قصة مواطنة مغربية وابنتها .. نجتا من حرب ليبيا الطاحنة.! (الحلقة الأخيرة)
جريدة طنجة – م.إمغران ( الحلقة السادسة والأخيرة )
الخميس 26 2016 – 18:21:34
ومن الذكريات المؤلمة التي لايمكن أن تنساها مدى الحياة، تتذكر “حرية” قصة اشتغالها في بيت بأصيلة يعود إلى أجنبية من جنسية بلجيكية وأصل يهودي، حيث كانت انفردت هذه الأخيرة، ذات يوم، بـابنتها “ياسمين” وقالت لها أنها سترسلها إلى الخارج، لكن عليها أن تخلع ـ أولا ـ الحجاب، وتعوضه بلباس كاشف، يظهر مفاتن وتقاسيم جسدها الفتي، موضحة لها أن مالا وفيرا، ستجنيه ـ هنالك ـ شريطة أن يبقى الأمر بينهما طي الكتمان، لا تفشي سره ولا تفاتح أمها أبدا في الموضوع.لكن تربية “ياسمين” المبنية على حسن الأخلاق والصدق والوضوح، دفعت بها إلى إشعار أمها بما تفوهت به المرأة الأجنبية، مما جعل ” حرية ” تنتفض في وجه هذه الأجنبية، ثم تقرر التوقف عن مواصلة العمل لديها، بالرغم من أن قرارها هذا جنى عليها بحرمانها من أجرتها الشهرية، حيث امتنعت الأجنبية عن تسديدها، كنوع من العقاب والتسلط والجبروت، لتبدأ معاناة جديدة في حياة حرية وابنتها، تتمثل في البحث من جديد عن فرصة عمل لهما، وسط نفس الظروف والإكراهات.
ولَعــلَّ حــاجتهما الماسة إلى السكن هي ماكانت تقض مضجعهما، ففي الوقت الذي استفادت من السكن بعض الأسر القادمة من ليبيا، رغم أن لها أملاكا بالمغرب ـ تشير “حرية” ـ لم تستفد هذه الأخيرة وابنتها من أي سكن في إطار مساعدة الدولة، فبعد تسجيلهما من قبل موظف يعمل بمؤسسة تعنى بشؤون الجالية المغربية، المقيمة بالخارج، ومرور فترة معينة على ذلك، قصدتا مقر وزارة الداخلية، للاستفسار عن ملفهما، فسئلتا إن كانتا تذكران ملامح الشخص الذي سجلهما، أول مرة، حيث أجابتا بالنفي، مضيفتين أن الأهم يكمن في الوصل الذي كان بحوزتهما، فضلا عن الدلائل القاطعة، المتجلية في جوازي سفرهما.إلا أنه طلب منهما الرجوع ـ ثانية ـ إلى مؤسسة الجالية، دون أي فائدة تذكر.
في ظل هذه المشاكل لم يكن سهلا على الابنة ” ياسمين ” الاندماج في الوسط المغربي.فقبل الحرب في ليبيا، كانت هنالك تدرس وتسعد بقربها من الزميلات والصديقات، وكانت أمور الحياة ميسرة على جميع المستويات.لكن اليوم أصبحت حياتها مهددة بالضياع في كل وقت، فهي تبحث عن عمل بدون جدوى، وكلما وجدت فرصة عمل، إلا وقد تتعرض لبعض المحاولات الدنيئة والماسة لكرامتها.هذه المعاناة جعلت ” ياسمين ” تنطوي، أحيانا، على نفسها، وأحيانا أخرى، تمسك قلما وورقة، لتخرج ما بدواخلها، من تعابير وخواطر، كشكل من أشكال التنفيس، عما عاشته ، بضع سنوات بأصيلة، حتى أصبحت عاشقة للكتابة، كملاذها الأخير.
لكن والدتها ” حرية ” تشير إلى أنه في ظل معاناتهما الأولى بمدينة أصيلة، لايمكن إنكار بعض المواقف الحميدة التي كان لها أثر إيجابي على نفسيتهما، منها موقف إنساني لن تنساه لرجل يسمى محمد بنعيسى، تقول ” حرية” التي حلت بطنجة، منذ شهر دجنبر2015، برفقة ابنتها في محطة جديدة، وذلك لتجريب حظهما، بحثا عن عمل شريف، يواجهان به متطلبات العيش .وتلتمس “حرية” عبر هذا المنبرمن كل من تابع حلقات قصتها، خاصة، ومن ذوي الأريحية والضمائر الحية، عامة، مد يد العون إليها، بأي شكل من الأشكال، ولوبالكلمة الطيبة والمعلومة والنصيحة.
* للاتّصال : 0691371885 ـ0623281905


















