في احتفالية نظمها زملاؤه وطلبته بآداب تطوان “عبد الله المرابط الترغي..أيقونة قيم ونبراس علم”
جريدة طنجة – محمد أملح ( عبد الله المرابط الترغي )
الأربعاء 11 ماي 2016 – 12:18:16
ولأجل بسط جوانب من سيرة هذا الإنسان الجليل، وإنارة مجالات المنجز العلمي لهذا الطود الشامخ، توزع اللقاء العلمي على ثلاث جلسات استهلت بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الطالب الباحث رشيد الزبير.
وقدافتتحالجلسة الأولى الافتتاحية، التي سيرها الطالب الباحث بدر الدين المرابط، الأستاذ الدكتور محمد الحافظ الروسي باسم رئاسة شعبة اللغة العربية.وأشاد د. الروسي في كلمتهبمكانة المحتفى به العلمية داخل الكلية وخارجها، ومشيراً خلالها إلى تجربة التلمذة بين يديه بهذه الكلية وقبل ذلك بالسلك الثانوي بمدينة طنجة. وأعقبت هذه الكلمة كلمة أخرى قدمتها الأستاذة الدكتورة جميلة رزقي باسم فرقتي البحث(ملتقىالدراساتالمغربيةالأندلسيةوفرقةالبحثفيالإبداعالنسائيبالكلية)؛ وهي كلمة عبرت من خلالها عن ما امتاز به الراحل العلامة المرابط الترغي من الخصال الحميدة والثقافة الواسعة التي جعلت منه المرجع الأساس لكل طالب، واليد اليمنى لكل باحث.
وعرفت الجلسة الثانية (جلسة الشهادات)، التي سيرها الطالب الباحث بدر الدين المرابط، تدخل كل من أخي المحتفى به السيد محمد الأمين المرابط الترغي، ثم صديقه لأكثر من أربعين سنة الأستاذ الدكتور محمد مفتاح، وبعدها بعض الدكاترة الباحثين الذين حظوا بإشراف الدكتور الترغي في الدكتوراه، وهم: الأساتذة أبو الخير الناصري ونهاد المودنوعبد الحي الروسيوحنان العسري. وقد عالجت شهادات المتدخلين جوانب إنسانية من مسار عبد الله المرابط الترغي الإنسان، حيث أجمعوا على سمو شخصه ورفعته؛ فهو الإنسان المفرد الذي جمع ما تفرق في غيره، من أخلاق حميدة، وسجايا طيبة، وقيم نبيلة. كما أنه العالم المتبحر، والموجه اللين، والمرشد المشجع.
واهتمت الجلسة الثالثة (جلسة الدراسات)،التي سيرتها الطالبة الباحثة كريمة عثمان، بمقاربة المنجز العلمي للدكتور عبد الله المرابط الترغي؛ تدريساً وتصنيفاً وتحقيقاً وتأريخاً. وقد انتظمت هذه الجلسة في أربع مداخلات هي: الأولى: مداخلة دة. هدى المجاطي بعنوان: فن الترجمة عن عبد الله المرابط الترغي من خلال كتاب “من أعلام شمال المغرب”. وارتكزت المتدخلة على بيان اهتمام العلامة الترغي بعلم التراجم، وشغفه بتراجم أعلام الشمال، مع الوقوف من خلال الكتاب المذكور على طريقة المؤلف في صناعة الترجمة، برصد أهم خصائصها وثوابتها ومتغيراتها، ثم الإلماع إلى مجموعة من الملاحظات حول الكتاب نحو الاستطراد إلى ترجمة عائلات بعض المترجمين، وكثافة المادة المصدرية وتنوعها، وتنبيه الناس إلى الاهتمام بعلماء البادية.
وتناولت المداخلة الثانية التي قدمها د. سي محمد أملح موضوع “عبد الله المرابط الترغي محققاً.. المفهوم والإجراء”، حيث رصد المتدخل في البداية علاقة العلامة المرابط الترغي بميدان التراث. ثم فصل حديثه من خلال شقين هما شق المفهوم وشق الإجراء، فعالج في الشق الأول نظرة العلامة المرابط الترغي نحو التحقيق عامة، ونحو بعض قضاياه مثل التدخل في المتن، والتحقيق على النسخة الفريدة، وتكرار التحقيق. ثم عالج في الشق الثاني ممارسة العلامة الترغي للتحقيق برصد ما أخرجه من الأعمال المحققة التي تستحق كل تنويه، آخذاً كتاب “أعلام مالقة” نموذجاً لاستجلاء خصائص تلك الممارسة، من خلال مقارنة تحقيقه بتحقيقين آخرين، تفوق عليهما تحقيق الترغي بجدارة كبيرة.
وسلطد. عدنان الوهابي، في مداخلته المعنونة بـ “د. عبد الله المرابط الترغي مدرساً”، الضوء على المسير التدريسي للعلامة الترغي مقسما إياه إلى مراحل ثلاث هي: مرحلة التدريس بالسلك الثانوي، ومرحلة التدريس بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بطنجة، ثم مرحلة التدريس بالجامعة. وقد وقف من خلال هذه المراحل الثلاث على العطاء العلمي للعلامة الترغي مبرزاً ما كان يمتاز به من مهارات التدريس والشرح والتحليل، إلى سعة المعارف والأخلاق الرفيعة. فكان بذلك أستاذاً مثالياً، ومدرساً نموذجياً يحتذى به.
وارتكزت المداخلة الرابعة، التي قدمها د. محمد البالي بعنوان: عبد الله المرابط الترغي مؤرخاً أديباً.. قراءة في مشروع ديوان الشعر المغربي”، على قراءة وفحص كتاب العلامة المرابط الترغي “الشعر والشعراء في المغرب على عهد الدولة العلوية”. وانطلق د. البالي في قراءته من إشكالية تصنيف الكتاب، مستدلاً على كونه يدخل ضمن تاريخ الأدب. ثم استعرض بعد ذلك جهود العلامة المرابطالترغي ومن اشترك معه في صناعة الكتاب د. محمد كنون الحسني ود. عبد اللطيف شهبون في صناعة ديوان الشعر المغربي. ليختم مداخلته بالوقوف علىأبرز مكونات الكتاب وهي الترجمات، والمختارات الشعرية، والاتجاهات الشعرية.
يذكر أن هذا اللقاء العلمي قد مر في أجواء علمية جيدة، وشهد حضور بعض أفراد أسرة العلامة الترغي وبعض أساتذة الكلية وجم غفير من طلبة الدراسات العليا والدكتوراه. وانتهى برفع مجموعة من التوصيات، أبرزها العمل على طبع مداخلات اللقاء من شهادات ودراسات، ثم توصية خاصة إلى السيد عميد الكلية للعمل على تخليد اسم عبد الله المرابط الترغي بإطلاقه على إحدى قاعات الندوات بالكلية تقديراً لجهود هذا العالم التي فاقت ربع قرن..