظهر الحمير، ومع ذلك لم تقع إشارة إلى حدث مؤسف يُزعج الناس.

هذا الحي إلى حدود سنة 1870، كان تقريبا خــالٍ من السكان إلى أن انعقد مؤتمر مدريد سنة 1880 الذي سيسمح للأوروبيين الوُلــــوج بحرية إلى موانئ المغرب وقته سيعرف مرشان تطور بطيء ومتدرج، نتيجة الحضور لعدد كبير من الأجانب والأسر الطنجوية الأريستوقراطية المكونة من المسلمين واليهود، جذبهم هذا الفضاء الواسع ورُؤيته المطلة على البحر حيث شيدّوا منازلهم الخاصة المحاطة بالحدائق والبساتين.

وتسجل مصادر موثوق بها، أنه من بين العائلات والأسر التي استقرت بهذا المرتفع من حي مرشان، عائلات شريف دوزان، المنبهي، رايـدا، كوهـن أبنصور، حسان، بينطو، ناهـون، يوزالكـو ديلمـار، بنجيـو… الخ.

وفي مطلع القرن العشرين، عرف مرشان نشاط رياضي ذو طبيعة بريطانية، كان يمارسه جزء كبير من الدبلوماسيين التابعين للبعثات المقيمة بطنجة، إنها رياضة الكريكت ريـــاضة كروية معروفة عند الإنجليز منذ القدم. ف

كرة نشر هذه الرياضة ابتدعها السيد وايت WHITE وزير بريطاني بمدينة طنجة، حيث تم تأسيس نادي بحي المرشان في المكان نفسه الذي سيشيد فيه بعد مدّة ملعب مرشان لكرة القدم، هناك كانت تنظم مُبـاريـــات كل يوم سبت وأحـد. وفي غالب الأحيان كانت الفرق المحلية تستدعي لاعبي جبل طارق، مما يرفع من درجة الحَمـــاس والحركة والنشاط ينتج عنه تكاثر الجمهور خصوصا لما تكون المنافسة بين فريق زائر من ضفة أخرى من المضيق والفريق المحلي…