حزب العدالة والتنمية بمقاطعة السواني على صفيح ساخن بسبب أحمد الغرابي
جريدة طنجة – محمد العمراني ( أحمد الغرابي )
الثلاثاء 07 يونيو 2016 – 12:51:31
مصادر متطابقة كشفت لجريدة “طنجة” أن جذور المشكل تعود إلى مرحلة تدبير الانتخابات الجماعية المنصرمة، حين أفرزت مسطرة اختيار المرشحين أحمد الغرابي وكيلا للائحة مقاطعة السواني، متخطيا بذلك من يعتبرون أنفسهم أعمدة الحزب، خصوصا وأن الغرابي ظل يُنظر إليه كوافد على الحزب، ولم يتدرج في تنظيماته الدعوية والحزبية، وأن قوته يستمدها من الدعم المعنوي والسياسي الذي يقدمه له البشير العبدلاوي، الكاتب الجهوي للحزب، وعمدة المدينة.
اختيار الغرابي وكيلا للائحة مكنه، بعد الاكتساح الانتخابي لحزب المصباح يوم 4 شتنبر المنصرم، من الفوز برئاسة المقاطعة، وهو المنصب الذي أغاض كثيرا من يعتبرون أنفسهم الحرس الحقيقي لقيم ومبادئ الحزب، وهؤلاء كانوا يفضلون لمنصب الرئاسة عائشة مجاهد، وكيلة قائمة النساء بذات المقاطعة، وزوجة البرلماني محمد الدياز، لكن دعم العبدلاوي للغرابي كان حاسما في وصول هذا الأخير إلى رئاسة المقاطعة.
ليدخل الحزب في أزمة داخلية عميقة، تجلت في إصرار الرافضين لأحمد الغرابي على إرباك عمله داخل المقاطعة، ومحاولة التضييق عليه، ومنعه من اتخاذ أي مبادرة، تحت طائلة إشراك جميع مكونات الحزب قبل اتخاذ أي قرار أو مبادرة…
غير أن الأمور سرعان ما ستتجه نحو الأسوأ بعدما وصلت حد الترويج لإشاعات مسمومة تستهدف ذمة الغرابي، وتشكك في قدرته على تدبير شؤون المقاطعة، وأن قرار عزل الغرابي في الرئاسة قد تم الشروع في تنزيله، وتزامن هذا الهجوم الغير مسبوق مع سحب الغرابي لقرار تفويض متابعة الأشغال من محمد السندي، القيادي النقابي، والمقرب جدا من التيار المتشدد داخل الحزب، حيث تم الترويج أن الغرابي سحب التفويض من السندي، لأن هذا الأخير كشف فسادا في تدبير صفقات الأشغال، والذي كان يتم بتواطؤ ما بين بعض الموظفين والمقاولات المكلفة بالأشغال، وبعلم رئيس المقاطعة!…
الحرب النفسية التي استهدفت الغرابي وصلت حد عقد لقاءات جمعت بين بعض المسؤولين في تنظيمات حزب العدالة والتنمية بمقاطعة السواني مع منتخبين من الأصالة والمعاصرة بهدف الرفع من منسوب المعارضة وطرح بعض الملفات الحارقة لإحراج الغرابي في الدورة التي انعقدت أمس الخميس، والخطير في الأمر أن أحد هاته اللقاءات “التنسيقية” تمت بحضور نائب لعمدة المدينة مقرب جدا من الكاتب الإقليمي محمد خيي، وأنه لم يحرك ساكنا للرد على الاتهامات الخطيرة التي تم توجيهها للغرابي من طرف محسوبين على حزب المصباح، بل وصل الأمر حد اتهام الغرابي بمنح امتيازات للبشير العبدلاوي مقابل الاستفادة من دعمه…
عملية التحريض تم فضحها أمس من طرف منتخبي البام، الذين كشفوا تفاصيل الاتصالات التي جمعتهم بمنتمين لحزب المصباح من أجل فضح “فساد” الغرابي حسب زعمهم…
مداخلات أعضاء البام تمت بحضور كل من محمد أفقير، رئيس مقاطعة المدنية، محمد التمسماني، نائب عمدة طنجة، ومحمد البكراني، نائب رئيس مقاطعة المدينة، حيث بدا وأنهم مبعوثون من طرف عمدة المدينة لإعداد تقرير في الموضوع، الذي يبدو أنه ستكون له تداعيات تنظيمية في القادم من الأيام.
ذات المصادر رأت في ما يقع داخل مقاطعة السواني انعكاس للحرب الطاحنة التي تجري رحاها داخل حزب العدالة والتنمية بين تيار محمد خيي وتيار البشير العبدلاوي حول اختيار مرشحي حزب المصباح للانتخابات التشريعية، علما أن كفة العبدلاوي تبدو راجحة في حسم قائمة المرشحين، بالنظر للدعم الذي يحضى به من طرف عبد الإله بنكيران، وهذا ما يفسر، تؤكد المصادر، تعرض المحسوبين على العبدلاوي لكل هذا القصف العنيف.